أزمة أولمرت تضعف الأمل في إبرام اتفاق مع الفلسطينيين

رد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت امس، بالانخراط في مشاغله اليومية، على المطالب بتنحيه التي أطلقها وزير الدفاع ايهود باراك، بسبب قضايا رشوة· وتهدد الازمة السياسية التي تشهدها اسرائيل، بنسف فرص التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين عام 2008 كما تعهدت كل من الولايات المتحدة واسرائيل والسلطة الفلسطينية، خاصة ان مفاوضات السلام تتعثر بالفعل· ودعت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني امس، حزب ''كديما'' الحاكم الذي تنتمي اليه، الى اختيار خلف لاولمرت على رأس الحزب· وقالت ليفني، نائبة رئيس الحكومة، خلال منتدى في القدس:''على ''كديما'' أن يبدأ بالاستعداد لكل سيناريو محتمل، بما فيها الانتخابات المبكرة· أنا أؤيد بشدة إجراء انتخابات مبكرة داخل الحزب''· وبعد أن أوضح من خلال مساعديه يوم الاربعاء انه باق، لم يشر أولمرت خلال استقباله لرئيس وزراء الدنمارك امس، الى دعوة باراك، بينما قال مارك ريجيف المتحدث باسم اولمرت، إن رئيس الوزراء سيواصل مهام عمله ''كالمعتاد'' مشيراً الى انه لن يلغي زيارته المقررة الى الولايات المتحدة، وانه سيتوجه الى هناك يوم الاثنين المقبل كما كان مخططاً· وكان رجل الأعمال اليهودي الأميركي موريس تالانسكي، قد شهد في المحكمة يوم الثلاثاء الماضي بأنه قدم لاولمرت 150 الف دولار نقداً في مظاريف منها قروض شخصية لم ترد قط، وذلك على مدى 15 عاماً قبل أن يتولى رئاسة الوزراء· ورجح رئيس حزب ''العمل'' وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك امس، إجراء انتخابات مبكرة للكنيست في إسرائيل خلال العام الجاري، وذلك بعد رفض أولمرت الاستقالة· وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن أقوال باراك جاءت في جلسة عقدها صباح امس وزراء حزب ''العمل'' المشارك في الحكومة، وأضافت أنه نال دعم وزراء الحزب للتصريحات التي أدلى بها يوم الاربعاء، ودعا فيها أولمرت إلى اعتزال الحلبة السياسية· وكان أولمرت قد أكد انه لن يستقيل من منصبه رغم مطالبته بالتنحي· وقال أولمرت خلال اجتماعه مع مسؤولين محليين في جنوب إسرائيل: ''سأظل أؤدي مهامي رئيساً للوزراء ويوجد من يعتقد ان فتح تحقيق يتطلب تقديم استقالة· لا اعتقد ذلك ولا أعتزم الاستقالة''· وأثارت مطالبة باراك باستقالة اولمرت، احتمال اجراء انتخابات مبكرة، بدلا من الانتخابات المقرر ان تجري عام 2010 وهدد باراك باتخاذ اجراء يؤدي الى اجراء انتخابات مبكرة، وهو ما قد يعطل محادثات السلام الفلسطينية المتعثرة أصلاً· وكان باراك أقل وضوحاً بشأن الخطوات التي قد يتخذها ومتى يتخذها· ولم يصل باراك الى حد اتخاذ اجراء يسقط على الفور الحكومة، ويؤدي الى اجراء انتخابات وتشير استطلاعات الرأي الى ان حزب ''ليكود'' اليميني بزعامة بنيامين نتنياهو سيفوز فيها إذا أجريت الان· وأشار معلقون الى ان باراك تقاعس عن تنفيذ وعود مماثلة في العام الماضي طالب فيها اولمرت بالتنحي بعد الحرب على لبنان في عام ·2006 وأبرز رسم كاريكاتيري نشر في صحيفة ''يديعوت أحرونوت'' ما يراه المعلقون فشلاً من جانب باراك في اتخاذ موقف أكثر صلابة· وظهر باراك في الرسم وله أذنا أرنب في إشارة الى صفة ''الجبن'' التي تتسم بها الارانب· وافاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة ''اسرائيل هيوم'' نتائجه امس، بأن 70% من الاسرائيليين يؤيدون استقالة اولمرت في مقابل 17% يرون ان عليه البقاء في منصبه وتهدد الازمة السياسية التي تشهدها اسرائيل، بنسف فرص التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين عام 2008 بينما تتعثر بالفعل، مفاوضات السلام الجارية، كما يقول المراقبون· وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد المح الى انه بدأ يبحث في فترة ما بعد اولمرت· وقال عباس في تصريح مقتضب يوم الاربعاء ''اننا نتعامل مع اي حكومة اسرائيلية تلتزم بعملية السلام''· واعتبر المحلل السياسي العربي الاسرائيلي وديع ابو نصار في حيفا (شمال) انه ''حتى لو بقي اولمرت في السلطة، فانه سيكون مثقلا بملفات السياسة الداخلية، والمفاوضات مع الفلسطينيين ستنحى جانبا''· واضاف ''على كل حال، لم يقدم اولمرت لعباس اي شيء في المفاوضات، ان لم يكن الكلام المنمق فحسب''· واعتبر انه من غير المرجح ان تمارس الادارة الاميركية ضغوطاً على اولمرت او خلَفه اذا استقال، لانتزاع اتفاق مع الفلسطينيين قبل يناير المقبل، موعد انتهاء ولاية الرئيس الاميركي جورج بوش·