السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تفجيرات جاكرتا: بصمة «القاعدة» ونهاية الهدوء

تفجيرات جاكرتا: بصمة «القاعدة» ونهاية الهدوء
19 يوليو 2009 22:50
يبدو أن الهجومين الانتحاريين اللذين استهدفا فندقين أميركيين فخمين في العاصمة الإندونيسية، جاكارتا، يوم الجمعة الماضي، يرميان إلى تعزيز وجود إحدى الجماعات الإسلامية الراديكالية وتسجيل حضورها المستمر على الساحة بعد أقل من أسبوعين على الانتخابات الرئاسية في البلاد، والتي مرت في ظروف هادئة أشاد بها الجميع. فقد أحدث التفجيران اللذان خلفا ثمانية قتلى تدميراً واسعاً في باحة الفندقين، ماريوت وريتز كالرتون، وسقط من بين القتلى الذين تصادف الانفجار مع تناولهم وجبة الإفطار عدد من النزلاء الأجانب. وحسب الشرطة الإندونيسية، فقد دخل المشتبه فيهم إلى الفندقين على أنهم ضيوف عاديون قبل يومين من التفجيرات وقاموا بتركيب الأدوات المتفجرة في غرفتهم بالطابق الثامن عشر بفندق ماريوت، كما عثرت الشرطة أيضاً على قنبلة ثالثة في الغرفة تم تفكيكها بعد التفجيرين. ولم تتأخر ردود الفعل الدولية التي نددت كلها بالعمليات، لاسيما وأنها تأتي بعد أربع سنوات من الهدوء في أندونيسيا. وفي هذا الإطار عبر قادة العالم والأمم المتحدة عن إدانتهم الشديدة للتفجيرين، ووصف الرئيس أوباما الذي أمضى أربع سنوات من طفولته في إندونيسيا، التفجيرين بـ«العمل الشائن»، متعهداً بدعم الولايات المتحدة للسلطات الإندونيسية من أجل القضاء على الإرهاب والضرب بشدة على الجماعات المتطرفة. ومع أن المسؤولين في الاستخبارات الأميركية أكدوا أنه من السابق لأوانه تحديد هوية المنفذين، أو الإشارة بأصابع الاتهام إلى جهة معينة، فإن العديد منهم، ينسبون التفجيرين الانتحاريين المزدوجين إلى «الجماعة الإسلامية» التي تنشط في جنوب شرق آسيا ولها صلات بتنظيم «القاعدة». ويذكر أنها ليست المرة الأولى التي تُستهدف فيها فنادق بالعاصمة جاكارتا، حيث سبق أن تعرض فندق ماريوت في عام 2003 لتفجير مماثل نفذه انتحاري أدخل شاحنته المفخخة إلى داخل الفندق وفجرها مخلفاً 12 قتيلا و150 جريحاً. ومن جانبه استنكر الرئيس الإندونيسي «سوسيلو بامبانج يودويونو»، الذي أعيد انتخابه في الثامن من شهر يوليو الجاري، بالهجوم واصفاً المنفذين بـ «ناشري الموت». وفي كلمته التي نُقلت عبر التلفزيون تعهد الرئيس الذي بدا عليه الغضب والتأثر باستخدام الحكومة «لكافة الوسائل التي يتيحها القانون لتقديم المنفذين وكل من ساعدهم وخطط للعملية، إلى العدالة لينالوا جزاءهم». وفي السياق نفسه أكد قائد الشرطة الإندونيسية الجنرال «بامبانج هيندارسو دانوري» أن الانتحاريين تلقيا المساعدة من شركاء لهم خططوا للعملية قبل فترة ثم نفذوها بالصورة التي ظهرت بها يوم الجمعة الماضي. وقد أظهر فيلم فيديو عرضه التلفزيون رجلا يعتمر قبعة ويدفع عربة وضعت فوقها الحقائب وهو يتجه إلى مدخل فندق ريتز كالرتون ليُسمع بعد ثوانٍ قليلة دوي انفجار هائل رافقه دخان كثيف وانتشار الحطام في كل مكان. وحسب المسؤولين في الشرطة الإندونيسية فإنه من بين الأشخاص الثمانية الذين لقوا حتفهم في التفجيرين النيوزيلاندي «تيموثي ماكاي»، رئيس فرع إندونيسيا لشركة «هولسيم» المتخصصة في مواد البناء، وكان الرجل ذو الـ 62 عاماً يشارك في اجتماع بفندق ماريوت أثناء التفجير. أما الجرحى فتتوزع جنسياتهم بين الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا واليابان والهند وإيطاليا وهولندا والنرويج وكوريا الجنوبية. ووصلت نسبة الإشغار في الفندقين اللذين تفصلهما عن بعضها البعض مسافة قصيرة، حوالي الثلثين عندما دوى الانفجاران، وكان الاثنان معاً خاضعين لحراسة عناصر مسلحة وتحيطهما الحواجز التي تدقق في هوية القادمين، لكن ذلك لم يمنع حسب الشرطة من اختراق التحصينات وتنفيذ الهجوم. وفي واشنطن قال أوباما إن الأميركيين «يقفون إلى جانب الشعب الإندونيسي في هذه الأوقات العصيبة، كما أن الحكومة الأميركية مستعدة لمساعدة الحكومة الإندونيسية للتعافي من الهجمات الشائنة كصديق وشريك والرد عليها». ويشار إلى أنه سبق لإندونيسيا أن شهدت أربع هجمات إرهابية كبرى خلال العقد الأخير، وهي التفجيرات التي استهدفت منتجع بالي في العامين 2002 و2005، والتفجير الذي طال فندق ماريوت في جاكرتا عام 2003، بالإضافة إلى تفجير 2004 الذي استهدف السفارة الأسترالية. وكانت السلطات قد ألقت المسؤولية على تنظيم «الجماعة الإسلامية»، وهو التنظيم الراديكالي الذي يرجع تاريخ تأسيسه إلى عام 1993، ويهدف إلى إقامة خلافة إسلامية في جنوب شرق آسيا وتطهير إندونيسيا من التوجهات المعتدلة التي تميزها. وينظر إلى التنظيم باعتباره المتهم الرئيسي الذي يقف وراء التفجيرين الأخيرين، وهو ما يؤكده «زاشري أبوزا»، أستاذ العلوم السياسية بكلية «سيمونز» ببوسطن قائلا: «إن الجماعة هي الوحيدة القادرة على تنفيذ التفجيرين»، معتبراً أن حجم التفجيرات الصغير يعكس حالة الضعف التي تعاني منها الجماعة مضيفاً: «أعتقد أن الهدف من الهجومين هو أن تثبت الجماعة لمسانديها أنها لم تهزم بعد». جون أجليونبي-جاكارتا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©