الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عرش «علي بابا» للتجارة الإلكترونية يهتز قبيل طرحها في السوق الأميركي

عرش «علي بابا» للتجارة الإلكترونية يهتز قبيل طرحها في السوق الأميركي
17 مارس 2014 21:57
شنجهاي (رويترز) - تواجه شركة علي بابا للتجارة الإلكترونية أكبر تحد لهيمنتها على سوق الشراء عبر الإنترنت في الصين، في الوقت الذي تستعد فيه الشركة التي أسسها جاك ما في شقة من غرفة واحدة قبل 15 عاماً لطرح عام أولي في السوق الأميركية قد يسفر عن تقييم الشركة بمبلغ 140 مليار دولار. وأظهرت بيانات «يورومونيتور» لأبحاث السوق، أن شركة علي بابا جروب هولدنجز فقدت جزءاً من حصتها في السوق العام الماضي، في حين سجل أقرب منافسيها إليها زيادة في حصته. وترى «يورومونيتور» أن سوق التجزئة للتجارة عبر الإنترنت في الصين سيزيد إلى ثلاثة أمثال ما كان عليه عام 2012 لتصل قيمته إلى 300 مليار دولار في عام 2018، مع إقبال المشترين الذين أدمنوا التعامل بالهواتف المحمولة على شراء كل شيء من تذاكر الطيران إلى الأحذية الرياضية عبر الإنترنت. وتقود شركة تنسنت هولدنجز، أكبر شركات التواصل الاجتماعي في الصين، الثورة على «علي بابا» من خلال ربط تطبيق «وي تشات» أكثر تطبيقات التراسل شعبية في الصين بشركة جيه دي كوم، ثاني أكبر شركات التجارة الإلكترونية. كما تحاول مجموعة من الشركات الصغرى النيل من هيمنة «علي بابا»، في حين تتجه مجموعة من شركات التجزئة الكبرى، مثل «نايكه» و«جاب» على نحو متزايد للابتعاد عن منصة تي مول للتجارة الإلكترونية التابعة لشركة علي بابا لتؤسس متاجرها الإلكترونية المتميزة. وقال فرانك لافين الرئيس التنفيذي لشركة اكسبورت ناو في هونج كونج، «التسوق في الصين نشاط اجتماعي. فأنت تريد أن تخبر أصدقاءك عنه وتوصي به. إنه نشاط عبر الهواتف الذكية، ومن يملك تلك القدرة التنظيمية سيكون له هيمنة على الكيفية التي يتسوق بها الإنسان». وتساعد شركة لافين الشركات العالمية على بدء نشاطها في الصين من خلال منصة «تي مول» التابعة لـ «علي بابا». وقالت الشركة، أمس الأول، إنها ستبدأ العمل على تطبيق خطط سابقة لقيد أسهمها في السوق الأميركية، فيما قد يصبح أكبر عملية طرح عام أولي لشركة إنترنت، وقد يتجاوز طرح شركة فيسبوك للتواصل الاجتماعي الذي بلغت قيمته 16 مليار دولار عام 2012. وأوضحت بيانات «يورومونيتور» إن حصة شركة علي بابا بلغت 45,1% من سوق التجارة الإلكترونية الصينية العام الماضي انخفاضاً من 46,1% في العام السابق، ومن المتوقع أن تحتفظ بالصدارة في مواجهة منافسيها. وتعمل «علي بابا» على تدعيم خدماتها عبر الهاتف المحمول لمجاراة الأعداد الهائلة من مستخدمي الهواتف الذكية في الصين. ولم ترد شركة علي بابا على طلبات متكررة للتعقيب على هذا التقرير، لكن جو تساي نائب الرئيس التنفيذي، أبدى تفاؤلاً بشأن آفاق التجارة الإلكترونية بالشركة في مقابلة مع «رويترز» في هونج كونج الأسبوع الماضي. وتكافح «علي بابا» منافسيها الآن على جبهات متعددة. فإلى جانب «جيه دي.كوم» التي تتجه لطرح أولي قيمته 1,5 مليار دولار في السوق الأميركية، توجد شركات أخرى تحظى بتمويل جيد، مثل ساننج كوميرس جروب لتجارة التجزئة في الأجهزة المنزلية ووحدة يهاوديان لتجارة التجزئة في مواد البقالة التابعة لمتاجر وول مارت. كذلك تتزايد مكانة شركات متخصصة أصغر، مثل فيبشوب هولدنجز لأدوات التجميل. وقال بريان وانج نائب رئيس شركة فورستر للأبحاث في بكين، إنه مع اقتناص شركات ذات أسماء تجارية عالمية ومحلية حصصاً على حساب «تي مول»، فمن المرجح أن يؤدي هذا إلى استمرار انخفاض حصة «علي بابا» في السوق. وقال وانج: «شهدنا في العام الماضي زيادة في عدد العملاء الذين يسألوننا عن كيفية الانفصال عن تي مول». ونقلت شركة اتش ستايل لتجارة الملابس عبر الإنترنت التي تحظى بشعبية كبيرة، جانباً من نشاطها بعيداً عن منفذ البيع الخاص بها عبر «تي مول»، وأصبحت تحقق نصف مبيعاتها عن طريق موقعها الخاص على الإنترنت وعن طريق «جيه دي.كوم» و«تنسنت». وساعدت الموارد الضخمة لدى «علي بابا» على صد الشركات الأصغر حتى الآن، مثل «أوتو جروب»، و«139 شوب.كوم»، و«ميكوس لين»، و«نيويج.كوم» وغيرها، فأنهت نشاطها. لكن الشركات الباقية اكتسبت خبرات كبيرة في المنافسة ولديها طموحات كبيرة. وبلغ نصيب «جيه دي.كوم» من السوق العام الماضي 14% بزيادة طفيفة عن العام السابق، لكن خطط الطرح الأولي واتفاقها مع «تنسنت» ستتيح لها موارد مالية وتشغيلية جديدة. وشركة «تنسنت» أقل شهرة خارج الصين من «علي بابا»، وإن كانت قيمتها السوقية تبلغ نحو 150 مليار دولار. وستتيح هذه الصفقة لجيه دي.كوم الاستفادة من 225 مليون مستخدم نشط شهرياً لخدمة وي تشات للتراسل في الصين. وقالت جريس لين (20 عاماً) وهي طالبة في شنجهاي، «أنا أميل الآن للمتاجر المتخصصة، لأن الخدمة في أغلب الأحيان أفضل منها في متاجر التجزئة العملاقة، ودائماً ما أجد التوصيل أسرع». وأضافت «ليس بالضرورة أنني أقلل استخدام تي مول، لكنني أكثر من استخدام المتاجر الأخرى». وقد اشتبك جاك ما مؤسس «علي بابا» في الآونة الأخيرة مراراً مع منافسه بوني ما وهو الشريك المؤسس لشركة تنسنت. ولا تربط الاثنين قرابة رغم تشابه الأسماء. وتزايدت حدة التصريحات من الشركتين العملاقتين مع اشتداد التنافس في مجالات من الألعاب الإلكترونية، إلى المدونات الصغيرة، إلى حروب الأسعار من خلال تطبيق استئجار سيارات الأجرة ونظم الدفع الإلكتروني التي أصبحت الآن موضع فحص دقيق من جانب البنك المركزي الصيني. وبلغ عدد مستخدمي شبكة الإنترنت على الهواتف المحمولة في الصين 500 مليون مستخدم في العام الماضي، ومن المقدر أن يصل العدد إلى 750 مليوناً عام 2017 وفق بيانات «آي ريسيرش» للاستشارات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©