الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

خليفة البلوشي.. لحظة تساوي العمر

خليفة البلوشي.. لحظة تساوي العمر
22 ابريل 2017 21:22
أمين الدوبلي (أبوظبي) في عام 2010 وعندما رأى خليفة البلوشي ابن السنوات العشر لعبة الجو جيتسو تدرس في الحصص الأساسية بمدرسته بالعين، أعجب بها، وتصور أنها كاراتيه، لكنه وبعد ممارستها للمرة الأولى وتعرفه على خصائصها التي تعتمد على المسك في الأساس، شعر بالإحباط، لمعاناته من إعاقة في يده اليسرى، فلا يمكنه أن يستخدم تلك اليد في الإمساك بالمنافسين، فغاب عن التدريبات أسبوعين، لكن المدرب البرازيلي بيدرو داماسينو بحث عنه، حيث وجد فيه من البداية شيئاً مختلفاً عن الآخرين، ربما هو الإصرار والعزيمة، ربما قوة الشخصية، أو ربما رأى الإرادة والتحدي، وبعد أن عثر عليه اصطحبه إلى غرفة المدربين وأطلعه على صورة للبطل العالمي في لعبة الجو جيتسو جان جاكي ماتشادو، والذي اتضح منها أن لديه نفس الإعاقة بنفس اليد، لكنه وصل إلى فئة الحزام الأسود والأحمر، وهي الفئة الأعلى من الأسود، فطلب الطفل خليفة أن يتابع بعض النزالات له، فتابعها ودبت في أعماقه مشاعر الفرح، وعاد للتدريبات متعلقاً بالأمل والرجاء. يقول خليفة: دارت الأيام معي فدخلت أول بطولة بالمدرسة وحصلت على الذهبية لأنني كنت أكثر الحريصين على التدريبات، بدليل أن زي الجو جيتسو كان لا يفارق حقيبتي دائماً سواء لدينا حصص تدريبية أم لا، وكنت أمارس لعبتي المحببة بفترة الراحة بين الحصص، وكان مفعول تلك الرياضة علي مثل السحر، فبعد أن كنت شقياً متمرداً، أصبحت هادئاً، لأنني أفرغ كل طاقاتي في التدريب، وأصبحت لا أشعر أبداً معها بالإعاقة، فبعد أن كنت أضع يدي في جيبي لأخفيها عن أعين الناس خجلاً لمدة 10 سنوات، أصبحت أبرزها للجميع، وتم اختياري في فريق المدرسة، حيث تبناني المدرب تماماً وكان يعاملني مثل ابنه تمام، وشاركت في نفس العام ببطولة العين، وحصلت على الميدالية الفضية، ثم شاركت في بطولة مجلس أبوظبي للتعليم، وواجهت حمد عيسى البلوشي من أصحاب الهمم، وكان متقدماً عني في الحزام، حيث إنه كان يملك الحزام البرتقالي وأنا في الأبيض، وفاز علي، لكني استفدت من هذا النزال. يتابع خليفة: في عام 2011 كنت أبحث عن إنجاز، لنفسي أولاً، فكثفت تدريباتي، والتزمت بنظام غذائي، وشاركت في بطولة العرب بصالة نادي الفروسية فحصلت على الذهب، وبعدها شاركت في بطولة كأس السوبر فخسرت لأن الغرور كان قد بدأ يتسلل إلى نفسي، فعاقبت نفسي لترويض شيطان الغرور الذي بداخلها، عاقبتها بالعمل في صمت، بالجهد المضاعف في التدريبات، ولما نجحت في ترويض الغرور لم أخسر أي بطولة لمدة عامين ونصف، وحصلت في تلك الفترة على ذهبية العالم بأبوظبي عام 2012، التي كانت سبباً في أجمل لحظة عشتها في حياتي، لحظة زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لأسرتي في المنزل. يقول خليفة في وصفه لتلك اللحظة: كنت ألعب كرة القدم في الشارع