الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما ونتنياهو ...تنافر سياسي

8 مارس 2012
رغم التأكيد على وجود تحالف قوي بين الولايات المتحدة وإسرائيل خلال المؤتمر السنوي الحالي لآيباك، فإن ذلك لم يُزل تماماً الاختلافات القائمة والقريبة من السطح بين أوباما ونتنياهو، والتي استمرت طيلة السنوات الثلاث الماضية. ومع أن لقاءات الأسبوع الجاري بين القائدين، ركزت بصفة شبه كلية على إيران بدل القضية الفلسطينية، فإن الأمر لم يخلُ من صراع، ففي خطابه يوم الأحد الماضي انتقد أوباما سياسة التصعيد والتلويح بالحرب التي ينتهجها القادة الإسرائيليون ضد إيران، معتبراً أنها تأتي بنتائج عكسية، فيما حرص نتنياهو على التأكيد من جانبه أن إسرائيل تحتفظ بحق اتخاذ القرار حول إيران بمفردها. ورغم تعدد الصدامات بين القائدين التي تراوحت بين مسائل شخصية وتكتكيات عملية السلام إلى تجاهل بروتوكولي، يظل هناك إجماع بين المراقبين أن جذور التنافر ترجع بالأساس إلى الاختلاف في الرؤية السياسية، فنتنياهو سياسي محافظ يقول عنه "شيمون شيفر"، المعلق السياسي بصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية إنه "لو كان في الحياة السياسية الأميركية لاختار نتنياهو الترشح كسيناتور "جمهوري"، وسيكون أقرب إلى "نيوت جينجريتش" بينما أوباما سياسي ليبرالي. ومنذ صعود الزعيمين إلى السلطة بفارق بضعة أشهر فقط ظهر التباين في وجهات النظر وطفا الاختلاف على السطح، فمع البداية أحس الإسرائيليون بالتجاهل عندما قفز أوباما عن زيارتهم في جولته الأولى إلى المنطقة التي حملته إلى عدد من عواصم الدول الإسلامية في الشرق الأوسط، كما أحسوا بالانزعاج عندما سعى أوباما للتصالح مع الرأي العام العربي مبتعداً عن سياسات إدارة بوش التي اعتبرت من أكبر مساندي إسرائيل. لكن الصراع أصبح أكثر بروزاً عندما سعى أوباما إلى الضغط على نتنياهو لتجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية، الأمر الذي هدد مكانة نتنياهو في الداخل بالنظر إلى تحالفه السياسي مع اليمين، ومع ذلك اضطر نتنياهو خلال شهور إلى الاعتراف بحل الدولتين والإعلان عن وقف مؤقت لبناء المستوطنات، وهو الأمر الذي لم يقم به رئيس وزراء إسرائيلي من قبل، وعن هذا الموضوع يقول "ميتشيل باراك"، مساعد سابق لنتنياهو "لقد ركز أوباما منذ البداية على القضية الفلسطينية وجعلها أولويته الأولى، كما دفع نتنياهو إلى ما لا يريده وهو القول بأنه يعترف بحل الدولتين". والحال، كما يقول المساعد السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي، أن أغلب الناس في التحالف "اليميني" لا يؤمنون بحل الدولتين، ثم تتالت الإشارات السلبية بين الرجلين، حيث نقلت التقارير تجاهل أوباما لنتنياهو خلال زيارته لواشنطن قبل عامين وتركه للبيت الأبيض فيما كان نتنياهو مجتمعاً مع مساعديه بسبب إعلان إسرائيل بناء وحدات استيطانية جديدة بالتزامن مع زيارة نائب الرئيس جوزيف ليبرمان إلى إسرائيل. وقبل أسابيع قليلة دخل نتنياهو على خط الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة، حيث لجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى استخدام السيناتور "الجمهوري"، جون ماكين، و"لندزي جراهام" لإيصال إحباطه تجاه فشل الإدارة الأميركية في تبني موقف صارم إزاء إيران، لكن من الفائز في اللقاءات الأخيرة التي جرت على هامش مؤتمر "آيباك" السنوي؟ الحقيقة أنه من الصعب تحديد المنتصر، فنتنياهو لم يحصل على ضوء أخضر لضرب إيران، بحيث من الواضح تركيز أوباما على الدبلوماسية والضغوط الاقتصادية، لكن من جهة أخرى نجح نتنياهو في صرف الانتباه عن القضية الفلسطينية واستحقاقات السلام في الشرق الأوسط وحصر التركيز على إيران والخطر النووي. وفي جميع الأحوال يشعر القائدان بأنهما مضطران للتعامل مع بعضهما البعض والتعايش المشترك لأسباب استراتيجية وسياسية، فإسرائيل والولايات المتحدة بحاجة إلى إظهار جبهة موحدة تردع إيران وتحول دون مواصلة تطلعاتها النووية. جوشوا ميتنيك محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة "كريستيان سيانس مونيتور"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©