الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

انطلاق حملة توعية لتقليل الطلب على أسماك مهددة بالانقراض

انطلاق حملة توعية لتقليل الطلب على أسماك مهددة بالانقراض
26 ابريل 2010 01:09
وجهت جمعية الإمارات للحياة الفطرية أمس دعوة للمستهلكين والتجار لحماية مستقبل الثروة السمكية في الدولة، وحماية الأنواع المهددة بالانقراض عبر التوجه نحو استهلاك الأنواع المستدامة بما يقلل الطلب على أنواع الأسماك التي تواجه ضغط الصيد الجائر. ومن على مركب أبحر قرب ساحل أبوظبي، أطلقت الجمعية حملة “اختر بحكمة” بهدف نشر الوعي حول وضع الثروة السمكية وحفز جمهور العالم للتحول نحو الأسماك المستدامة، مشيرة الحملة إلى أن تناول الأسماك بحكمة قادر على فتح الأعين على خيارات ونكهات جديدة. وتظهر الإحصائيات التي أجرتها جمعية الإمارات للحياة الفطرية بالتعاون مع الصندوق العالي لصون الطبيعة (EWS-WWF) بأن 66% من سكان الإمارات يتناولون السمك مرة واحدة في الأسبوع. وهو ما يؤشر إلى أن الشعبية الكبيرة للمأكولات البحرية وضعت ضغطاً كبيراً على مخزون السمك، لينتج عنه تراجع كبير في أعداد الأسماك وصل معدله إلى 80%، وذلك على مدى العقود الثلاثة الماضية. وتشير الدراسات إلى أن الهامور، أحد أنواع السمك المفضلة في الدولة، يتعرض إلى صيد جائر يفوق معدله 7 مرات معدل الصيد المستدام الضروري لاستمرار بقاء هذا النوع، مؤدياً إلى تراجع مخزونه بنسبة 87-92 % منذ عام 1978 متصدراً لائحة الأسماك المحلية المعرضة للصيد الجائر. وعن إطلاق الحملة، قالت رزان خليفة المبارك، مدير عام جمعية الإمارات للحياة الفطرية، إن الحملة التي تقام بالتعاون مع الصندوق العالمي لصون الطبيعة “تشكل الأسماك جزءاً حيوياً من نظامنا الإيكولوجي البحري، وأحد المكونات الأساسية في حميتنا الغذائية المحلية، بينما يعتبر صيد السمك جزءاً لا يتجزأ من تراثنا وثقافتنا المحلية. لقد عمل أجدادنا في صيد السمك، حيث اعتمدوا على هذه الثروة كمصدر للرزق لعائلاتهم ومجتمعاتهم، بينما جلبوا معهم العديد من الحكايات المتعلقة بالبحر لتتجذر في ذاكرتنا الثقافية المحلية”. وحذرت المبارك من أن المخزون السمكي بدأ يشهد تراجعاً عندما اتخذ صيد السمك منحنى تجارياً، ومع دمار الموائل الطبيعية وذلك في العقود الثلاثة الأخيرة، ما يتطلب توحيد الجهود من أجل حماية هذه الثروة. وقالت “بحماية ثروتنا السمكية، لن نحمي فقط نظامنا البحري الإيكولوجي الهش، بل سنحمي أيضاً جزءاً من ثقافتنا من أجل أطفالنا”. مشيرة إلى أنه من خلال الحملة، نسعى إلى تزويد سكان الإمارات بالمعرفة اللازمة عن حالة الثروة السمكية المحلية، آملين حثهم على الاختيار بحكمة. وتعليقاً على الحملة قال ماجد المنصوري، الأمين العام، هيئة البيئة - أبوظبي، إن الهيئة تعمل يداً بيد مع مجتمعات الصيادين المحلية من أجل تطوير إدارة جيدة لمصائد الأسماك المستدامة وخلق حوافز اقتصادية لمستقبل مستدام للمخزون السمكي والحياة