الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ماكين و أوباما··· اختبار الشخصية

ماكين و أوباما··· اختبار الشخصية
31 مايو 2008 01:52
كثيراً ما يقال لنا إن الحملات الانتخابية الأميركية يجب أن يكون محورها حول ''القضايا''، بيد أن المقترعين لن يُشرّعوا القوانين في شهر نوفمبر، إنهم سينتخبون رئيساً من المحتمل جداً أن يواجه مخاطر غير متوقعة أو فرصاً على مدى السنوات الأربع القادمة، ويحتاج المقترعون لمعرفة كيف يمكن للمرشحين أن يستجيبوا لكلا التحديين، ويعرفوا ما هي شخصية المرشح، وبالتالي التنبؤ بكيفية قيام الرئيس المنتخب بواجباته· كيف يمكن أن نحكم على شخصية المرشح الرئاسي؟ الأمانة والأخلاق الحميدة هما بداية جيدة بالتوافق مع توفر الإرادة لعمل ما هو صحيح بدلاً من عمل ما هو مقبول جماهيرياً، يضاف إلى ذلك أن على المرشح أن لا يخلط بين المظاهر والحقيقة بالنسبة لشخصيته، يجب على المرشّح أن يكون بالفعل حائزاً على المزايا التي تحتاج إليها الرئاسة· قد يبدو أن ''ماكين'' يملك ميزة بالنسبة لموضوع الشخصية، فتجربته في فيتنام لم ينتقص منها ما أورده ناقدوه ذوو المصداقية، لقد كان بالفعل بطل حرب، وإن شيئاً كثيراً من ذلك الماضي يشير إلى كيفية نظر معظم الناخبين إليه، ففي الأسابيع الأخيرة، أبدى ''ماكين'' شجاعة في معركته الانتخابية، إذ أعلن ''أنه ليس من واجب الحكومة أن تنقذ وأن تكافئ أولئك الذين يتصرفون بطريقة غير مسؤولة، سواءً كانوا بنوكاً كبيرة أو مقترضين صغاراً''، كما زار الفقراء ولم يَعد بأن رئاسته سوف تجعلهم بقدرة قادر أغنياء، لقد واظب على تأييد حرب العراق، كما وعد بتخفيض الإنفاق، رغم أن الموقفيْن يتعارضان مع رغبات غالبية الأميركيين· بيد أن ''ماكين'' أظهر أخيراً قصوراً بالنسبة لمسألة الشخصية، إنه الآن يقترح إنقاذ المستدينين ويدعو إلى توقيف جني ضريبة البنزين في الصيف، ما هو الاحتقار الذي لابد أن يشعر به رجل تحمّل كل ذلك التعذيب، للمقترعين الذين لا يستطيعون أن يتحملوا قليلاً من الألم على مضخة البنزين، ومع ذلك، فإنه يشعر بألمهم خشية من الإخفاق في شهر نوفمبر· ''باراك أوباما'' يبدو أكثر تعقيداً -جزئياً- بسبب أنه غير معروف، إنه لم يُمتحن في شؤون مهمة، صحيح أنه على استعداد للاستماع إلى الناس الذين يخالفونه في الرأي، وقد رفض شيطنة منافسيه، وبالتالي وضع جانباً مزيةً كان يمكن أن تساهم في حملته، كذلك يبدو الرجل صادقاً وأميناً، يمكنك احترامه حتى وإن لم تكن متفقاً مع كل شيء يقوله أو يفعله، ورغم كل ذلك، فإن قدرات ''أوباما'' البلاغية العظيمة كانت دائماً تلقي بظلالها على شخصيته، هل هو بالفعل ما يبدو أنه هو، أو ما يود كل إنسان أن يكون عليه؟ ربما أنه كان مجرد شخص أفضل في انتحال الإخلاص· ولكن·· كيف يمكننا الحكم على شخصية مرشح رئاسي؟ إن المصاعب التي واجهها ''أوباما'' في الانتخابات التمهيدية لم ترفع من شأن شخصيته، فقد حاول إرضاء المقترعين في ولايات تعاني الركود، وليس أقل من ذلك في موقفه تجاه الحمائية· والذي يبدو أن مستشاره الاقتصادي قد أبلغ المسؤولين الكنديين بإهمال أقوال ''أوباما'' فيما يتعلق بمنطقة التجارة الحرة لشمال أميركا· أما حكاية رجل الدين ''رايت'' فهي الأهم بالنسبة لمسألة الشخصية، وليس فقط على حساب ''أوباما''· وعندما نعود إلى خطاب فيلادلفيا، فإن عدم رغبة ''أوباما'' في الافتراق عن قسيسه يمكن أن يلقي نوراً على شخصيته، فمن الأمور البديهية أن أسهل شيء بالنسبة لـ''أوباما'' كان ببساطة شجب ''رايت'' وآرائه· لقد حاول ''أوباما'' أن يشجب الأقوال بينما رفض التخلي عن قسيسه، ربما كان يرفض التضحية بصديق في لحظة هو في أشد الحاجة إليه، حتى وإن لم يكن ذلك الصديق ممن يمكن الدفاع عنه وكان كل شيء يتوقف على تلك اللحظة، يستطيع المرء أن يحترم هذا الموقف، والآن لا يبدو ''رايت'' بالشخص الذي يمكن لأي صديق أن يدافع عنه، وقد أثار ''رايت'' أيضاً مسألة مقلقة حول شخصية ''أوباما''، لماذا بقي السيناتور وعائلته مع كنيسة ''رايت'' وأيّدوها لتلك المدة الطويلة؟ ولأنه بقي كذلك، كان من الصعب الاعتقاد بأن ''أوباما'' كان غير مؤيد لراديكالية ''رايت''، لقد أوجد الرجل مشكلة تتعلق بشخصية ''أوباما'' بطرق لم يُجب عليها السيناتور، ويشعر المرء الآن بأن السؤال لا تمكن الإجابة عليه بشكل قاطع يتجاوز الشك· الشخصية قد لا تكون القضية الوحيدة في شهر نوفمبر المقبل، وقد يمكن إنقاذ ''أوباما'' إذا ما وقعت أزمة اقتصادية، أو إذا ما تم كشف النقاب عن معلومات تُسيء إلى سلوك ''ماكين'' بشكل موثوق، وربما يجد ''أوباما'' وسيلة يخرج منها من أزمة ''رايت''، بحيث تعيد سمعته الجيدة مع المقترعين، ولكن في المرحلة الحالية تم توجيه سؤال يتعلق بالشخصية بعد وقت طويل مما كان يمكن الإجابة عليه سابقاً· أكثر من عدد قليل من المقترعين -وليس جميعهم من الليبراليين- يودون الإيمان بشخصية ''أوباما'' إن لم يكن ببرنامجه، لقد أصاب ''أوباما'' أولئك الناس بخيبة الأمل التي قد تؤدي إلى خيبة أمل الديمقراطيين عندما يأتي شهر نوفمبر· جون سامبلز مدير مركز الحكومة التمثيلية في معهد كيتو بواشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة مصباح الحرية الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©