الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«كيمره».. 75 دقيقة تنبض بالإثارة والأكشن

«كيمره».. 75 دقيقة تنبض بالإثارة والأكشن
29 مارس 2018 21:15
أحمد النجار (دبي) بداية سينمائية خاطفة بلغة احترافية، استحوذت على انتباه الجمهور منذ الوهلة الأولى، عبر لقطات درامية استعراضية لقافلة من الدراجات النارية يقودها شباب وسط الكثبان الرملية في رحلات البر ومواسم التخييم في صحارى الإمارات، فقد أظهر المخرج والممثل عبدالله الجنيبي براعة وسلاسة في تمرير فكرة «كيمره» الذي تم عرضه الأول للإعلاميين أمس الأول، في صالة فوكس سينما بمردف دبي، بحضور منتج العمل فيصل علي موسى وأبطال العمل، إلى جانب حشد كبير من المدعوين والفنانين والشخصيات الاجتماعية. وعلى طريقة أفلام الأكشن العالمية، استهل الجنيبي المشاهد التمهيدية للفيلم بدراما شائقة هيمنت عليها مشاكسات شبابية، ليدق بعدها ناقوس الإثارة، فور ورود رسالة على هاتف أحدهم، مفادها «سيارة محترقة بأربع جثث لمواطنين، مما ينذر بـ 75 دقيقة نابضة بالإثارة والأكشن على وقع سيناريو ترفيهي يغرد خارج الواقع، ويقدم جرعة من الإمتاع والتشويق والحماسة. وقال الممثل عبدالجنيبي: «إن الفيلم عبارة عن مادة ترفيهية ناضجة لا تمت للواقع بأي صلة على الرغم من وجود رسائل مجتمعية تضمنتها بعض المشاهد، كدعوة الشباب الإماراتي للأهمية الالتحاق بالخدمة الوطنية لكونها شرف وفخر لهم»، ورفض تصنيف فيلمه ضمن «فئة الرعب»، ووصفه بأنه «فيلم إثارة وتشويق» يقدم وجبة مسلية للجمهور. احتفاء جماهيري واستطاع الجنيبي كمخرج وممثل في آن، تحقيق معادلة التوازن الفني بين المهمتين، وكلتيهما «مسؤولية شاقة» في تعبيره، فالخطأ فيها قد يحرق الفيلم بمشهد واحد، لكن الجنيبي برع في تجويد أدائه بمنتهى الحرفية والإمتاع والإقناع، ممسكاً بطرف الحبكة بمهارة وحنكة كبيرين، لينتزع مجدداً جائزة جديدة لفيلمه بعد حصوله على جائزة مهرجان دبي السينمائي كأفضل مخرج، لينال باستحقاق نجاحاً جديداً، ويحظى على نصيب الأسد من حصة التتويج والاحتفاء الجماهيري إلى جانب المنتج فيصل علي موسى. ملاحظات كثيرة، إيجابية في مجملها، حيث تكاتفت عناصر الفيلم لتلعب دوراً بطولياً ناعماً سواء في خفة الموسيقى التصويرية، وتناغمها مع روح السيناريو، أو في رشاقة الكاميرا في صناعة مشاهد جبلية حيوية تعطي أبعاداً جمالية وترصد أماكن جذب سياحية، مثل محمية مليحة الطبيعية بالشارقة، والتي احتضنت معظم مشاهد الفيلم، وبرزت فيها عناصر البيئة من جبل وصحراء وتنوع نباتي وحيواني. ضحايا الرحلة وكانت الكاميرا رفيقة رحلة الشباب في رحلتهم السينمائية عبر «كيمره» التي تخللها التوجس لكون المنطقة يسكنها الجن، وبمجرد صعودهم إلى أعلى الجبل شاهدوا عصابة تعلق شخصاً وتعتدي عليه بالضرب، وقاموا بتوثيق ذلك بالكاميرا، ويظهر بطل الفيلم ومخرج الفنان عبد الله الجنيبي مؤدياً دور تاجر مخدرات ليظهر كمجرم يقوم بالتصفية والتعذيب وتشريح أجساد ضحايا بطريقة مقززة، فيما كان شباب الرحلة يوثقون المشهد بكاميراتهم. وجود سينمائية جديدة، منهم الفنان ياسر النيادي وعمر الملا وحميد العوضي وعلي الشحي وخليفة البحري وعبد الله المقبالي وإبراهيم الأستاذي وحسين سعيد سالم وغيرهم، وقد برع الشباب في تأدية أدوارهم المركبة بشكل ميلودرامي مقنع ومؤثر، كما برع المخرج في توزيع الموسيقى التصويرية على المشاهد بأناقة، إلى جانب الخدع السينمائية، خاصة في عمليات التشريح والطعن وتهشيم وجه أحد أفراد العصابة بصخرة كبيرة. مفاجأة درامية اللافت في الفيلم، أن «الكاميرا» هي بطلة العمل، حيث يدور الصراع حولها بصفتها الشاهد الوحيد على جرائم بشعة نفذتها عصابة مخدرات قامت بتصفية شباب الرحلة جميعاً، وتبقى الكاميرا مفقودة ليعثر عليها شباب آخرون يشاهدون الجريمة كاملة عبر فيلم محفوظ في ذاكرتها، ويكادون لا يصدقون ما يرونه، لكنهم في نهاية الفيلم يفاجئون بما لا يتوقعونه، ليقفل الفيلم على مفاجأة درامية تروي حقد الجمهور، وتضع نهاية ينتصر فيها المخرج على نفسه كممثل في الفيلم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©