الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القهوة والشاي يُنظمان السكر في الدم ويُقللان مخاطر الجلطات ويكبحان تكاثر الخلايا المسرطنة

القهوة والشاي يُنظمان السكر في الدم ويُقللان مخاطر الجلطات ويكبحان تكاثر الخلايا المسرطنة
9 مارس 2012
أظهرت دراسة حديثة واسعة النطاق تم فيها تحليل العوامل طويلة المدى التي تؤثر على صحة النساء أن الأشخاص الذين يشربون القهوة تنخفض لديهم مخاطر التعرض للكآبة بالمقارنة مع الناس الذين لا يتناولونها. وتوصل الباحثون في هذه الدراسة إلى أن الشاي والمشروبات الخالية من الكافيين ليس لها أي أثر حقيقي على القابلية للاكتئاب كما جاء في بضع دراسات غير محكمة. وهذا لا يعني أن القهوة أفضل من الشاي، بل إن العلم أثبت أن للشاي فوائد صحية عظيمة على مستويات عدة، لكن القهوة كذلك لها نصيبها الوافر من الإيجابيات والمزايا بفضل غناها بالكافيين. تحتوي القهوة على مركبات مضادة للأكسدة تُسمى “البوليفينول”، وهي تُساعد على تنظيم مستوى السكر في الدم وتقي من تجلط الدم الذي يمكن أن يتسبب في الوفاة بعض الحالات. وفي الواقع، إذا كان الشخص يشرب القهوة بشكل منتظم ومعتدل (وليس أحياناً فقط أو نادراً)، فإن عمره يكون أطول من غيره بفضل آثار شُرب القهوة التي تُقلل مخاطر الإصابة بالجلطات القلبية والسكتات الدماغية، وذلك حسب دراسة أُجريت سنة 2008 شملت قُرابة 130 ألف شخص تُوبعوا جميعهم عل مدار عشرين سنةً. مشروبان مفيدان بالنسبة للشاي، فهو أيضاً غني بمركبات “البوليفينول”، وقد تبين من دراسات مخبرية استخدمت تقنية زرع خلايا نباتية وحيوانية أنه (الشاي) يُساعد في الحفاظ على شرايين الدم صحيةً وسليمةً، ويُقلل مستوى الكوليستيرول في الدم، ويقي من تراكم الصُفَيحات السادة للشرايين، ويكبح نمو وتكاثر الخلايا المسرطنة. كما أن احتواء الشاي على الفلورايد وعلى مادة أخرى شبيهة بالإستروجين يُسهم في تعزيز قوة كثافة العظام، لكن هذه المزية الأخيرة تحتاج إلى دراسات إضافية لتأكيدها. وأظهرت دراسات أخرى أن شُرب الشاي يُقلل مخاطر الإصابة بأمراض القلب وبعض أنواع السرطان، لكن هذا لم يُؤكد بشكل قاطع. وأجمع الباحثون في هذه الدراسة على أن الشاي والقهوة مشروبان مفيدان لصحة الإنسان إنْ هو انتظم في شرب أحدهما أو كليهما وجعلهما جزءاً لا يتجزأ من نظامه الغذائي اليومي. لكن طبعاً دون إسراف، ودون الإكثار من مسحوق البن عند إعداد القهوة. وأضافوا أن اتباع هذا الاحتياط يهم هواة القهوة أكثر من عُشاق الشاي، فالقهوة تحوي مبدئياً ضعف ما يحويه الشاي من المنبهات المثيرة، وأربعة أضعاف ما يحويه الشاي الأخضر. ويمكن لأي شخص راشد يتمتع بصحة جيدة أن يستهلك إلى غاية 300 ميليجرام من الكافيين، وهو ما يعادل ثلاثة أكواب قهوة لا يتعدى كل كوب 240 ميليلتر، بينما تُنصح المرأة الحامل بألا يتعدى استهلاكها اليومي من الكافيين 200 ميليجرام. وفيما يخص الأشخاص الذين يُعانون من القلق والتوتر أو الصداع أو تسارع خفقان القلب أو أحد أنواع الرُعاش، فيُنصَحون بتقليل استهلاك المشروبات المحتوية على الكافيين قدر الإمكان، أو تجنبها بشكل نهائي. آثار الإسراف هل استهلاك الكافيين آمن؟ جواباً على هذا السؤال، يقول البروفسور نيال بينوفيتز، أستاذ الطب في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، إن الكافيين هو مكون واحد فقط من مكونات عديدة في القهوة والشاي. وبالنسبة لمادة الكافيين نفسها، رُبما كان أكبر مخاطرها هو احتمال تسببها في الإصابة بنوبات الفزع. فإذا أكثر الشخص من استهلاك الكافيين، فإنه قد يُصاب بنوبات من التوتر الحركي والارتجاف، وذلك نظراً لأن ارتفاع الكافيين في الجسم يرفع ضغط الدم، ما يُفاقم مشكلة اضطراب دقات القلب وعدم انتظامها. ولكن مثل هذه المضاعفات قد تحدث فقط في حال أفرط الشخص في استهلاك الكافيين. أما إْن كان يستهلكها على نحو معتدل ومنتظم، فإنه يكتسب قُدرةً على مقاومة جميع أعراضها الجانبية. وقد أُجريت دراسة في هذا الصدد، إذ قُدم للمشاركين فيها ما يُعادل 12 كوباً من القهوة كل يوم. وفي البداية، بدوا في قمة الصحو والانتباه والإثارة، وارتفع ضغط الدم لديهم. لكن بعد مرور ثلاثة إلى أربعة أيام، تلاشت هذه الآثار. وفيما يتعلق بالمصابين بأحد أمراض القلب، فيمكنهم شرب القليل من القهوة إذا رأى الطبيب أنها لا تؤثر سلباً عليهم، لكن مع الانتباه أكثر إلى نوع القهوة ومصدرها وطريقة معالجتها أثناء الصنع والطبخ أيضاً، فالقهوة الفرنسية المضغوطة أو المغلاة على سبيل المثال تحتوي على مواد كيميائية من شأنها رفع مستويات الكولستيرول. غير أن تصفية القهوة يُنقيها من هذه المواد الكيميائية التي قد تشوبها. وتُعد القهوة المصفاة أفضل في حقيقة الأمر، فهي تحمي القلب أكثر نظراً لأنها أيضاً تحتوي على مضادات أكسدة. «إدمان» الكافيين على مستوى كمية الكافيين المستهلَكة، ينبغي العلم بأنه ليست هناك أية آثار ضارة لمن يشرب كوباً من القهوة أو كوبين يومياً. لكن ينبغي أن نأخذ في الحسبان أن الكافيين لا توجد في القهوة والشاي فحسب، بل توجد في منتجات غذائية أخرى مثل المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة. ويُستخدم نبات “الجوارانا” مثلاً كمكون أساسي في العديد من مكملات تحسين الأداء الرياضي وإنقاص الوزن بفضل غناه بالكافيين عالي التركيز. ولذلك، يُفترض في صُناع جميع المنتجات الغذائية التي تحتوي على الكافيين وغيرها أن يُلصقوا قائمةً بمكونات كل منتج يُباع في السوق حتى يكون المستهلك على بينة من أمره، ويعرف بالضبط الكمية التي يستهلكها يومياً من الكافيين بما يتماشى مع حاجته الشخصية وحالته الصحية. ويمكن لأي شخص أن يشعر بارتباطه باستهلاك الكافيين وباعتماده عليه للشعور بالجاهزية للعمل صباحاً، أو القدرة على السهر ليلاً أو غيره من النشاطات، لكن هذا النوع من الارتباط البدني مختلف تماماً عن الإدمان ولا يُمكن وصفه كذلك بأي حال من الأحوال. فالإدمان لا يُطلق إلا على الإكثار من استخدام شيء والفشل التام في الاستغناء عنه عند الرغبة في ذلك. ويُقصَد بالارتباط البدني أن الجسم يتعرض لأعراض انسحابية تؤثر سلباً على الوظائف النفسية والحسية عند الإقلاع عن تناوُل المادة المُدمَن عليها. وهذا لا ينسحب على الكافيين، فأسوأ ما يمكن أن يحصل للإنسان إذا قرر التوقف عن شرب القهوة مثلاً هو الشعور بالصداع، أو الإحساس بالتعب صباحاً فقط في الأيام القليلة التي تعقُب الإقلاع، ثم تختفي تماماً كأن شيئاً لم يكن. ولا يُعد الارتباط بالكافيين مضراً بحد ذاته، لكنه يمكن أن يُشعر بالاستياء والانزعاج في بعض الحالات، مثل أن تُسافر على متن وسيلة نقل ما ولا تجد من يقدم لك القهوة أو مشروباً آخر يحتوي على الكافيين. عن “واشنطن بوست”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©