ماذا حدث للأنا؟ هل سألت نفسك؟ وهل تسألها بين فصل وآخر من كتاب حياتك؟ هل هي ذاتها أم فقدتها؟ أو فزت بجمال يفوق أصلها؟ هل جملتها وأضفت على قلادة جيدها بعض درر من حكم الحياه فتألقت أم أهملتها فتركتها على فطرتها وسذاجتها؟ هل ذوت هالة النور التي تحيط بها أم زادت إشعاعاً وألقاً؟
الأنا.. تفتح عينيك وهي ملكك، فهل كنت أميناً فحفظتها ورعيتها وأصلحت من شأنها؟ أم استسلمت لأشواك الطريق وهزمتك مطباته ففقدتها وضاعت منك؟ هنالك من يخزنها في خزنة الحفظ ويقسو ويزيد فيخنقها ولا يمنحها حتى نفحة واحدة من هواء منعش متجدد لتتألق بالحياة ولونها الوردي فيصيبها الشحوب، وهناك من يضعها في مهب الريح مقتفياً خطوات الحرية المطلقة فيتلقفها التيار وتطير.. تضيع أو تتناثر..
الأنا.. تولد معك، تنمو معك، تنضج معك، وعليك أن تكون حكيماً وفناناً لتسير معها وتسايرها في همها وفرحها وترحها فتقسو عليها بعدل وتدللها بعدل ولا تؤذها إلا بعدل! وتظل معك.. رفيقتك.. جميلة، سعيدة، بهية راضية بتعاملك العادل معها، تبارك لنفسها أنك أنت.. أنت وحدك من بين الأنام مأواها ومقرها!
زينب الفداغ