الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: «رمضان» موسم الطاعات والحسنات

العلماء: «رمضان» موسم الطاعات والحسنات
2 يونيو 2016 23:20
حسام محمد (القاهرة) أيام قليلة ونستقبل شهر رمضان المبارك حيث كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا نظروا إلى هلال شعبان أكبوا على المصاحف يقرؤونها ويخرج الأغنياء زكاة أموالهم ليتقوى بها الضعيف والمسكين على صيام رمضان، وانطلق التجار فقضوا ما عليهم وما لهم، حتى إذا نظروا هلال رمضان اغتسلوا واعتكفوا، فكيف يجب أن يستقبل المسلمون الشهر الفضيل؟ ويقول الشيخ محمد زكي البداري أمين عام اللجنة العالمية للدعوة الإسلامية بالأزهر: يجب أن نتعلم كيف نستقبل الشهر الفضيل ونستفيد من روحانياته فمن المؤكد أن رمضان شهر غنيمة روحانية وأرباح من العبادات والتاجر الحاذق يغتنم المواسم ليزيد من أرباحه فاغتنموا هذا الشهر بالعبادة وكثرة الصلاة وقراءة القرآن والعفو عن الناس والإحسان والتصدق على الفقراء وفي شهر رمضان تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين وينادي منادٍ كل ليلة: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر. وقال: علينا ونحن نقبل على شهر رمضان أن نسعى لتعلم حقيقة الصيام الذي يمنحنا غفران الله تعالى ومنافع ونفحات لا أن نكتفي بالصيام عن الطعام والشراب فحسب بل نسعى لكي نستفيد من رحمات الله فرمضان ضيف عزيز يعطي ولا يأخذ ويهب ولا يطلب، منافعه لا تحصى ويجب أن نجتنب كثيراً من العادات التي تعيق تحقيق المقصود من الصيام فمن جعل النوم والشراب والطعام همه فلن يشعر إلا بالحرمان في نهار رمضان والكسل في ليله وسيظل يومه نائما فلا يخرج من رمضان إلا وقد تغير بخلاف المقصود من الصيام وسيقضي معظم نهاره في النوم لا يبذل فيه أدنى جهد فهو ملازم للكسل والفتور سريع الغضب لا يخرج لعمل ولا لمنفعة إلا ما ندر. ويضيف: على كل مسلم أن يتذكر ويسعى لمعرفة كيف كان أصحاب النبي يستقبلون شهر رمضان، حيث كانوا يشكرون الله على بلوغ موسم الطاعات والحسنات، فعلى المسلم أن يسعى إلى تقوى الله وشكره على بلوغ هذا الشهر الكريم ويعظم منزلته ويقدره بقدره ويتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم في الجود والكرم في العام كله وهذا الشهر خاصة فقد كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان. برنامج إيماني ويقول الدكتور بكر عوض عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر: ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال «اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والتوفيق لما تحب وترضى ربي وربك الله»، ولا بد أن يحمد الإنسان الله تعالى على أنه بلغه شهر رمضان وهو بصحة وعافية فالإمام النووي يقول في كتابه «الأذكار»: اعلم أنّه يستحب لمن تجددت له نعمة ظاهرة، أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكرا لله تعالى، أو يثنى بما هو أهله «وإنّ من أكبر نعم الله على العبد توفيقه للطاعة، والعبادة دخول شهر رمضان على المسلم وهو في صحة جيدة وهي نعمة عظيمة، تستحق الشكر والثناء على الله المنعم المتفضل بها، بعد ذلك على كل مسلم أن يضع برنامجاً إيمانياً خاصاً لشهر رمضان لأن المسلم قبل الشهر الفضيل يظل يتحدث ويقول سأصوم وأقرأ القرآن وأقوم الليل وهكذا وفور بلوغه الشهر يضيع كل ذلك لأنه لم يضع برنامجا محددا لكل وقت في رمضان أما لو وضع ذلك البرنامج، فإن التنفيذ سوف يكون أسهل فلابد من العزم والتخطيط المسبق للاستفادة من رمضان لأن الكثير من النّاس يخططون لأمور الدنيا ولكن قليلين هم الذين يخططون لأمور الآخرة. ويضيف: البرنامج الإيماني لا بد أن يشتمل على وقت لقراءة القرآن وفقه الصيام ووقت لقيام الليل ولا مانع من وقت للسمر المباح والحلال بعيدا عن الإسراف في أمور تغضب الله عز وجل فلا بد أن يسعى الإنسان المسلم إلى اغتنام هذه الأيام المباركة، وكسر المادية بالعودة إلى الروحانية وقضاء الشهر في الإقبال على الله تعالى، والبناء على أننا أمة واحدة متماسكة نصوم في وقت واحد، ونفطر في وقت واحد وأن هذا شهر صلة الأرحام. التوبة الصادقة ويقول الدكتور حامد أبو طالب عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: لابد أن يستقبل المسلم شهر رمضان بالنية والتوبة الصادقة والرجوع إلى الله تعالى والحرص على أن يري الله من نفسه في هذا الشهر خيرا ويجاهد نفسه ويخلص النية في الاستعداد له وليحذر الشحناء والقطيعة فإنهما من موانع المغفرة والخير، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هذا شهر رمضان جاءكم تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتسلسل فيه الشياطين»، وقال: «إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد كل ليلة يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة، وعلى المسلم الاستفادة من فضائل رمضان وأهمها صلاة التراويح حيث أجمع علماء المسلمين على سنية قيام ليالي رمضان، وقد ذكر النووي أن المراد بقيام رمضان صلاة التراويح، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه». موسم مهم د. سيد صبحي أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس: يؤكد أن الصوم فرصة جيدة وموسم مهم يساعد في مواجهة الكثير من المشكلات النفسية، والمثال على ذلك حالة المدخنين فإن قدوم شهر الصوم يساعد في الإقلاع عن التدخين، وأيضاً بالنسبة للإدمان وهو إحدى المشكلات المستعصية التي تواجه الأطباء النفسيين فإن تحقيق نتيجة إيجابية في علاج هذه الحالات يمكن أن تزيد فرصته مع صيام رمضان، فالصيام تقوية للإرادة لديهم ومقاومتهم لجميع مواد الإدمان، كما أن شهر رمضان يذكر الجميع بضرورة التوقف عن ممارسة الأعمال التي تتنافى مع روح الدين، ويمنح فرصة للتوبة والرجوع إلى الله، فالإيمان بالله وقاية وعلاج، وقد ثبت أن الأشخاص الذين يتمتعون بشخصية متزنة ولديهم وازع ديني قوي ويلتزمون بأداء العبادات وروح الدين في تعاملهم هم غالباً أقل إصابة بالاضطرابات النفسية وأكثر تحسنا واستجابة للعلاج عند الإصابة بأي مرض نفسي، مشيراً إلى أن أمام الجميع فرصة ذهبية لتحقيق مكاسب كثيرة في هذا الشهر الكريم فالصيام وذكر الله في نهار رمضان والتقرب إلى الله بالعبادات من الأمور الإيجابية التي تنعكس على الصحة النفسية للجميع، والفرصة كبيرة أمام من يعانون من الاضطرابات النفسية لتدعيم تحسن حالتهم ومساعدتهم في الخروج من المعاناة النفسية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©