الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المواصلات تتخلى عن النفط لمصلحة الكهرباء

المواصلات تتخلى عن النفط لمصلحة الكهرباء
30 مارس 2018 20:12
ترجمة: حسونة الطيب ظل قطاع المواصلات ولخمسة عقود متصلة، يشكل العنصر الأساسي للطلب العالمي على النفط الذي يمثل وقوده الرئيس. ويستهلك قطاع المواصلات ما يفوق النصف بقليل عند 54% من الطلب العالمي الحالي للنفط،، بزيادة قدرها 20% منذ 1990. وكان النفط قبل 5 عقود، مستخدماً بكثرة في قطاعات مختلفة بما فيها، توليد الكهرباء وأغراض التدفئة في المنازل والمصانع وأماكن العمل وغيرها، إلا أن موارد أخرى أقل تكلفة من غاز وفحم، حلت محله عبر العقود. وفقد النفط سطوته وتحول لوقود هامشي في معظم هذه القطاعات، حيث اقتصر استخدامه بنسبة كبيرة على قطاعين، المواصلات والبتروكيماويات، حيث لا تتوافر البدائل الأخرى المجدية. لكن تلوح في الوقت الحاضر، بوادر تغيير كل ذلك، حيث تستعد السيارات الكهربائية، لحل محل نظيراتها التي تعمل بالوقود التقليدي، التي ربما تبدأ في القضاء على آخر مصدر رئيسي لنمو طلب النفط في مطلع 2020. وبالنظر لفرق سعر النفط مقارنة مع أسعار أنواع الوقود الأخرى، فإن السعي وراء الحصول على وقود بديل للمواصلات ليس جديداً. وجددت الذكرى الأخيرة لاثنين من أزمات النفط، الرغبة في السيارات الكهربائية، إلا أنه وبصرف النظر عن المحاولات المتكررة من قبل العديد من الشركات، لم ينجح أحد في بلورة المفهوم للحد الذي يتحول فيه إلى بديل قابل للتطبيق لمحركات الاحتراق الداخلي. وعانت مسيرة تطوير السيارات الكهربائية حتى وقت قريب عاملي المسافة والقوة. وعند بدء شركات صناعة السيارات الكهربائية، مثل «تيسلا» في مطلع الألفية الثانية، في الاستفادة من التطويرات الأخيرة في بطاريات الهواتف النقالة في هذا النوع من السيارات، لم يقتصر نجاحها على التقدم الفني الكبير في جعل السيارات الكهربائية قابلة للتطبيق، بل في إقناع المستهلك أيضاً بأنها ليست أقل جودة من السيارات التقليدية. وانخفضت تكلفة البطاريات في الفترة بين 2010 إلى 2015، بمتوسط قدره 50% مع توقعات بالمزيد من الانخفاض يتراوح بين 25 إلى 30% كل 5 سنوات حتى عام 2030. ومن المنتظر، زيادة المسافة التي تقطعها السيارة الكهربائية مقابل كل شحنة كهربائية من، 225 كيلو متراً في 2017، إلى 350 بحلول 2023، التي ربما يختفي عندها الدعم الحكومي لهذا القطاع. ومنذ ذلك الحين، فإن أي نسبة خفض إضافية، تجعل السيارات الكهربائية أكثر منافسة من نظيراتها التقليدية وتهيمن تماماً على سوق السيارات العالمية. كما من المتوقع، ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية من 40% بحلول 2030 إلى 95% في 2050. وانتشار تبني السيارات الكهربائية خلال العقد الثالث من الألفية الحالية، يعني تراجع نمو طلب النفط بنسبة كبيرة خلال تلك الفترة. ويمثل طلب قطاع المواصلات، العمود الفقري لأي توقعات لطلب النفط على المدى الطويل. ويعتمد طلب المواصلات في الأساس، على نمو عدد السكان ومعدل الدخل على المدى البعيد. ويقدر عدد سكان العالم في الوقت الحالي، بنحو 7,3 مليار نسمة، الذي من المتوقع زيادته بنحو 2.5 مليار نسمة أخرى بحلول 2050، يتركز معظمها في الأسواق الناشئة. وارتفع طلب السيارات في الصين بنحو 10 أضعاف خلال العقد الماضي، من 1% إلى 11% في الوقت الحالي. وبينما يبلغ الطلب على السيارات في الهند 20% من امتلاك السيارات في الصين، إلا أنه من المتوقع تحولها لمحرك لطلب السيارات العالمي الجديد، خاصة وأن عدد سكانها سيفوق عدد سكان الصين خلال العقد المقبل. وفي الدول المتقدمة، بلغ طلب النفط ذروته بالفعل في 2005، نتيجة لبطء نمو طلب المركبات في هذه الأسواق التي بلغت مرحلة التشبع. وفي حين، يرجح انتشار تبني السيارات الكهربائية في أسواق الدول المتقدمة أولاً نسبة لتوفر البنية التحتية، إلا أن مبيعاتها ستنتشر بنسبة أكبر في الأسواق الناشئة فيما بعد وعند تساوي تكلفتها بتكلفة السيارات التقليدية. وتشير الدراسات، إلى أن نصف مبيعات السيارات الكهربائية ستكون في الصين وحدها بحلول 2030. لكن وعند تحول السيارات من التقليدية إلى الكهربائية بالكامل، يبدأ طلب النفط بالعودة إلى الارتفاع مرة أخرى منتصف الألفية الحالية، لتلبية طلب قطاع البتروكيماويات والأنواع الأخرى من المواصلات غير تلك التي تسير على الطرقات مثل الطائرات. وفور بلوغ طلب النفط لذروته، من المرجح تراجعه بوتيرة سنوية قدرها 0,5% على مدار العقد الذي يلي منتصف الألفية، ما يدفع منتجو النفط للبحث عن استثمارات في بدائل أخرى، رغم أنها بنسبة أقل عن السابق لتعويض نسب التراجع الطبيعي في حقول النفط التقليدية بنسبة تتراوح بين 4 إلى 6%. ويجيء معظم هذا الإنتاج التدريجي، من قطاع النفط الصخري، ليتم تحديد تكلفة خام النفط وفق التكلفة الهامشية للصخري. نقلاً عن: بنك أوف أميركا ميريل لينش
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©