الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ماجد السويدي لـ «الاتحاد»: 8 مليارات درهم قيمة سوق الإعلانات في 2018

ماجد السويدي لـ «الاتحاد»: 8 مليارات درهم قيمة سوق الإعلانات في 2018
31 مارس 2018 01:01
يوسف العربي (دبي) تبلغ قيمة سوق الإعلانات في الإمارات خلال العام 2018، نحو 8 مليارات درهم «2.2 مليار دولار»، بحسب تقديرات تقرير «الإعلام العربي 2016-2018» الصادر عن مدينة دبي للإعلام ونادي دبي للصحافة. وقال ماجد السويدي، مدير عام مدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للاستديوهات، ومدينة دبي للإنتاج إن الإمارات تتمتع بأعلى مستوى إنفاق على وسائل الإعلام لكل فرد مقارنة ببقية دول المنطقة، ما يتسق مع وصول نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 48.108 ألف دولار (176.5 ألف درهم). وأكد السويدي في حوار مع «الاتحاد» أن الإمارات تعتبر عاصمة وسائل الإعلام في المنطقة بفضل مجموعة متكاملة من محركات التنمية الاقتصادية ومبادرات تطوير القطاع التي تبنتها حكومة الدولة على مدى السنوات الماضية لتحظى بالريادة المتواصلة في بقية القطاعات الاقتصادية الأخرى، مشيراً إلى أن قطاع الإعلام يعتبر أحد المساهمين المهمين في التوجه لتنويع الاقتصاد، وتشجع السياسات الاقتصادية المستقرة التي تشجع الشركات العالمية على اتخاذ مقارها الإقليمية في الدولة. ولفت إلى أن الإمارات نجحت في تحقيق تكامل قوي للقطاعين المالي والعقاري، كما أن الدولة عاصمة التجزئة والسياحة بالمنطقة وهو الأمر الذي حفز العديد من المشروعات الترفيهية الفاخرة على التواجد فأضحت سوقا كبيرا للإعلانات التي تستهدف الفئات المتميزة من المتلقين. وتشير التقديرات إلى أن معدل النمو السنوي المركب لسوق وسائل الإعلان في الفترة 2014- 2018 يبلغ 2%، وتشهد الوسائل الرقمية النمو الأكبر بواقع 19%، يليها التلفزيون 7%، ثم الإذاعة 6%، ثم الإعلانات خارج المنزل 3%، ولم تشهد «الوسائل الفيلمية المادية» أي نمو أو تراجع، بينما تراجعت المطبوعات 3%. وقال السويدي إنه على الرغم من ارتفاع مدة متابعة وسائل الإعلام في المنطقة يلاحظ حدوث انكماش في نمو الإنفاق الإعلاني بسبب المناخ الاقتصادي، ورغم ذلك تقدر نسبة نمو السوق بالفترة 2016-2018 بمقدار 2.5% على أساس معدل سنوي مركب، في حين تنمو وسائل الإعلام المدفوعة بنسبة 3.7% في الفترة نفسها وهو ما يأتي أساسا من قطاعين يقودان هذا النمو وهما التلفزيون والألعاب الرقمية. وأشار السويدي إلى صعوبة الحصول على بيانات الإنفاق على الإعلانات والوسيلة الوحيدة هي قوائم أسعار الإعلانات الرسمية لدى وسائل الإعلام الخاضعة للتدقيق، ولهذا لا بد من الاعتماد على المتخصصين في السوق لتحديد نسب الخصومات التي تقدمها وسائل الإعلام، علما أن الخصومات معلومات سرية تحجم وكالات الإعلان ووسائل الإعلام عن كشفها، ومن الصعوبة التأكد من صحتها عبر مصدر مستقل. ولفت إلى أن معدل النمو السنوي المركب لسوق التلفزيون في الدولة