الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أدباء ونقاد يؤكدون على الكتابة بالفصحى والدفاع عنها بقوة

أدباء ونقاد يؤكدون على الكتابة بالفصحى والدفاع عنها بقوة
19 يوليو 2009 23:33
أقيمت في العاصمة الجزائرية، الجزائر مؤخرا ندوة بعنوان «الكتابة الجديدة بين الرواية والشعر» بمشاركة أدباء ونقاد من الجزائر ومصر والمغرب. وعالج الشاعر والناقد المصري شعبان يوسف في ورقته المقدمة للندوة موضوع «الكتابة الجديدة» من زاوية «الصراع بين الأجيال» الذي انتقده بشدة وقال إنه لم يورِّث سوى القطيعة بين الأجيال الأدبية في مصر والوطن العربي ووقوعها في متاهات «التطرف الأدبي» والدخول في «حروب وصراعات مفتعلة» صنعت «غباراً كثيفاً لا معنى له» وأضرَّ بالحركة الأدبية في الوطن العربي منذ عقود. ثم تطرق شعبان إلى «الكتابة الجديدة» في قصيدة اليوم ومدى اختلافها عن قصيدة الأمس، فقال «إن القصيدة المعاصرة أصبحت تركِّز على الجانب الجمالي بالدرجة الأولى وتخلت عن «دورها الرِّسالي» ولم يعد من مهمة الشاعر التحريض والتعليق السياسي وشرح النظريات الاجتماعية»، واستشهد شعبان بمقولة أدونيس بأنه لا يريد للشعر أن يكون استعمالياً بل متعالياً سامياً. أما القاص والناقد الجزائر الدكتور سعيد بوطاجين فتناول الموضوع من زاوية التراث والحداثة، ولاحظ أن الحداثة مفصولة عن تاريخها مبتورة عن سياق إنتاجها الحقيقي. وقال»يجب احترام كل الانتاجات الأدبية المرموقة في العصور السابقة والعودة إليها». ونبه إلى أن تقليد الأدباء العرب لنظرائهم الأوربيين أدخلهم في متاهات عدة ومنها تقليدهم فيما يسمى»الزمن المركب» في الروايات بغية دخول «الحداثة» وهو ما جعل أعمالهم تفتقر إلى المنطق والإقناع، مُفرَغة من جانبها الزمني أو العلاقة السببية التي تربطها بالسياق الذي جاء بها. وطالب بوطاجين بإعادة النظر في ذلك، والعودة إلى نصوص الأقدمين العرب. وفضلت الروائية المصرية أمينة زيدان تحليل قصيدة لشعبان يوسف وعلاقتها بـ»الكتابة الجديدة» وقالت إنها تمردت عن النقد الذي يحاول دائماً استباق الإبداع بتصورات وقوالب جاهزة يحاول وضعها للمبدع ليتقيد بها». كما حللت نص رواية «وراء الفردوس» لمنصورة عز الدين. وفضل القاص والروائي الجزائري لحبيب السايح قراءة مقاطع من آخر رواياته، بينما قدمت منصورة عز الدين من مصر قراءة لروايتيها «وراء الفردوس» و»متاهة مريم» وركزت على مدى حرصها فيهما على الغرائبية بغية اكتشاف مناطق غير مألوفة في الرواية. وتناول بعدها الروائيُ الشاب بشير مفتي من الجزائر موضوع الندوة من زاوية «الرواية الجزائرية الجديدة» وتساءل في البداية «ما هو المقصود بالجديد؛ هل هو الراهن الأدبي؟ أم المختلف عن السابق؟» وقال إنه من الثمانينيات، ظهرت في الجزائر رؤية «محدَثة» في الأدب والشعر رفضت الارتباط بالرؤية الإيديولوجية السابقة وفرضت نفسها كجمالية برغم محدودية النشر آنذاك، إلا أن فترة الإرهاب منذ 1992 كبحت هذه الديناميكية التجديدية وفرضت منطقها القهري لـ10 سنوات على الأقل، قبل أن تستأنف ديناميكيتها في السنوات الأخيرة وتخلق «تجربة جديدة» من الكتابة لها خصوصيتها التي يفخر بها الجيل الجديد من الأدباء الجزائريين. وأحيلت الكلمة ُ بعدها إلى الروائي والناقد الجزائري محمد ساري الذي استهلها بالتساؤل عن نوع «الكتابة الجديدة» المطلوبة الآن في الوطن العربي؛ «هل نطلب جديداً على مستوى اللغة أم على مستوى الموضوعات؟» وقال إن «اللغة المستعملة في الروايات العربية تختلف عن اللغة التي تعرفها المجتمعات العربية وتتحدث بها يومياً، والكاتب العربي لا يكتب بلغة المجتمع بل بلغة النخبة، ولذا يجد نفسه «مقموعاً» من هذه الناحية» وأضاف «إنه»إشكالٌ كبير» لم يجد له حلا؛ حيث يكتب بالفصحى لأن ذلك يعني الانتشار عربياً، إلا أنه يستعين بالعامية لأنها تحمل بدورها شحنة كبيرة». وخلص ساري إلى أن «الرواية العربية لا يمكن أن تتقدم دون حل معضلة اللغة التي تكتب بها». أما من ناحية الجديد في الموضوعات فاكتفى بالقول»لا أعرف بالذات ما هو الجديد في هذه الناحية باستثناء الكتابة عن التابوهات». وعقَّب رئيسُ الجلسة عبد الجليل الأزدي من المغرب بدعوة الكتَّاب العرب إلى الكتابة بالفصحى وحدها والدفاع عنها بقوة، ودعا إلى كتابات نوعية واعتبر أن الكثير مما يصدر ويُنشر الآن في مختلف الدول العربية «لا يستحقُّ حتى النشر فوق السطوح». وفُتح المجال للمناقشة فقال الناقد الجزائري الدكتور أحمد منور إن الكاتب الحداثي هو الذي يحس بنبض الشارع ويحافظ على حريته في استعمال اللغة ولا يتبع الطرق الجاهزة، ونبه إلى أن الكتابة الحديثة تستعمل «الكتابة الكاملة» التي تستفيد من السينما والرسم وحتى الرقص، ودعا إلى الاهتمام بهذا الجانب الناقص. وفي نفس السياق، تدخل ناقدٌ مغربي ليقول إنه أشرف على ورشة تكوينية لـ»الكتَّاب» الشباب الموهوبين الذين تقل أعمارُهم عن 25 سنة، ولاحظ أن لهؤلاء «ثقافة ً سمعية- بصرية» و»ثقافة نات» حيث يتجهون إلى «الكتابة السينمائية» ولا يقرأون كثيراً، ويكتبون وكأنهم يسردون سيناريوهات أفلام ومسلسلات. ونبَّه إلى أن هذا «النمط الجديد» من الكتابة المتشبِّعة بالتلقي السمعي- البصري قد يطغى على المشهد الأدبي العربي في العقود القليلة القادمة.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©