القاهرة (الاتحاد)
هو الإمام علي بن عبدالله بن جعفر، عُرف بابن المديني نسبة إلى مدينة رسول الله، حيث يرجع أصله ونسبه إليها، وقد ولد بالبصرة سنة 161 هجرية، وسمع الحديث ورواه عن كثير من المحدثين أمثال: حماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، وابن عُلية، وأبي ضمرة، وبشر بن المفضل، وحاتم بن وردان، وخالد بن الحارث، وبشر بن السري، وأزهر بن سعد السمان، وحرمي بن عمارة، وحسان بن إبراهيم، وسعيد بن عامر، ويحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن زريع، وعبدالأعلى بن عبدالأعلى، وعبدالله بن وهب.
أظهر ابن المديني براعة في حفظ الحديث ومعرفة علله لدرجة جعلت بعض شيوخه يروون عنه ويمدحون حديثه ويثنون عليه، حيث قال شيخه يحيى بن سعيد القطان: كنا نستفيد منه أكثر مما يستفيد منا، وقال شيخه سفيان بن عيينة: يلومونني على حب علي، والله كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلم مني.
وروى عن ابن المديني الكثير من أعلام الحديث، حيث روى عنه البخاري في صحيحه 303 أحاديث، وخرج حديثه أبو داود في سننه، والترمذي والنسائي وابن ماجة.
حظي ابن المديني بتقدير كبار المحدثين، وأثنوا عليه في حفظه وعلمه وتبحره وبصره في علل الحديث، قال عنه البخاري: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني، وقال النسائي: كأن الله خلق علي بن المديني لهذا الشأن، وقال النووي: وأجمعوا على جلالته وإمامته وبراعته في هذا الشأن وتقدمه على غيره، وقال الذهبي: وأما علي بن المدين فإليه المنتهى في معرفة علل الحديث النبوي مع كمال المعرفة بنقد الرجال وسعة الحفظ والتبحر في هذا الشأن، بل لعله فرد زمانه في معناه، كما قال فيه الذهبي: حافظ العصر وقدوة أرباب هذا الشأن، وقال الخطيب في تاريخه: هو أحد أئمة الحديث في عصره والمقدم على حفاظ وقته.
ألف ابن المديني في الحديث مصنفات كثيرة العدد، قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات: وكان علي أحد أئمة الإسلام المبرزين في الحديث صنف فيه مئتي مصنف لم يسبق إلى معظمها ولم يلحق في كثير منها، وقد أورد الحاكم أبو عبدالله في كتابه «معرفة علوم الحديث»، فهرست مؤلفاته نقله عن شيخه محمد بن صالح الهاشمي، وقال: سمعت الشريف القاضي أبا الحسن محمد بن صالح الهاشمي قاضي القضاة يقول: هذه أسامي مصنفات علي بن المديني: كتاب الأسامي والكنى ثمانية أجزاء، كتاب الضعفاء عشرة أجزاء، كتاب المدلسين خمسة أجزاء، كتاب الطبقات عشرة أجزاء، كتاب من روى عن رجل لم يره - جزء كتاب علل المسند ثلاثون جزءاً، كتاب العلل لإسماعيل القاضي أربعة عشر جزءاً، كتاب علل حديث ابن عيينة ثلاثة عشر جزءاً، كتاب من لا يجنح بحديثه ولا يسقط، جزءان، كتاب العرض على المحدث، جزءان، كتاب من حدث ثم رجع عنه، كتاب الثقات والمثبتين عشرة أجزاء، كتاب اختلاف الحديث خمسة أجزاء، كتاب تفسير غريب الحديث خمسة أجزاء، كتاب مذاهب المحدثين، جزءان.
توفي ابن المديني سنة 234 هجرية.
عدد اليوم
