الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رهانات ترامب.. انتصارات للسياسة الخارجية الأميركية

رهانات ترامب.. انتصارات للسياسة الخارجية الأميركية
29 مارس 2018 22:00
واشنطن (أ ف ب) يعول الرئيس دونالد ترامب على تحقيق نتائج من خلال أسلوبه الهجومي في سياسته الخارجية، لا سيما في مواجهته مع إيران وكوريا الشمالية حول برامجهما النووية والصاروخية ومع الصين بشأن التجارة وبشأن الجدار الذي يريد بناءه مع المكسيك. وسارع ترامب إلى إعلان انتصاره أمس الأول، عندما قالت الصين «إن كيم جونغ أون مستعد لبحث نزع السلاح النووي في القمة المرتقبة بينهما». ويتباهى الرئيس الأميركي في كثير من الأحيان بأنه حصل على تنازلات بعد تخويف خصومه، وإن كان البعض يرى أنه من المبكر الحديث عن انتصارات. وأدت تحذيرات ترامب إلى تسريع الإطار الزمني للتحرك الدبلوماسي من خلال تحديد مهل جديدة، وبالتالي زيادة مخاطر التدهور الذي يمكن أن يقود إلى الحرب. وكتب ترامب على «تويتر» أنه على مدى سنوات وعلى مر الإدارات المتعاقبة، كان الجميع يقولون إن السلام ونزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية لا يشكلان حتى احتمالاً ضئيلاً. والآن هناك فرصة جيدة لأن يفعل كيم جون أون ما هو صائب لشعبه وللبشرية. وأضاف: «أنا أتطلع للقائنا». وقد فاجأ قرار ترامب قبول الدعوة لعقد قمة قبل نهاية مايو خبراء السياسة الخارجية وأثار حيرة معاونيه. لكن الأمر ينسجم مع أسلوبه الذي يتجاوز الأعراف الدبلوماسية، وينسجم كذلك مع تهديده بتمزيق الاتفاق النووي مع إيران إذا لم يوافق الحلفاء الأوروبيون على تشديد بنوده وتوعده بتمزيق معاهدة «نافتا» مع كندا والمكسيك إذا لم تقدما تنازلات تجارية. ويشير مؤيدو ترامب إلى أن حلفاء أميركا يخوضون مباحثات مع المفاوضين الأميركيين للتوصل إلى طريقة تراعي بعض مطالبه أو تهدئ قلقه. ويقول «أندرو ميرثا» من جامعة «كورنيل»: «يبدو أن ترامب نفض الأمور وحركها قدماً بطريقة لم يكن أحد يتخيلها». وأوضح «جوناثان شانزر» من مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات، أن العقوبات وتصرفات ترامب التي لا يمكن التكهن بها أرغمت خصوماً مثل كيم على الانصياع، لكن «كل هذه القصص لم تصبح حقيقة بعد». ويضيف: «في ما يتعلق بكوريا الشمالية، ربما رأينا نتائج ملموسة أكثر من غيرها، مع أننا لم نر بالطبع نتيجة نهائية». وتعتبر زيارة كيم لبكين مطلع الأسبوع الجاري ولقاؤه الرئيس «شي جينبينج» تذكيراً بأن واشنطن لا تملك كل أوراق اللعبة. وأكد كيم للصين استعداده لمناقشة «نزع السلاح النووي» في شبه الجزيرة الكورية، لكن كل طرف قد يفهم الأمر على طريقته. ولن تقبل واشنطن بأقل من تخلي بيونج يانج بطريقة تسمح بالتحقق من ذلك، عن سلاحها النووي وكذلك عن تخصيب المواد المشعة وعن برنامج الصواريخ البالستية. لكن يتوقع أن يصر كيم على أن يشمل نزع السلاح النووي أن تسحب الولايات المتحدة التزامها توفير «مظلة نووية» لردع أي هجمات من معاهدتها الدفاعية مع كوريا الجنوبية. وسيكرر كذلك طلبه بسحب القوات الأميركية من شبه الجزيرة، وهو تنازل كبير جداً كان من الصعب أن يوافق عليه أي رئيس أميركي سابق. ويُعتقد أن «شي» أعطى كيم صورة واضحة تماماً عما يمكن للصين أن تقبله من نتيجة للقمة، غير أن عزلة كيم انتهت، وهو ما قد يؤلب واشنطن على بكين. لكن ترامب، منذ أطلق مبادراته، أجرى بعض التعديلات الداخلية التي يمكن أن تبرهن لشركائه أنه يعني ما يقول. وأقال الرئيس الأميركي وزير الخارجية ريكس تيلرسون الذي أيّد الاتفاق مع إيران وحبّذ الدبلوماسية الحذرة مع كوريا الشمالية، وسمّى بدلاً منه مدير«سي آي إيه» «مايك بومبيو»، وأزاح مستشاره الأمني «هيربرت ريموند ماكماستر» وعيّن بدلاً منه «جون بولتون» أحد صقور «الجمهوريين»، والذي حذر الشهر الماضي، من أن التفاوض مع كيم لن يمنحه سوى الوقت لصنع مزيد من الصواريخ. ويقول «شانزر»: «إن الديناميكيات تغيرت، وعلى القادة الأوروبيين أن يتعاملوا بمزيد من الجدية مع فكرة أن ترامب مستعد لتمزيق الاتفاق مع إيران». ويضيف: «إن الرئيس واظب على التلويح بالعصا، ولم يخسر شيئا من خلال تصرفه هذا». وفي حال فشل ترامب في الحصول على تنازلات حول إيران، يمكنه أن ينسحب من الاتفاق ويعيد فرض العقوبات المتصلة بالملف النووي على طهران وعلى أي بنك أوروبي يواصل التعامل معها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©