معتز الشامي (دبي)
اختار الاتحاد الدولي لكرة القدم، حكمنا الدولي محمد عبدالله ضمن الأطقم الأساسية التي تتولى إدارة مونديال روسيا المقبل، بالإضافة إلى الحكم المساعد محمد أحمد.
وكان «الفيفا» قد أعلن أمس أسماء الأطقم التي تدير كأس العالم «روسيا 2018» وتضم 36 حكماً للساحة و63 حكماً مساعداً، وشهدت القائمة النهائية للنهائيات عودة التحكيم الإماراتي من الباب الواسع للبطولة العالمية .
وجاء اختيار «الفيفا» للطاقم الإماراتي بعد تحركات هائلة شهدتها كواليس الاتحادين القاري والدولي، لدعم مرشحي الإمارات، بجانب مساندة المشروع الإماراتي الذي تم رفعه من الاتحاد الآسيوي إلى «الفيفا»، لزيادة أطقم المونديال عن قارة آسيا إلى 6 أطقم بدلاً من 4 ونصف، كما كانت سابقاً، وهو الدور الذي قام به الاتحاد القاري، بتنسيق مع علي بوجسيم حكمنا المونديالي الأسبق، وعلي حمد عضو لجنة الحكام بالاتحاد القاري، وأسهم ذلك في تقوية موقف حكمنا محمد عبد الله، خاصة بعد تألقه في البطولات العالمية والقارية التي شارك في إدارتها، وآخرها كأس آسيا للشباب في كوريا العام الماضي، والتي كانت بمثابة فرصة كبيرة لدخول حكمنا الدولي، ضمن الأطقم الخمسة المرشحة للبطولة، بينما شهدت ورشة العمل الأخيرة التي أقامها «الفيفا» في دبي، تألق حكمنا الدولي والمساعد محمد أحمد، مما حسم المنافسة على المقعد الرابع للأطقم الأساسية في البطولة، حيث تفوق عبد الله على الحكم الياباني ساتو، كما سبق وأن أشارت صحيفة «الاتحاد» منتصف مارس الجاري.
وكان الاتحاد الآسيوي رصد أداء جميع الأطقم في السنوات الثلاث الماضية، بالتنسيق مع لجنة الحكام بـ «الفيفا»، حيث تم إخضاع جميع الأسماء المرشحة للمراقبة والمتابعة الفنية بشكل مستمر، كما تألق محمد عبد الله في إدارة المباريات الدولية على مستوى الأندية والمنتخبات.
وتعتبر عودة التحكيم الإماراتي إلى المونديال، إنجازاً جديداً لكرة الإمارات، حيث غاب قضاتنا عن إدارة مباريات المحفل العالمي منذ 2002 حكماً للساحة، عبر المونديالي بوجسيم آخر حكم إماراتي يشارك في البطولة، وفي مونديال 2006 تأهل حكم الراية عيسى درويش حكماً مساعداً فقط، وفي 2010 صالح المرزوقي حكماً للراية، وغاب التحكيم الإماراتي عن مونديال 2014 وكان مرشحاً له علي حمد، الذي تعرض للإصابة قبل أشهر قليلة من البطولة، واعتزل التحكيم على أثرها.
ووقع اختيار «الفيفا» على 6 حكام للساحة من آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية وأميركا الشمالية والوسطى، فضلاً عن 10 من أوروبا وحكمين من الأقيانوس، وتضمنت القائمة 5 حكام عرب للساحة، وحكام آسيا هم، محمد عبد الله للساحة ومحمد أحمد حكماً مساعداً من الإمارات، وفهد المرداسي من السعودية، وعلي رضائي من إيران، بالإضافة إلى الطاقم الأوزبكي بقيادة رافشان، وطاقم بحريني بقيادة نواف شكرالله، والياباني ساتو، ومن أفريقيا المصري جهاد جريشة، والجزائري عبيد شريف مهدي، والسنغالي مالانجا، والجامبي جساما، والزامبي زيكازوي، والأثيوبي تيساما.
