الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غرفة التبديل: عرق.. وروج.. وملابس على الأرض!

غرفة التبديل: عرق.. وروج.. وملابس على الأرض!
19 يوليو 2009 01:30
هي ليست بغرفة، هي مساحة صغيرة لا تتجاوز مساحتها المتر المربع، تكشف فيها المرآة عن أسرارنا، عن بدانتنا أو نحافتنا... والأخطر أنها تكشف عيوباً من نوعٍ آخر. اضطرت إحدى المحلات التجارية، لأن تقفل جزءاً من غرف قياس الملابس، على الرغم من تصاعد الاحتجاجات لاضطرار الزبائن للانتظار كي يتمكنوا من تجريب الملابس التي يودون شراءها... وعند الاستطلاع حول هذا السبب بعد تزاحم في صف المنتظرات، اضطرت الموظفة لقول الحقيقة: «لقد ترك الزبائن تلك الغرف وفيها أكوام من الملابس الملقاة على الأرض بطريقة عشوائية، يستحيل معها ترتيب هذه الملابس بالسرعة المطلوبة، على الرغم من وفرة عدد الموظفات والموظفين في المحل». صمت الجميع بعد أن سمعوا هذه الحجة، وتأسفت إحداهن لهذه التصرفات من الزبائن التي سببت الإزعاج للمحل وللشاريات المحتملات الأخريات. ولكن حين أتى دور هذه المعلّقة المتأسفة، وكانت تحمل كومة من الملابس لتجريب مقاسها وشكلها، دخلت ثم خرجت وهي تحمل قطعة واحدة قررت شراءها، صدمنا أنها هي الأخرى - وعلى الرغم من تذمرها- تركت كومتها المختارة في حالة يرثى لها، فصمتنا وشعرنا بالشفقة على العاملة المكلّفة بترتيب الغرفة الصغيرة. ما نراه في أوقات معيّنة، لا يكشف الكثير من الوقائع، فالعامل والعاملة في مهنة بيع الملابس، يعرفان ما يمكن تسجيله في دفتر سلوكيات الزبائن. خشونة غير مبررة تقول سناء، وهو اسم مستعار لعاملة في محل تجاري، إن البعض يأتي والعرق يبلّله وتفوح منه رائحة كريهة- وهي تتحدث هنا عن الجنسين- يدخل ويجرب الملابس ويفاصل، وربما لا يشتري ما وسّخه من ملابس ويمضي. وتشتد الأزمة مع الفتيات اللواتي يتزينّ بأحمر شفاه لا يفعل أي مسحوق غسيل فعله لإزالته». أما ماذا تفعل هذه المحلات؟ ففي العادة تلجأ إلى إرسال هذه الملابس للتنظيف قبل إعادتها للعرض. وهذه تكلفة تقوم المحال على إدراجها في ميزانيتها قبل وضع الأسعار على قطع الملابس. ثمة زبائن يتعاملون مع الملابس بخشونة وقد يتسببون بتلف قطعة منها، فيلجأوون إلى إخفائها تحت كومة الملابس والخروج مسرعين كأن شيئا لم يكن. تجربة مكلفة تعترف ميجانج بيزلي: «في السابق كنت أرمي قطع الملابس في غرفة القياس كيفما اتفق، غير مهتمة بأن ثمة من يريد قياسها من بعدي، كما لم أشعر يوماً بالمجهود الذي يبذله البائعون والبائعات بسبب قلة احترازي في التعامل مع الملابس». وما حصل مع ميجانج أنها في أيام الجامعة أحبت أن تعمل، وكان نصيبها أن تجد عملاً في أحد محال بيع الألبسة الجاهزة، وريثما اكتشفت المعاناة في ملاحقة الزبائن والملابس المرمية في الغرفة الصغيرة، حتى أشفقت على نفسها واكتشفت كم كانت مهملة في التعامل مع الآخرين. تضيف: «منذ ذلك الحين وأنا أتعامل باحترام مع قطع الملابس، وفي بالي أن ثمة من يريد قطعة لم تعجبني، ويود لو تكون نظيفة وغير ملقاة على الأرض، وأن ثمة من بعدي من سيتكفل بتعليق الملابس أو طيّها من جديد كي تكون مرتبة وبالشكل المطلوب في أي محل لبيع الملابس». ثم تضحك قائلة: «لكنني لا أزال مهملة بعض الشيء مع ثيابي في المنزل. غير أنني منضبطة في المحال التجارية، حيث أعيد القطعة إلى المكان الذي أخذته منها، وإما على الأقل أعلقها بشكل مقبول في غرفة القياس، ولكن لا أرميها أبداً في الأرض». حماية الزبون تتحدث فاطمة سليمان، بدورها عن الزبائن، من موقعها كعاملة في أحد المحال، وهي، وإن كانت تقر بفوضوية بعض الأشخاص في التعامل مع الملابس، إلا أنَّها تشير إلى أن العمل يجري تحت شعار واحد، وهو أن الزبون دائماً على حق. توضح فاطمة إنها تفرز الثياب وترسل بعضها إلى التنظيف، ولكن هذا ليس أمراً يومياً لأنه من النادر أن تتسخ بطريقة غير مقبولة. كما تراقب عدم تعرض القطع لأي تلف، وحتى لو وجدت حمرة شفاه على قميص، فهي لا تمنع الزبائن من قياس الملابس، لأنها تتبع سياسة المحل وشعار حماية الزبون. تضيف: «يقتضي عملي بترتيب الملابس بعد مغادرة الزبونة، وبالتالي ما أقوم به هو عملي لا أكثر ولا أقل». حرص مفاجئ من جانبها، تقول محسنة محمد أنها تعودت منذ البداية على إرجاع قطعة الملابس التي تجرب مقاسها إلى المكان الذي أخذته منها، وأشارت إلى أن البائعات يستغربن تصرفها لأن كثيرات ومنهن صديقة لها، ترمي الملابس كيفما اتفق وتدوس عليها بقدميها، وهي خارجة من غرفة القياس. تقول محسنة: «أنا في العادة أسرع في إرجاع القطعة إلى مكانها وأقول لنفسي بأنني لا أريدها ولم أرغب بها، ولكن ربما تعجب أحدا آخر، فلماذا أحرم الآخرين منها عبر الاحتفاظ بها لمدة أطول في غرفة الملابس». وتضيف: «إن إعادة قطع الملابس إلى مكانها أو مجرد تعليقها بطريقة مرتبة يقتضي منا عمل دقيقة واحدة فقط، في حين أننا إذا أهملنا الأمر وتعاملنا بخفة مع الموضوع، فإننا سنرهق من سيرتب بعدنا أشد الإرهاق. فهل نقبل نحن بشراء قطعة رميت على الأرض وتم الدوس عليها؟ أعتقد أننا لن نرغب بها. لذا علينا المحافظة على أغراض الآخرين كي نحصل على أغراض سليمة لنا». وتقول ميجانج أنها لا تبالغ في القرف من الملابس، فقد تكون مرمية سابقاً وقد تم ترتيبها فيما بعد. غير أنها تسارع إلى غسل كل قطعة تشتريها قبل ارتدائها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©