رايس تطالب إيران بـ إيضاحات حول برنامجها النووي

شددت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أمس على مطالبة ايران بتقديم الكثير من الإيضاحات بعد التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول برنامجها النووي· في وقت رأى جون بولتون سفير الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة أن العمل العسكري ضد ايران سيكون ملاذا أخيرا، وقال ان الولايات المتحدة وحلفاءها لم يفعلوا ما يكفي لتشجيع الخيار الآخر وهو تغيير النظام في الجمهورية الايرانية· وقالت رايس بعد أن اشتكت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من عدم تحقيق تقدم كبير من قبل طهران حول احد المواضيع الاكثر حساسية وهو الابحاث المفترضة بشأن عسكرة برنامجها النووي ''على الايرانيين أن يقدموا الكثير من الايضاحات حيال تقرير الوكالة الدولية التي تعتبر ايران خصوصا غير متعاونة حيال بعض المسائل المهمة جدا والتي تعلق عليها الاسرة الدولية اهمية في برنامج طهران النووي''· واضافت ان الولايات المتحدة ستواصل اعتماد مقاربتين، أي تقديم حوافز لطهران في حال أوقفت الحكومة الايرانية تخصيب اليورانيوم والدعوة الى تعزيز العقوبات في حال لم تفعل ذلك· وأشارت إلى أن المسألة الرئيسية التي تفكر فيها حاليا هي كيف سيرد الإيرانيون على الاتهامات الخطيرة جدا بعدم التعاون''· وقال تقرير الوكالة الدولية للطاقة إن طهران لديها 3500 جهاز طرد مركزي في منشأة نطنز النووية تحت الأرض وهو رقم يزيد قليلا عما كان عليه في وقت سابق من العام الحالي وإنه يجري ايضا اختبار عدد قليل اخر من اجهزة الطرد المركزي المتطورة· وحثت الوكالة ايران على تقديم اجابات على اسئلة بعد ان زعمت معلومات استخبارات غربية ان ايران درست سرا كيفية تصميم قنابل ذرية· ورفضت ايران معلومات الاستخبارات قائلة ان لا اساس لها او مزورة او غير ذات صلة· وقالت رايس ان الولايات المتحدة ستواصل السير في مساري عمل احدهما العقوبات والاخر الحوافز بهدف حمل ايران على التخلي عن انشطة تخصيب اليورانيوم· واشارت الى ان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا يأمل في أن يقدم قريبا الى ايران حزمة جديدة من الحوافز صاغتها الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الامن إضافة الى المانيا· وتجاهلت رايس سؤالا عما إذا كانت تعتزم لقاء وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي في ستوكهولم· وفرضت واشنطن عقوبات على أكثر من 20 شركة وبنكا وفردا ايرانيين اضافة إلي وزارة الدفاع على أمل زيادة الضغوط على طهران لوقف انشطة تخصيب اليورانيوم· وقالت رايس في وقت سابق من هذا الاسبوع ان على ايران ان تتوقع المزيد من العقوبات، لكنها لم تذكر تفاصيل· ونفت إيران جميع الأدلة التي تتحدث عن وجود أبعاد عسكرية لبرنامجها النووي، ووصفتها بأنها ''افتراءات أميركية''· وقال السفير الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية أن جميع الوثائق التي قدمتها الوكالة مزورة· وقال مسؤول دولي كبير إن مفتشي الوكالة النووية للطاقة يعدون المعلومات موثوق بها جدا· وقال سفير الأمم المتحدة جريجوري شولته للصحفيين ''أظهرت لنا معلومات الوكالة أن هناك سببا قويا يدعونا إلى الشك في أن إيران تعمل بسرية وخداع حتى وقت قريب على الأقل لصنع القنبلة''· الى ذلك، رأى بولتون أن العمل العسكري ضد ايران سيكون ملاذا أخيرا· وأبلغ بولتون الذي كان أحد المتشددين في إدارة الرئيس جورج بوش مستمعين في مهرجان هاي الأدبي ''أن خمس سنوات من المفاوضات الفاشلة مع إيران بشأن برنامجها النووي لم تترك سوى خيارين اثنين للتعامل مع القضية هما تغيير النظام واستخدام القوة''· وقال بولتون ''استخدام القوة العسكرية خيار غير محبب بالمرة ولن يستخدم سوى كملاذ أخير''، واضاف ''أنه يفضل تغيير النظام وأن عناصر تغيير النظام حاضرة في ايران وتتمثل في أن الاقتصاد يواجه صعوبات، وقد يرى الايرانيون الشبان احتمالات لحياة مختلفة كما توجد توترات عرقية''، لكن بولتون قال إن الولايات المتحدة وحلفاءها لم يفعلوا ما يكفي لإحداث التغيير المطلوب· وقال ''تمنيت لو كانت لدينا سياسة أكثر نشاطا قبل حوالي خمس سنوات''، وأضاف أن إصرار بريطانيا وفرنسا والمانيا على التوصل لحل عن طريق المفاوضات مع ايران وقبول أميركا لتلك السياسة باء بالفشل· وقال ''باتت ايران اليوم أقرب بمقدار خمس سنوات إلى امتلاك قدرات تسلح نووي''· وسخر محتجون من بولتون، بينما كان يغادر المنصة وصاحوا فيه قائلين ''مجرم حرب''·