الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الرئيس اليمني يطلب من «القبائل» حماية صنعاء

الرئيس اليمني يطلب من «القبائل» حماية صنعاء
17 مارس 2014 14:32
عقيل الحلالي (صنعاء) - طلب الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي أمس، من رجال قبائل حماية العاصمة صنعاء من «أي مغامرة» تستهدف أمنها واستقرارها بعد توسيع المتمردين الحوثيين في الشمال نفوذهم إلى مشارف المدينة الأسبوع الماضي. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن الرئيس هادي التقى صباح أمس «جموعاً كبيرة من مشايخ وأعيان منطقة بني مطر» المتاخمة لحدود العاصمة من جهة الغرب، وتقع جنوب بلدة همدان التي شهدت الأسبوع الفائت معارك عنيفة بين جماعات قبلية موالية لحزب الإصلاح الإسلامي السني ومقاتلي جماعة الحوثيين، استمرت أياماً وانتهت بتدخل الجيش وإبرام اتفاقية منحت أتباع الحوثيين حرية العبور في الطرقات، وممارسة طقوسهم الدينية والثقافية في مناطق سنية. وفي اللقاء الذي حضره محافظ صنعاء عبدالغني حفظ الله، أشاد هادي بدور أبناء منطقة بني مطر «شبابهم وكهولهم» في الدفاع عن مكتسبات ثورة 26 سبتمبر 1962، التي أقامت نظاماً جمهورياً في شمال البلاد على أنقاض الحكم الإمامي البائد، في إشارة خاصة إلى مساندة رجال القبائل المعسكر الجمهوري في الدفاع عن صنعاء إبان تعرضها للحصار لمدة سبعين يوماً من قبل «الملكيين» أواخر عام 1967. وذكر أن النظام الجمهوري ووحدة اليمن وقرارات مؤتمر الحوار الوطني الشامل المعلنة أواخر يناير «خطوط حمراء» لا ينبغي المساس بها، مؤكداً أنه من أجل الحفاظ على «هذه الأهداف» التي ناضل اليمنيون لتحقيقها «كل شيء يهون حتى التضحية»، حسب تعبيره. وخاطب الرئيس اليمني أبناء منطقة «بني مطر» قائلاً «إنكم تمثلون ستاراً واقياً للعاصمة صنعاء من الجهة الغربية ضد أي مغامرة تستهدف النيل من أمن واستقرار العاصمة». وحث أهالي بني مطر على «أن يكونوا عيوناً ساهرة من أجل تأمين الطرقات والدفاع عن الأمن والاستقرار ومكتسبات الوطن»، مشيراً إلى أن غالبية سكان هذه المنطقة يقطنون صنعاء. ووعد بتوفير الاحتياجات الخدمية الأساسية لأهالي منطقة «بني مطر» التي تبعد نحو 22 كم عن العاصمة من جهة الغرب، مشيراً إلى أن هذا اللقاء كان يجب أن يتم في وقت مبكر «لكن الوضع دقيق وصعب، والمشاكل والارتباطات كثيرة ومتنوعة ومتشعبة». ولفت إلى أن الاقتصاد الوطني «في وضع صعب» بسبب الاضطرابات السياسية والأمنية التي يعاني منها البلد منذ حركة الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في 2011. وعبر هادي عن استيائه الشديد إزاء التفجيرات والاعتداءات المتكررة على أنابيب النفط والغاز وأبراج الكهرباء، وقال إنها تلحق بالاقتصاد الوطني خسائر مالية باهظة، مشدداً على ضرورة «ضبط هؤلاء المخربين وتقديمهم للقضاء». وذكرت وكالة سبأ الحكومية أن زعماء وأعيان «بني مطر» أكدوا للرئيس هادي وقوفهم «ضد من تسول له نفسه المساس بالوطن واستقراره أو التأثير على مخرجات الحوار الوطني» التي تنظم للانتقال إلى النظام الاتحادي الفيدرالي بعد عقود من هيمنة الدولة المركزية. وتتصاعد مخاوف حقيقة في اليمن من اندلاع حرب أهلية في ظل زحف «الحوثيين» نحو العاصمة، وإعلان قبائل مسلحة في صنعاء موالية لحزب «الإصلاح» التابع لجماعة الإخوان المسلمين رفع حالة التأهب لمواجهة الجماعة المذهبية المتمردة منذ عام 2004 وتتمركز في محافظة صعدة (شمال) على الحدود مع السعودية. وعزا مراقبون طلب هادي من القبائل تأمين الحماية لصنعاء، إلى رفضه إقحام الجيش في صراع مسلح مع جماعة الحوثيين التي تمتلك معدات عسكرية ثقيلة استولت عليها خلال مواجهات سابقة مع القوات الحكومية خلال الفترة ما بين 2004 و2010. وقال المحلل السياسي