من المعروف أنه من الضروري أن تتلقى السيدات الحوامل لقاح الإنفلونزا خلال فترة حملهمن لأنه يساعد على حماية أطفالهن من الإصابة بالإنفلونزا بعد الولادة.
ولكن باحثي جامعة جنوب كاليفورنيا أضافوا سببا جديدا لضرورة تلقي الحوامل للقاء الإنفلونزا، وهو حماية أطفالهن من خطر الإصابة بأمراض التوحد والفصام، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "دايلي ميل" البريطانية.
وقال العلماء إن فيروس الإنفلونزا يمكن أن يسبب الالتهاب الذي يمكن أن يغير الناقلات العصبية لدى الجنين، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى ضعف نمو الخلايا العصبية في أدمغتهم.
وأضافوا أن التجارب، التي أجريت على الفئران، كشفت ارتباط وجود مستويات عالية من جزيئات الالتهابات في دم الأمهات مع وجود انحرافات سلوكية لدى الأبناء تستمر طيلة حياتهم.
ولكن لم يتوصل العلماء، حتى الآن، إلى السبب الرئيسي في تأثر أدمغة الجنة بالالتهابات التي تتسبب فيها الإنفلونزا. ولكن يعتقد أن الالتهاب يمكن أن يتسبب في حدوث اضطرابات في إنتاج مادة السيروتونين الناقل العصبي، وهي مادة كيميائية ضرورية لحمل الإشارات بين الخلايا العصبية في الدماغ وتساهم في ضبط المزاج والانفعالات والنوم.
يذكر أن دماغ الجنين يحتاج إلى السيروتونين لبناء دوائر عصبية سليمة، وتصل إليه تلك المادة عن طريق المشيمة.
وقال العلماء إن التجارب أكدت أن اضطرابات الخلايا المنتجة للسيروتونين يمكن أن تزيد من خطر إصابة الأطفال بالاضطرابات المزاجية، مثل الاكتئاب والقلق.
وقالت الدكتور إيرينا برد التي شاركت في البحث: "إن هذه التجارب تمثل نقلة نوعية في دراسة تأثير الالتهابات التي يتسبب فيها مرض الإنفلونزا على نمو مخ الأجنة".
وأضافت: "لقد وجدنا أنه من الممكن أن تتسبب تلك الالتهابات في عدة تأثيرات على دماغ الجنين، ولكن أهم تلك التأثيرات هي التي تتسبب في الاضطرابات العصبية والنفسية الحادة".
عدد اليوم
