الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دبي القديمة تتشبث بالحياة رغم طفرة البناء

31 مايو 2008 03:23
لم يبق من سكان حي البستكية القديم في دبي سوى خديجة أحمد وأسرتها· لم يتغير منزلها تغيراً يذكر منذ وصلت حين كانت عروساً حديثة الزواج منذ أكثر من 70 عاماً· شوارعه التي يرجع تاريخها إلى التسعينات من القرن التاسع عشر والتي تحتضنها ناطحات السحاب المتزايدة والطرق السريعة متعددة الحارات هي أحد أشيائه القليلة الباقية التي تذكر بماضي دبي كقرية هادئة حيث كان الناس يكسبون قوتهم من الغطس لاصطياد اللؤلؤ· في تسعينات القرن العشرين اشترت الحكومة معظم المنازل من الملاك في البستكية لحماية الحي المتهالك من المستثمرين في قطاع التشييد والبناء· واليوم أصبحت المنطقة الواقعة إلى جانب خور دبي داراً للمعارض الفنية والمقاهي والمطاعم، ولخديجة وأسرتها التي رفضت عرض الحكومة لشراء منزلها· وقالت خديجة وهي تقف داخل باب منزلها ''منذ خمسة عشر عاماً خرج الجميع·· حمداً لله أننا استطعنا البقاء''· في غضون أقل من 60 عاماً تحول هذا الميناء بالإمارات العربية المتحدة إلى نموذج للثروة الملفتة للنظر حيث يقام الصرح المبهر تلو آخر مثل مجموعة جزر على شكل أشجار نخيل أو فندق برج العرب الذي يتخذ شكل شراع مركب· لكن المسؤولين الإماراتيين بدأوا ينتبهون إلى قيمة المواقع التاريخية لدبي مما يعكس جزئياً مطلباً شعبياً بالتواصل الحقيقي مع ماض يختفي بسرعة بإضافة إلى وعيهم بأن التاريخ يمكن أن يساعد في ازدهار السياحة· وقال الممواطن وليد نبيل (22 عاماً) ويعمل في مركز الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتواصل الحضاري في البستكية ''يجب أن تكون لنا ثقافتنا وتقاليدنا لنعرف آخرين بها''·وأضاف ''يجب أن نكون قادرين على أن نبين لتلاميذ مدارسنا كيف كان يعيش أجدادهم وإلا سنفقد ثقافتنا''· رشاد بخش مدير دائرة التراث المعماري في بلدية دبي مهتم لهذا الاحتياج ويقول: ''نقع تحت وطأة ضغط تنمية الأراضي·· لكننا تعهدنا بالإبقاء على ''حي البستكية'' كما هو والحكومة تدعم هذا''· وحين وصلت خديجة إلى البستكية كانت قد أبحرت من منزل والدها على الجانب الآخر من خور دبي· وتقول خديجة ''حين تزوجت دخلت من هذا الباب'' مشيرة إلى باب خشبي في آخر الرواق المنحدر يفتح على أرض رملية كانت تحده المياه ذات يوم، أما الآن فيواجه مرآباً للسيارات''· ومن بين المواقع التاريخية الأخرى قرب البستكية بيت الوكيل أول مبنى اداري في دبي وقلعة الفهيدي التي شيدت في أواخر الثمانينات من القرن الثامن عشر وتعتبر المبنى الأقدم في المدينة· غير أن هذه المباني تضاءلت في مواجهة الطفرة في البناء التي أذكتها أسعار النفط المتصاعدة وكل أعمال البناء تتم بأيدي عمال باكستانيين وهنود يعيشون في ''مخيمات للعمال'' في الصحراء وتقلهم حافلات إلى مواقع البناء·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©