اليمني، عبدالغني الماوري، لـ«الاتحاد» إن هادي يريد استمالة القبائل أو تحييدهم في حال اندلع صراع مع الحوثيين، مشيراً إلى أن الجيش اليمني ما زال يعاني مشكلات كبيرة مرتبطة بالعدد والجاهزية القتالية، إضافة إلى مخاوف من «ولاءات» بعض القادة لقيادات سابقة، في إشارة إلى الرئيس السابق علي عبدالله صالح وغريمه الجنرال علي محسن الأحمر الذي أقاله هادي في أبريل 2013 من قيادة الجيش وعينه مستشاراً رئاسياً لشؤون الدفاع والأمن. وذكر الماوري أن الجيش «قد يكون معرضاً لاختراق من قبل معسكر الرئيس السابق» في حال خاض حرباً جديدة ضد الحوثيين الذين استبعد إقدامهم محاولة اقتحام العاصمة صنعاء «لأن ذلك سيكون بمثابة انتحار لهم». ويتولى عشرون لواء قتالياً حماية العاصمة صنعاء من جميع الجهات، حسبما ذكرت أمس مصادر في الجيش لـ «الاتحاد». وأوضحت المصادر أن من بين الألوية العشرين «هناك 11 لواء قتالياً مرابطاً داخل العاصمة»، أربعة منها مكلفة بحماية القصور الرئاسية والوزارات السيادية، وأربعة ألوية مرابطة في الجنوب تتبع قوات احتياط الجيش، فيما ثلاثة ألوية تتمركز في الشمال داخل معسكر قوات «الفرقة الأولى مدرع» المنحلة العام الماضي التي صدر قرار رئاسي بتحويلها إلى حديقة عامة. وأعلن رئيس بلدية صنعاء، عبدالقادر هلال، وهو قيادي بارز في حزب الرئيس السابق ووسيط دائم بين هادي وجماعة الحوثيين، إنه سيتم الأسبوع المقبل تسلم «موقع حديقة 21 مارس المقر السابق للفرقة الأولى مدرع». وأضاف هلال لصحفيين في صنعاء، أن تحديد موعد تسلم الموقع الواقع على هضبة كبيرة شمال غرب صنعاء وبمساحة تتجاوز مليونين و200 ألف متر مربع، «جاء بتوجيهات من الرئيس عبد ربه منصور هادي وتعاون وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد وقائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء الركن محمد علي المقدشي». وذكر أن بلدية العاصمة شكلت لجنة خاصة لتسلم الموقع «كاملاً غير منقوص في الموعد المحدد»، لافتاً إلى أن ثماني شركات استشارية ستتنافس على إعداد دراسات وتصاميم إنشاء حديقة ترفيهية ستكون ثاني أكبر حديقة على مستوى الشرق الأوسط، حسب المسؤول اليمني. وحملت الحديقة اسم «21 مارس» وهو التاريخ الذي يشير إلى انشقاق اللواء الأحمر عن نظام الرئيس السابق في خضم انتفاضة 2011. من جهة ثانية، قتل ثلاثة مفترضين من تنظيم القاعدة، أحدهم سعودي، في انفجار سيارة أثناء تلغيمها في بلدة «حبان» بمحافظة شبوة جنوب شرق البلاد. وذكرت مصادر محلية لـ «الاتحاد» أن سيارة انفجرت داخل منزل يملكه عنصر في تنظيم القاعدة في بلدة «حبان» المجاورة لبلدة «رضوم»، حيث يوجد مرفأ بلحاف الاستراتيجي لتصدير الغاز الطبيعي المسال على بحر العرب. وأوضحت المصادر أن الانفجار تسبب في أضرار كبيرة بالمنزل ومصرع ثلاثة من عناصر تنظيم «القاعدة»، أحدهم سعودي الجنسية، مشيرة إلى أن الانفجار وقع «ربما أثناء قيام عناصر التنظيم بتفخيخ السيارة تمهيداً لشن هجوم محتمل على مرفأ بلحاف أو منشآت نفطية أو مراكز للجيش». وقال مصدر قبلي إن «ثلاثة من عناصر القاعدة، بينهم سعودي، لقوا حتفهم في الانفجار وأصيب اثنان آخران حالتهما خطرة». وأكد مصدر أمني هذه الرواية، وقال: «اعتقد أن السيارة كان يجهزها عناصر القاعدة، وكان هؤلاء ينوون تنفيذ عملية إجرامية تستهدف قواتنا في الأمن والجيش». وبدأت لجنة رئاسية خاصة، أمس، مهمة لحصر الأضرار المادية الناجمة عن اشتباكات أخيرة بين الجيش وجماعات انفصالية مسلحة في مدينة الضالع الجنوبية. وستقوم اللجنة التي يرأسها نائب وزير الداخلية اللواء ركن علي ناصر لخشع، برفع تقرير إلى الرئيس هادي بشأن الأضرار المادية في الضالع تمهيداً لاتخاذ «الإجراءات اللازمة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©