من جانبه أبدى حكمنا المونديالي الأسبق علي بوجسيم، سعادته بعودة «الصافرة الإماراتية» إلى المونديال عبر محمد عبد الله، بالإضافة إلى تأهل محمد أحمد حكماً مساعداً، وقال: تأهل محمد عبد الله فرحة وطن بأكمله، وتتويجاً لجهد سنين من العمل المتواصل، وهو لن يمثل نفسه في البطولة، ولكنه يمثل التحكيم الإماراتي، وهو بذل الكثير من الجهد وأقنع «الفيفا»، كما رأى مسؤولو الاتحاد الدولي الجهود الكبيرة المبذولة لتطوير التحكيم في الإمارات، والإمكانيات التي تتوافر لأصحاب الصافرة.
وأشاد بوجسيم بالدعم الذي توفر للطاقم الإماراتي، عبر معالي اللواء محمد خلفان الرميثي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، وقال: معاليه لم يقصر، وطلبنا منه التدخل لدعم حكمنا، وكان هناك جهد كبير مبذول في هذا الجانب، بالإضافة إلى ضرورة توجيه الشكر إلى الاتحاد الآسيوي، والشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، الذي استجاب للمطلب الإماراتي لزيادة أطقم الحكام في مونديال «موسكو 2018»، والذي يعتبر حقاً أصيلاً للقارة، بعد تطوير التحكيم فيها، وعن حق ابن الإمارات الذي تألق في المباريات التي قادها دولياً وقارياً خلال العامين الماضيين تحديداً.
وعن النصائح التي يوجهها إلى محمد عبد الله، قال: الفترة المقبلة تتطلب ضرورة أن يحافظ على مستواه، وأن يستعد بقوة للبطولة، وأن يكون التركيز أكبر من السابق، وهي كلها أمور أساسية. وأضاف البعض شكك في التحكيم الإماراتي، لكن ذلك غير سليم، فإن مستوى التحكيم جيد للغاية، كما أن البلد التي أنجبت بوجسيم قادرة على إنجاب العشرات مثله، لكن على اتحاد الكرة أن يمنح الفرصة للحكام الجيدين، خصوصاً الوجوه الجديدة، فحقهم علينا أن نعطيهم الفرصة للمنافسة، وأنا سبق وأن راقبت حكماً، وهو لم يحصل على فرصة، ووجدته أفضل من كل الحكام الذين يتولون إدارة المباريات.
وأضاف: «الإمارات ولادة»، وأعتقد أن لدينا مشاريع حكام قادرين على المنافسة للوصول إلى مونديالي 2022 و2026، وهم أحمد عيسى وعمر آل علي، وهما مشروعان يدعمهما الاتحاد الآسيوي نفسه، والأساس الآن أن يهتم الاتحاد بتدريبهم جيداً، وأن يتم الدفع بهم في المباريات المهمة والنهائيات.
ابن ثعلوب: عرفان بتطور كرة الإمارات
هنأ محمد بن ثعلوب الدرعي، عضو اللجنة التنفيذية لكأس آسيا «الإمارات 2019»، رئيس شركة نادي العين للاستثمار، حكمنا الدولي محمد عبدالله حسن، بمناسبة اختياره ضمن قائمة حكام مونديال روسيا، بجانب الحكم المساعد محمد أحمد الحمادي، والذي يعد شرفا كبيرا للكرة الإماراتية التي ستكون حاضرة، من خلال إدارة مباريات البطولة.
مؤكداً أن حكمنا الدولي محمد عبدالله جدير بذلك الاختيار لتميزه في كثير من المواسم، كأفضل حكم ساحة دولي، ومواصلة لتألق الصافرة الإماراتية، في كثير من المناسبات العالمية والإقليمية.