البحرية. وأكد دعمه لحملة “اختر بحكمة” التي تجلب الوعي إلى المستهلكين، فاتحة المجال أمامهم للمساهمة في تخفيف الطلب على الأنواع التي تقع تحت وطأة الصيد الجائر، وذلك باختيارهم لأنواع مستدامة، دون أن يؤثر ذلك على عاداتهم الغذائية. واعتبر أن الحفاظ على مخزون سمكي صحي وطبيعي هو أمر بغاية الأهمية لحماية نسيج الحياة البحرية، ليرث أولادنا من بعدنا كوكباً وفيراً بالثروات السمكية وغنياً بالحياة البحرية. وأشارت المبارك إلى أنه لتزويد سكان الإمارات بالمعرفة الضرورية من أجل تمكينهم على الاختيار بحكمة، وبدعم من هيئة البيئة - أبوظبي، تم تطوير دليل صغير الحجم للمستهلك، يمكن وضعه بسهولة في الجيب أو في حقيبة اليد، يقوم بتصنيف 19 نوعاً من أنواع السمك إلى 3 فئات حسب وضع المخزون الحالي، وذلك وفقاً للبيانات والدراسات التي أجريت لتقييم أعداد السمك من قبل علماء الهيئة. وسيتوفر هذا الدليل في مكاتب جميعة الإمارات للحياة الفطرية بالتعاون مع الصندوق العالمي لصون الطبيعة (EWS-WWF)، ويمكن تحميله أيضاً من موقع الحملة www.choosewisely.ae. ولمن يهوى الطبخ، وفر موقع الحملة وصفات عدة لأطباق تعتمد على أنواع السمك المستدامة، بينما أطلقت الحملة مسابقة لطهي أفضل طبق من السمك المستدام للهواة الجادين الذين يرغبون في خلق أطباق مبتكرة، جاعلين هذه الأسماك جزءاً مما هو معتاد ومستساغ. وحملة التوعية للأسماك تأتي بدعم من هيئة البيئة بأبوظبي وجمعية الإمارات للحياة الفطرية بالتعاون مع الصندوق العالمي لصون الطبيعة (EWS-WWF)، وما زال المجال مفتوحاً لمن يرغب في رعاية الحملة والمساهمة في نشر الوعي حول هذا الموضوع المهم. كما تسعى أيضا الجمعية لإشراك بائعي التجزئة والمطاعم في هذه الحملة، وتقدم لهم الفرصة لتوزيع دليل المستهلك وتشجعهم على تقديم أصناف من الأسماك المحلية المستدامة. دليل المستهلك يوزع قريباً على الجمهور العام “دليل المستهلك” عبر منافذ البيع للأسماك، حيث تم تصنيف الأسماك إلى ثلاث فئات ملونة، بحيث يرمز كل لون إلى وضعها الحالي، متأملة الجمعية من كل مستهلك حمل الكتيب الذي صمم بحجم صغير يمكن وضعه في المحفظة أو حقيبة اليد عند شراء السمك ليساعد المستهلك على اتخاذ القرار الصحيح بشأن نوع السمك المراد شراؤه. ويشير اللون الأحمر في الدليل والذي ضم أسماك الهامور، الفرش، الكنعد، القابط، الصافي الغربي، الشعري اليماه والزريدي إلى أنه يفضل التفكير بشراء نوع سمك آخر نظراً لتعرض مخزون هذا النوع إلى ضغط الصيد الجائر. أما اللون البرتقالي شمل أنواع السولي، البدح، الكوفر والعقلة ويشير إلى أن اختيار هذا النوع من السمك خيار جيد ولكن هنالك خيارات أفضل، حيث يبلغ معدل استعمال مخزون هذا النوع درجته المثلى. واللون الأخضر الذي يضم سمك الفسكر، البزيمي، العنفوز، الشعري شخيلي، الينم والنيسر، فهو دليل على أنه أفضل خيار حيث لا تواجه هذه الأنواع ضغوط صيد عالية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©