الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معجزة الإسراء والمعراج

معجزة الإسراء والمعراج
22 ابريل 2017 21:42
إنَّ معجزة القرآن الكريم، هي أعظم معجزات الإسلام، ويليها مباشرة معجزة الإسراء والمعراج التي ذكرها الله تعالى وجعل فيها سورة في القرآن وبدأها بقوله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، «سورة الإسراء: الآية 1». وذكر المعراج في سورة النجم بقوله تعالى: (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى)، «الآيات 8-10»، فكانت هذه المعجزة الباهرة التي أُسري فيها برسول الله صلى الله عليه وسلم بجسمه الطاهر وروحه المباركة من مكة المكرمة بالمسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في أرض فلسطين، ومنها إلى السموات العلا ورؤية جبريل عليه السلام بصورته الحقيقية ومشاهداته الكثيرة، وقربه لمولاه وفرضية الصلاة عليه ورجوعه صلى الله عليه وسلم في جزء يسير من الليل حتى ورد أنه عند بدأ المعراج من المسجد الحرام كانت أوراق الأشجار تحركها الرياح، ولما رجع صلى الله عليه وسلم بعد أن صلى بالأنبياء إماماً، وجد تلك الأوراق لا تزال تحركها الرياح كما تركها، والأعجب من ذلك أنه خرج من دار أم هانئ، وكان فراشة صلى الله عليه وسلم دافئاً ورجع بعد هذه الرحلة، ووجده كذلك دافئاً. وأوصى إليه ربه بفرضية الصلاة ورجع في وقت قصير.. هذه المعجزة الكبرى يتحدى الله بها الأنس والجن إلى قيام الساعة، فكيف تلقى صلى الله عليه وسلم من ربه فرضية الصلاة وعرج به إلى السموات السبع ورجع في وقت قصير جداً، وكذلك صلاته إماماً بالأنبياء والمرسلين جميعاً وهذه إشارة جلية إلى أن دين الله هو الإسلام من لدن آدم عليه السلام إلى نبينا المحبوب صلى الله عليه وسلم، لأنه الدين العالمي لجميع الجن والإنس، وسيبقى إلى قيام الساعة، وأن الناس جميعاً يجب أن يؤمنوا به ويعرفوا حقيقته ومنزلة الرسول عند ربه، وكل ذلك في وقت قصير جداً، وفيه وسيلة إيضاح لجميع الخلق بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أول المسلمين إيماناً بالله الذي أكرمه به كما قال ابن عباس رضي الله عنهما «إن الله أعطى الخلة لسيدنا إبراهيم وأعطى الرؤية لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك رأي الملائكة الكرام في السماء وصلى بهم إماماً، وأذن فيهم جبريل في أوقات الصلاة، ورأى أيضاً الجنة والنار والأنبياء جميعاً». ووصل إلى مقام سمع فيه صرير الأقلام التي تكتب في اللوح المحفوظ، وهي أركان الإيمان كلها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإيمان أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره، وشاهد جبريل في السماء على هيئته الحقيقية. وجسدت رحلة الإسراء والمعراج أهمية الصلاة لأن جميع العبادات فرضت بالوحي الذي مْنَ به الله سبحانه وتعالى على رسله، ولكن الله خص الصلاة بفرضيتها في السماء بعد أن استدعى حبيبه صلى الله عليه وسلم، ليبلغه إياها في الملأ الأعلى بياناً لأهميتها الكبرى في الفريضة التي لا تسقط أبداً عن المسلم، سواء كان صحيحاً أو مريضاً.. مسافراً أو مقيماً في السلم أو الحرب، فلا تسقط الصلاة عن المسلم إطلاقاً إلا عند رفع العقل لعدم التكليف، وهذا كله يدفعنا للمحافظة على أوامر الله تعالى من الصلاة والصيام والحج، ويدفعنا كذلك ما شاهده الرسول صلى الله عليه وسلم من مشاهد كثيرة، عندما رأى المرابين وهم يسرحون في بحار من الدم، والذين يرتكبون جريمة الزنا، وهم يعذبون في النار وشاهد خازن النار مالك، وشاهد الجنة أيضاً وخازنها رضوان. كل ذلك يعطينا حدساً عظيماً لوسائل الإيضاح، وكذلك تسليمه صلى الله عليه وسلم على من لقيه من الأنبياء في السموات العلا تكريماً وتسرية للرسول الكريم لما لقيه من أذى قومه في الطائف، خاصة بعد موت زوجته خديجة التي كانت تشد من أزره وتقف معه بكل قوتها لتبليغ رسالته للناس أجمعين.. إنها واحدة من أعظم معجزات الإسلام لخاتم الأنبياء والمرسلين ليكون مبشراً وشاهداً ونذيراً للعالمين كافة.. وصدق قوله تعالى: «يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً. وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً» (سورة الأحزاب الآية 45). د. محمد سليمان فرج مستشار الفتوى بدائرة القضاء بأبوظبي سابقاً
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©