الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفئة الضالة

2 يونيو 2016 02:13
منذ أواخر الخلافة الراشدة، يعاني العالم العربي والإسلامي من الفئات الضالة الباغية، وتعرض للشدائد والمحن على يد المارقين الخوارج، الذين لا خير فيهم، والذين هدفهم سفك الدماء، وتدمير الممتلكات، وإخافة الآمنين. وقد ورد عن النبي الأكرم، صلى الله عليه وسلم، أنّه يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وأعمالكم مع أعمالهم، يقرأون القرآن ولا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. ومن هنا لابد من كشف الأفكار المنحرفة للخُوّان المسلمين؛ الفئة الضالة المضلة في عصرنا. ولنبدأ بالتسميم السياسي والاجتماعي الذي يبثونه في عقول الشباب والناشئة. وتُشير ظاهرة «التسميم السياسي» إلى محاولة زرع أفكار معينة أو قيم دخيلة من خلال الكذب والخديعة، ثم العمل على تضخيم هذه القيم تدريجياً لتصبح قيماً عليا في المجتمع المستهدف. وتستهدف عملية التسميم السياسي تبديل القيم أو التحلل من قيم معينة بشكل تدريجي وغير مباشر. ويقصد بـ«التسميم الاجتماعي» الترويج لقيم مَرضية تفسد المجال الاجتماعي، والعلاقات الاجتماعية بين المواطنين والمقيمين في منطقة الخليج. وتتعلق هذه القيم، والتي ترتبط بجماعة «الإخوان»، بإذكاء التطرف والتعصب ونشرهما، والتحريض على الكراهية والعنف ضد الآخر سواء المحلي المختلف مذهباً وطائفةً أو الآخر الأجنبي، وإشاعة جو من عدم التسامح الديني والثقافي عامةً؛ ما يكون له ابلغ الأثر السلبي على التعددية الهائلة في الطوائف والديانات التي تنتمي إليها الجنسيات المقيمة على أرض الخليج. كما تعد جماعة «الإخوان» في كل مكان هي الحاضن للراديكالية الإسلامية، والمفرخة للحركات المتطرفة التي تتبنى نهج العنف والإرهاب لتحقيق أهدافها. فالأغلبية الساحقة من التيارات الإسلامية الراديكالية كان لها جذور في جماعة الإخوان، وأغلب زعمائها من الذين تربوا في هذه الجماعة. ومن شأن انتشار أفكار جماعة الإخوان في الإمارات، وغيرها من دول الخليج، إعاقة جهود التحديث. فالإخوان، والإسلاميون عموماً، يعارضون دخول مظاهر التحديث والرفاهية إلى المجتمعات الخليجية، بل ويحتجون عليها. وثمة خطورة تتضمنها دعوة الإخوان، وغيرها من الحركات الإسلامية، في دول الخليج، وتتعلق بالاستغناء عن الدولة؛ حيث يسعى التنظيم إلى أخونة المجتمع عبر القاعدة الجماهيرية وليس عبر الدولة. وهم في حقيقة الأمر لا يعنيهم سوى السيطرة على المجتمع باسم الدين بدءاً بدعوتهم إلى الحجاب أو لبس النقاب أو تطويل اللحى ومنع اختلاط الجنسين مروراً بشكواها الدائمة من فساد أو إفساد القيم والأخلاق وتفسخ الأسرة والمجتمع وانتهاءً بسعيهم إلى أخونة اللوائح والقوانين بل والدساتير. خالد ناصر البلوشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©