وأشاد ابن ثعلوب بالدور الرائع لـ «قضاة الملاعب» الذين ساعدوا زميلهم محمد عبدالله لبلوغ تلك المرتبة الرائعة سفيراً للكرة الإماراتية، بعد أن ظل اتحاد الكرة متمسكاً بحكام المواطنين، ورفضهم الاستعانة بالحكام الأجانب للمشاركة في إدارة المسابقات المحلية، مما منحهم الثقة ليتألقوا ويبدوا ويطوروا من مستواهم في كثير من المناسبات المحلية والإقليمية، متمنياً التوفيق للكادر الوطني، ليسهم بدوره في طفرة الكرة الإماراتية، وللحكم المونديالي التوفيق في المهمة المقبلة، والذي يمثل تكريماً لجهده وعرفاناً بتطور الكرة الإماراتية التي تهتم بكوادرها الوطنية.
ابن هزام: نسخر كل الإمكانات لدعم طاقمنا
أكد محمد بن هزام، الأمين العام لاتحاد الكرة، أن تأهل محمد عبد الله ومحمد أحمد إلى مونديال روسبا، يعتبر إنجازاً يحسب للتحكيم الإماراتي، ومكسباً كبيراً سيتم البناء عليه للمستقبل، حتى يكون التحكيم الإماراتي موجوداً في المحفل العالمي بشكل مستمر، وقال: «نقدم كل الدعم والمساندة اللازمة لطاقمنا في البطولة، والاتحاد يسخر كل إمكاناته لنجاح طاقمنا في تلك المهمة، كما سبق وقدم الكثير من الدعم والمساندة، ووفر الكثير من الإمكانات في سبيل النهوض بمستوى التحكيم وتطويره بالشكل الأمثل الذي جعلنا في طليعة الدول التي تطبق تقنية الفيديو، وتقديم الدعم المستمر والمتواصل للقضاة».
ووجه محمد عبيد اليماحي، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة رئيس لجنة الحكام، التهنئة لمحمد عبد الله على اختياره لمونديال 2018، مشيراً إلى أن تلك الخطوة تأتي تتوجياً لجهود السنوات الماضية، وتضحيات كبيرة قدمها الطاقم الإماراتي، مشيراً إلى أنه يتوقع أن يتألق محمد عبد الله ومحمد أحمد في المونديال، وكشف عن أن اللجنة قدمت الكثير من الدعم للحكمين خلال الفترة الماضية، وستواصل على النهج نفسه حتى يتحقق ما يريده الجميع بتحقيق مستوى مميز للتحكيم الإماراتي في المحفل العالمي.
علي حمد: مشروع وطني ساهم الجميع في نجاحه
أكد علي حمد الحكم الدولي الأسبق، وعضو لجنة الحكام بالاتحاد الآسيوي، أن نجاح محمد عبد الله في بلوغ «مونديال موسكو»، يعتبر تتويجاً لجهد كبير تم بذله خلال السنوات الماضية، عبر ما اسماه «مشروعاً وطنياً»، ساهم فيه جميع أعضاء سلك التحكيم، بالإضافة إلى الاتحادات المتعاقبة على مدار السنوات الست الأخيرة.
وقال: «أشكر أسرة التحكيم على تكاتفها لدعم ابن الإمارات لبلوغ هذا الحلم، خاصة الصديق علي بوجسيم حكمنا المونديالي الأسبق، حيث عملنا معاً لدعم محمد عبد الله والطاقم الإماراتي، وحالياً نعيش فرحة كبيرة بتكلل تلك الجهود، كما أشكر اتحاد الكرة الحالي برئاسة مروان بن غليطة، الذي واصل العمل على مشروع الوطن بالنسبة لمحمد عبد الله، بالإضافة إلى الاتحاد السابق، ولقد عادت الإمارات إلى المونديال من بوابة محمد عبد الله، وهذا إنجاز كبير للغاية».
عدد اليوم
