ممدوح سالم: نحتاج أن نفهم السبب.. والقرار أحرجنا مع ضيوفنا!

لم يجد منظمو مهرجان جدة السينمائي في دورته الرابعة، سبباً وحيداً يضعونه إجابة للسؤال الذي انهمر عليهم من ضيوفهم وأهل الصحافة وبعض المهتمين بالسينما: لماذا ألغي المهرجان؟! فهم أنفسهم لا يعرفون، إذ تم تبليغ مدير المهرجان ممدوح سالم هاتفياً بقرار الإلغاء عن طريق أمانة جدة، وقيل له أنه صادر عن جهات رسمية، فلم ينبس ببنت شفة، وأغلق سماعة الهاتف ثم شرع في إبلاغ الضيوف واللجان العاملة بأن «الدورة الرابعة» لن تقام. وكان مقرراً أن ينطلق المهرجان مطلع الأسبوع الجاري «السبت» بمشاركة 106 أفلام خليجية وعربية، وحضور 50 مخرجاً ومؤلفاً سينمائياً، لكن قراراً عاجلاً ومفاجئاً بالإلغاء، أوقف الانطلاقة قبل أن تدور أياً من عجلاتها. مليون درهم خسائر وقدرت خسائر المهرجان المالية بمليون درهم ـ بحسب ممدوح سالم ـ الذي يرى أن الخسارة المعنوية أكبر بكثير من أن تحصى، وقال في اتصال هاتفي مع «الاتحاد»: «تبلغنا القرار فجأة، وهو ما أربكنا، ووضعنا في موقف حرج مع ضيوفنا، فلم نكن نعلم ماذا نقول لهم أو كيف نعتذر منهم؟». وأضاف: «كنا نحتاج إلى توضيح الأمور، لنفهم ونُفهم غيرنا»، نافياً أن يكون على علم بالقرار قبل أسبوع من موعد الافتتاح المقرر، وأكد:»هذه شائعة تم تداولها عن طريق بعض المواقع الإلكترونية، وكانت بمثابة التوقعات، التي صدقت في نهاية الأمر، لكنني لم أعلم بالقرار إلا في الليلة التي سبقت حفل الافتتاح». لافتاً إلى أنهم يعملون تحت مظلة وزارة الإعلام السعودية، والتزموا بالحصول على كافة التصاريح التي تخول لهم إقامة المهرجان وذلك عن طريق الجهات الحكومية الرسمية، رافضاً فكرة أن يكون هناك ملاحظات على بعض الأفلام المشاركة أو الضيوف المدعوين، وأوضح:»لم يتحدث معنا أحد بشأن وجود أية ملاحظات». واستقبل المهرجان هذا العام أكثر من 200 فيلم، استبعدت الرقابة 8 أفلام منها لعدم ملاءمتها للعرض. المهرجان إلى «المقبرة» ولا يعلم ممدوح ما إذا كان قرار الإيقاف دائما أم نه مؤقت، لذا فهو لايتفق مع فكرة انتقال المهرجان إلى «المقبرة»، مفضلاً القول إنه يمر في وضع حرج، ويرقد في غرفة العناية الفائقة، ويأمل له الشفاء. ولم يقبل أحد من شركة «روتانا» للإنتاج الفني أو «روتانا أستوديوز» القائمة على التنظيم، الحديث عن الموضوع، مفضلين التريث حتى تنجلي السحابة، ومن بعدها ربما يحين موعد الكلام، الذي أشار مصدر من العلاقات العامة في الشركة أنه قد يكون على شكل بيان صحافي، يوزع على كل وسائل الإعلام. وقال عبدالعزيز الشارخ الفائز بجائزة أفضل ممثل سينمائي في الدورة الثالثة للمهرجان، والذي دعي كضيف شرف في الدورة الرابعة، تعليقاً على القرار:»خسارة كبيرة.. كان هذا المهرجان أملنا الوحيد، لكن يبدو أنه لم يعد من أمل». «الرهان الخاسر» وكانت إدارة المهرجان اختارت الفيلم اليمني «الرهان الخاسر» لعرضه في حفل الافتتاح وهو من إخراج الدكتور فيصل العلفي، ويتناول مشكلة التطرف والإرهاب وأخطاره المدمرة على المجتمع اليمني وما يترتب عليه من إقلاق لحياة الوطن وسكينة المجتمع إضافة إلى العديد من الآثار السلبية. وخصص ثاني أيام المهرجان لعرض فيلم «عيون بلا نوم» وهو فيلم إسلامي يخلو من الموسيقى وتغيب عنه الممثلات عمداً، وينافس الفيلم على جوائز عدة أبرزها جائزة أفضل فيلم روائي طويل. كما كان مقرراً إقامة ندوتين، الأولى يقدمها عبده خال تحت عنوان «جدلية المتلقي بين الرواية والسينما»، والثانية يقدمها حسن عسيري تحت عنوان «عناصر الإنتاج». إضافة إلى تكريم الفنانين سعد الفرج وسعد خضر وفايز المالكي.