يبلغ 6% بالفترة 2014-2018، كما نمت الإعلانات 1% فيما نمت عائدات القنوات المدفوعة 7%، وارتفعت قيمتها من 344 مليون دولار سنة 2014 إلى 367 مليون دولار سنة 2015، وبلغت 391 مليون سنة 2016، ويتوقع أن تبلغ في العام الحالي 414 مليون دولار تشكل الإعلانات 13% منها فيما تشكل عائدات القنوات المدفوعة 87%، وهي النسبة نفسها المتوقعة للعام القادم 2018 والتي سترتفع فيها قيمة سوق التلفزيون إلى 436 مليون دولار. ألعاب رقمية وعائدات بالمليارات وأوضح السويدي أن الألعاب الرقمية يتوقع تجاوز عائداتها مليار دولار مع حلول العام القادم، علماً أن وسائل الإعلام الرقمية هي القطاع الأسرع نموا بمعدل نمو سنوي مركب قيمته 14.4%، ويدعم هذا النمو الإنفاق على الفيديو الرقمي ووسائل الإعلام الاجتماعي. وأضاف أن الألعاب الاجتماعية تشهد نمواً بمقدار ضعفي المعدل العالمي نظرا لارتفاع نسبة الشباب والهواتف الذكية، فيما تنسجم اتجاهات سوق الألعاب في المنطقة مع الاتجاهات العالمية حيث تشكل الإعلانات داخل اللعبة جزءا صغيرا من القطاع، بينما تغلب مبيعات الألعاب المدفوعة، والتي تبلغ نسبتها في الإمارات 17% فيما تصل إلى 42% في السعودية. متغيرات عالمية وأكد السويدي أن نماذج الأعمال العالمية تشهد تغيرات في قطاعات شتى يأتي أغلبها من العالم الرقمي، حيث أصبحت شركات التكنولوجيا على سبيل المثال لاعباً رئيسياً في صناعة السيارات، الأمر نفسه في الإعلام حيث شهدنا تحالفا بين شركة «آبل» والمخرج العالمي ستيفن سبيلبيرغ ليصبح صانع التقنية شريكا في صياغة المضمون. وقال السويدي إن المنطقة تمتلك فرصة في تصدير المحتوى الإعلامي ومن المرجح أن ذلك سيحدث أولا من قطاع الألعاب الرقمية، حيث تجتذب حيوية سوق الألعاب الرقمية سواء كانت اجتماعية أم مترجمة العديد من الشركات الأجنبية للدخول والمنافسة. وحول مدى تقبل جمهور المنطقة لدفع نقود مقابل الحصول على محتوى إعلامي قال السويدي إن وسائل الإعلام تنقسم إلى نوعين رئيسيين أولها من تعتمد في عائداتها على الإعلانات كمصدر رئيسي، أو تقديم محتوى نظير أجر، وبدأ عدد قليل من الشركات في خوض هذه التجربة في منطقتنا لكن معظم القراء غير مستعدين لذا يلاحظ التنامي المستمر للاعتماد على العائدات الإعلانية مع ارتفاع حدة المنافسة لاقتناصها، وبينما تقتصر المنافسة في عالم المطبوعات على عدد قليل من الصحف المحلية المرخصة فإنها تتوسع في العالم الرقمي لتشمل مواقع البوابات الإخبارية والمواقع الناشئة ومواقع تجميع الأخبار الاجتماعية والشبكات الاجتماعية، ويتوقع أن تتسبب منصات النشر البديلة التي تطرحها شركات تقنية المعلومات توسيع حالة المنافسة المفتوحة في قطاع النشر. وفيما يتعلق بتأثير القرصنة على عائدات الشركات الإعلامية ذات المحتوى المدفوع قال السويدي إن الكثير من الشركات تعتمد على تحقيق دخل على المحتوى المدفوع، وهو ما يواجه في منطقتنا تحدي قرصنة المحتوى ولذلك تبذل الحكومات جهودا لمكافحة القرصنة، ولكن حقيقة الأمر فإن التحدي