قريباً من المنزل، مرت علي 5 سيارات متشابهة تباعاً، فلم ألتفت لها، لكنني علمت من زملائي أن السيارات وقفت أمام بيتنا، وقيل لي إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد يزورنا ويسأل عني، فركضت حافي القدمين بأسرع ما أملك للمنزل، ودخلت لأغير ملابسي، وأهيئ نفسي، وبعد 5 دقائق فقط كنت في حضرة سموه في المجلس، وكانت لحظة تساوي العمر، فدخلت وصافحت الحاضرين، وسمعت من سموه كلمات كانت نقطة التحول في حياتي، فقررت أن أحترف تلك الرياضة، وأن أكمل مشواري بها بكل تفاصيلها، قررت أن أكمل مسيرتي بها، أن أتدرب 6 مرات يومياً، وأشارك في كل البطولات للبحث عن الذهب، والذهب فقط دون سواه، وفي 2013 حصلت على ذهبية بطولة أبوظبي العالمية، وكذلك في 2014، وفي 2015 شاركت في بطولة العالم باليونان للناشئين فحصلت على أول ذهبية خارجية بعد 6 نزالات قوية، وبعد عالمية اليونان لعبت بطولة العالم في أبوظبي وحصلت على البرونزية، ومرت علي عالمية أبوظبي 2016 كالكابوس لأنني لم أوفق فيها، فقررت أن أتحدى نفسي من جديد، قررت أن أختم هذا العام بإنجاز غير مسبوق. قصة خليفة مع التحدي تختلف كثيراً عن أغلب القصص التي تناولناها من قبل، لأننا نتحدث عن طفل، يتحول من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة، ومع هذا التحول من الطبيعي أن تتحول شخصية الإنسان، لأنه في طور التكوين، فتارة كان يتوهج بالانتصارات والإنجازات، وتارة كنا نجده يتعثر، لأنه كان في صراع مع الشخص الذي بداخله، كان يحاول ترويضه وتوجيهه، ولكن المؤكد أنه كان دائم البحث عن الأفضل، ووجد خليفة ضالته في هذا الوقت عندما تم اختياره ضمن عناصر المنتخب الأول للمشاركة في آسيوية فيتنام الشاطئية، فقد تلقى الخبر بكثير من الفرح، وكثير من القلق أيضاً، فقد كان عمره لا يتجاوز الـ16 عاماً، وهو مطالب بالمشاركة في فئة الرجال، تدرب بقوة مع أبطال المنتخب، تعلم منهم الكثير، دخل بطولة سيريلانكا التجريبية قبلها بشهر تقريباً، وحصل على ذهبية وبرونزية، ثم دخل بطولة فيتنام يمثل بلاده وحزامه أزرق، وكان أصغر لاعب في هذا التحدي، لكنه عبر عن نفسه، حصل على البرونزية القارية بين الرجال، وخسر بنقطتين فقط أمام لاعب «حزام بني» من أصحاب الخبرة، بعد الفوز في 3 نزالات قوية، وكان الجو جيتسو هو الدجاجة التي تبيض ذهباً لبعثتنا في كل الألعاب بتلك البطولة، حيث حصل وحده على 9 ميداليات، فيما لم تحصل أي رياضة أخرى على أي ميدالية من أي نوع، وكانت لحظات جميلة عشتها مع الكبار. ويضيف: عام 2017 كان مختلفاً، فقد كانت بدايته قوية مع عالمية الشباب والناشئين في اليونان، والتي حصلت فيها على الذهبية بعد نزالات قوية مع أبطال العالم في سني، وكانت بعثة منتخبنا على مستوى الحدث فتصدرت المشهد، وحصلنا على 7 ذهبيات من إجمالي 13 ميدالية ملونة، وعدت لأستعد لعالمية أبوظبي التي حصلت فيها على الفضية في نزالات الرجال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©