لندن (رويترز) - تراجعت العقود الآجلة لخام برنت دولارين خلال تعاملات الأمس إلى 109,15 دولار للبرميل، متأثرة بقيام مستثمرين بتصفية مراكز دائنة في أسواق السلع الأولية لشراء الأسهم.
وجاء هذا التراجع مع تصاعد المخاوف لدى دول أوبك بشأن نمو الإنتاج الأميركي من النفط الصخري والذي تخشى دول أوبك من أن يشكل النجاح الأميركي في ذلك تهديداً لإنتاجها. وتراجع عقد أقرب استحقاق لخام برنت في تعاملات الأمس 1,72 دولار إلى 109,40 دولار للبرميل، وكان قد سجل 109,14 دولار في وقت سابق من الجلسة، كما تراجعت العقود الآجلة للخام الأميركي 46 سنتاً إلى 91,10 دولار للبرميل.
وتأتي هذه التراجعات في أسعار النفط، مع استمرار الولايات المتحدة في خططها بشأن استخراج النفط الصخري، وتنبأ تقرير لوكالة الطاقة الدولية في نوفمبر الماضي، بأن الولايات المتحدة ستتخطى السعودية وروسيا لتصبح أكبر منتج للنفط في العالم بحلول عام 2017، وستزيد صادرات أمريكا الشمالية من النفط عن وارداتها بحلول 2030 وستحقق الولايات المتحدة الاكتفاء الذاتي من الطاقة بحلول 2035 بحسب التقرير.
ويقول مسؤولون خليجيون إن من السابق لأوانه بكثير، افتراض أنهم سيخسرون مركزهم القوى في أسواق الطاقة العالمية. وتعتمد توقعات النفط والغاز الصخريين على افتراضات بشأن التكنولوجيا والاحتياطيات والربحية ستتطلب سنوات أو عقودا لحسمها، وحتى إذا تراجع الطلب على واردات النفط والغاز في الغرب فقد ينتقل ببساطة إلى الاقتصادات سريعة النمو في الشرق مثل الصين والهند.
وبحسب التقديرات، تبلغ التكلفة التقديرية لإنتاج النفط من المكامن الصخرية الأميركية نحو 50-75 دولارا للبرميل بينما تقل تكاليف الإنتاج في الخليج عادة عن 20 دولاراً، غير أن إمكانية استخدام هذه الميزة لدرء تهديد النفط الصخري تتقلص، ذلك أنه بسبب الزيادة الكبيرة في الإنفاق السعودي يعتقد محللون أن الحكومة السعودية تحتاج سعرا يبلغ 65-85 دولارا لبرميل النفط لتحقيق التعادل في الميزانية بزيادة نحو 20 دولارا عن السنوات القليلة الماضية.
وقال نيل شيرينج كبير الخبراء الاقتصاديين للأسواق الناشئة في كابيتال إيكونوميكس في لندن “من المرجح أن يكون تأثير النفط الصخري هو أن تدخر بلدان الخليج مبالغ أقل لا أن تنفق أقل، ونحن على الأرجح نتحدث عن عملية ستحدث على مدى عقود وليس سنوات”.
عدد اليوم
