الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بعد الغوطة الشرقية.. سباق روسي تركي لتحديد مصير «إدلب»

بعد الغوطة الشرقية.. سباق روسي تركي لتحديد مصير «إدلب»
29 مارس 2018 21:59
بيروت (أ ف ب) بعد اقتراب سقوط الغوطة الشرقية، آخر معقل لمقاتلي المعارضة قرب دمشق، تستقطب إدلب اهتمام روسيا وتركيا، ويتوقف مصيرها، بحسب محللين، على قدرة أنقرة على توسيع سيطرتها في شمال غرب سوريا عبر تقليص نفوذ هيئة تحرير الشام، اللاعب الأقوى ميدانياً. وخسرت قوات النظام السوري محافظة إدلب، شمال غرب البلاد منذ صيف عام 2015، إثر سيطرة تحالف فصائل المعارضة عليها، لكنه سرعان ما تفكك إثر جولات اقتتال داخلي تطورت إلى صراع على تقاسم النفوذ. وتسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) حالياً على نحو 60 في المئة من إدلب الحدودية مع تركيا، بينما تنتشر فصائل أخرى منافسة لها في مناطق أخرى. وتمكنت قوات النظام مؤخراً من استعادة السيطرة على مطار «أبو الضهور» العسكري وعشرات القرى والبلدات في ريف إدلب الجنوبي الغربي. ويقول الباحث في المعهد الأميركي للأمن «نيك هاريس»: «إن إدلب موضع سباق بين روسيا وتركيا، وسيعتمد مصير المحافظة على تصميم تركيا على تحدّي روسيا في سوريا». ويضيف: «يتجمع أكثر خصوم الأسد شراسة في إدلب، وقد يغري الأمر روسيا كثيراً لإعطاء النظام الضوء الأخضر لشنّ هجوم في المحافظة». وتدعم موسكو بقوة النظام السوري، وساهم تدخلها العسكري المباشر في الحرب منذ 2015 في تغيير موازين القوى على الأرض لصالح النظام، الذي خسر في السنوات الأولى مساحة واسعة من الأراضي. وتؤوي إدلب هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى وعشرات الآلاف من المقاتلين الذين تم إجلاؤهم على مراحل من مناطق مختلفة بموجب اتفاقات مع دمشق، آخرها من الغوطة الشرقية بإشراف روسي مباشر. وانضمت إدلب، وأجزاء من محافظات أخرى مجاورة لها، في سبتمبر إلى مناطق خفض التوتر في سوريا، بموجب محادثات أستانا التي ترعاها روسيا وإيران، الحليفة الأخرى للنظام، وتركيا الداعمة للمعارضة. وتطبيقاً للاتفاق، انتشرت قوات تركية في ثلاث نقاط مراقبة داخل الحدود الإدارية لإدلب منذ مطلع العام. ويرى الباحث في مجموعة الأزمات الدولية «سام هيلر» أن هذا الانتشار منع «قوات دمشق من التوغل في الداخل الإدلبي». ويُجمع المحللون على أن تركيا، التي تُشكّل إعادة مئات آلاف اللاجئين السوريين الموجودين لديها إلى سوريا أحد أكبر هواجسها ولطالما أيّدت وجود منطقة عازلة قرب أراضيها، غير مستعدة لاستقبال موجات جديدة من النازحين قد يرتبها أي هجوم محتمل للنظام السوري على إدلب المكتظة سكانياً. ويرى «هيلر» من جانبه، أن إدلب لم تعد بين أهداف دمشق حتى إشعار آخر، ويتوقف مصير المحافظة على ما يدور خلف الكواليس من اتفاقات روسية تركية. ويؤكد محللون أن هذه المحادثات هي التي باتت ترسم الخارطة الجديدة لسوريا، بعد نزاع مدمر مستمر منذ سبع سنوات. ويلمح كثيرون إلى أن تدخل تركيا، الذي أدى إلى انتزاع عفرين أخيراً من أيدي الأكراد، يدخل ضمن إطار هذه التفاهمات. ويندرج في إطار هدف آخر للمنطقة العازلة المطلوبة تركيا، وهو إبعاد الأكراد عن الحدود التركية. بيد أن تركيا، التي تدعم الفصائل الموجودة في إدلب لا تتمتع بالنفوذ نفسه على هيئة تحرير الشام. وبالتالي، فإن حسم مصير إدلب قد يمر بقتال داخلي جديد. ويربط تقرير لمجموعة الأزمات الدولية، في فبراير، تماسك مكونات الهيئة، باعتبارها «اللاعب الأقوى في إدلب». ويعرب الباحث في المركز الدولي لدراسات التطرف في لندن حايد حايد عن اعتقاده بأن الهزائم التي منيت بها الهيئة مؤخراً «كسرت الهالة العسكرية»، التي كانت تحيط نفسها بها على اعتبار أنها «قوة لا يمكن قهرها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©