أمام تلك الشركات لا ينحصر في هذا الموضوع ولكن أيضا عدم اعتياد الناس على دفع مقابل مادي للمحتوى الإعلامي نظرا لوجود محتوى غني على القنوات المجانية ولكن هذا الأمر يتغير حيث تستثمر كبريات شركات تشغيل التلفزيون في ترقية شبكاتها. أهم التحديات وفي استعراض للتحديات التي يواجهها القطاع قال السويدي «أصبحنا نعايش تغيرات متسارعة إحداها ما يعرف بظاهرة «القفزة السريعة» أي انتقال السوق مباشرة إلى استخدام أحدث التقنيات وتجاوز المسار التطوري الذي اتبعته الأسواق الأكثر نضجا». وأشار إلى وجود اتجاه يطلق عليه «النقال أولا» أي استقبال المحتوى على شاشات الأجهزة النقالة حيث يشهد ازدهارا يمكن ملاحظته من نمو حصة المشاهدات على الهواتف النقالة من 11% سنة 2011 إلى 70% سنة 2015، ويساعد في ذلك تزايد استخدام خطوط الاتصال «عريضة الحزمة». وتعد إحدى الظواهر الجديدة نمو جمهور «المشاهدة على السطح» وهو مصطلح جديد في عالم الإعلام الرقمي يعني مشاهدة المحتوى الإعلامي عبر شبكة الإنترنت دون الحاجة إلى الاشتراك مع إحدى شركات توفير الخدمة التلفزيونية عبر الكوابل أو الأقمار الاصطناعية نظير مقابل مالي. وقال السويدي إن قطاع الإعلام في المنطقة واجهته لسنوات ضعف الانتشار مقارنة بحجم القاعدة السكانية، لكن وصول الجمهور إلى المنصات الرقمية يقلص العقبات، أما مشكلة ثقافة التلفزيون المجاني والعزوف عن الدفع مقابل المحتوى المتميز فيمكن حلها من خلال منصات التوزيع عبر الإنترنت. ولفت إلى أنه يمكن التعويل على الوسائل الرقمية لدفع عجلة النمو الإعلامي مع استمرار تحقيق الجمهور أرقاما قياسية في متابعة المحتوى الإعلامي، حيث يستطيع القطاع الرقمي التغلب على عديد من التحديات التي تواجه الإعلام التقليدي. وقال مدير عام مدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للاستديوهات، ومدينة دبي للإنتاج إن الإمارات تعمل على تعزيز العوامل المساعدة التنظيمية والسياسية، وتطلق المدن الإعلامية، مثل «مدينة دبي للإعلام» وثمة خطوات أخرى راعت التحول من مفهوم المدن الإعلامية الشاملة إلى المناطق الحرة المتخصصة في القطاعات الإعلامية مثل «توفور 54» و»مدينة دبي للاستديوهات» و»مدينة دبي للإنتاج». جيل الألفية أكبر مستخدمي الإعلام الرقمي أكد ماجد السويدي، مدير عام مدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للاستديو هات، ومدينة دبي للإنتاج أن الإعلام يشهد تحولاً نحو الرقمنة والتي يعتبر شباب جيل الألفية أكبر مستهلكيها، ناهيك عن أن هؤلاء الشباب يغيرون عادات الاستهلاك لا بل إنهم يسهمون في إنجاز تحول مبتكر للمحتوى ومشاركة بصناعته وهو ما يمكن أن نطلق عليه «المنتجون المستهلكون». ولفت إلى أن الفئة العمرية «تحت 24 عاماً «في منطقتنا تشكل 50% من مجمل السكان بينما تبلغ نصف ذلك في الدول المتقدمة، كما أن هذه الميزة تتعمق مع مرور الزمن، ما يعني ارتفاع الشريحة المستهلكة للمنتجات الإعلامية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©