السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السنيورة يشكل حكومة الوحدة بالدعوة الى تجاوز الانقسامات

السنيورة يشكل حكومة الوحدة بالدعوة الى تجاوز الانقسامات
29 مايو 2008 02:11
كلف الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس رسميا رئيس الوزراء فؤاد السنيورة بتشكيل أول حكومة في عهده بعد أن حصل على تأييد من جانب 68 نائبا من ''الاكثرية'' من أصل 127 وهي أدنى نسبة منذ اتفاق الطائف عام ·1989 وأعربت المعارضة (59 نائبا) عن استيائها، واعتبرت تسمية السنيورة بمثابة استمرار للماضي· وقبل السنيورة التكليف من الرئيس الجديد، وحرص في كلمة ألقاها على مد يده الى الجميع من اجل الاستقرار والعمل البناء والتنافس الديمقراطي من خلال احترام الدستور والقوانين· ودعا إلى مراجعة الماضي لاستخلاص دروسه لا للعودة إليه وبلسمة الجراح وتجاوز الانقسامات وعدم اللجوء إلى العنف ومعالجة المشكلات بروح تعلي من مصلحة الوطن· ووعد السنيورة بتشكيل حكومة كل لبنان كما اتفق عليها في الدوحة اي حكومة الوحدة الوطنية والعيش المشترك والسلم الأهلي الذي كاد اهتزازه ان يهدد الوطن· وحث على التمسك بتطبيق اتفاق الطائف وتحسين العلاقات مع الشقيقة سوريا وتطويرها لكي تصبح قائمة على الندية· كما شدد على تطبيق القرارات الدولية لا سيما القرار 1701 والنقاط السبع لتحرير مزارع شبعا· وقال ''مبادئ الرئيس سليمان في خطاب القسم مثل مبادئي وتوجهاتي ويشرفني العمل معه وقد علمتنا التجارب أن الوحدة والعيش المشترك هما أغلى ما نملك وهما سرّ هذا الوطن وضمان استمراره''· وحذر السنيورة من التأخر عن ركوب قطار التفاهم والانطلاق نحو التقدم والازدهار والا ضاعت ثقة العرب ودعمهم للبنان· وشدد على تعزيز الجيش والقوى الأمنية كأولوية لتحمي لبنان من العدو وتدافع عن السلم الأهلي· وقال ''أمامنا الكثير من المهام ولن تنطلق من دون تعاون الجميع وادراكهم للمسؤوليات الكبرى في أقرب فرصة''· وكان الرئيس سليمان أجرى وفق الدستور استشارات ملزمة مع قادة كتل الاحزاب في البرلمان، حيث طرحت ''قوى 14 مارس'' التي تشكل الاكثرية وبالإجماع اسم مرشحها السنيورة تحت شعار ''إتمام المصالحة''· في حين لم تسم المعارضة اي مرشح للمنصب، واعربت عن غضبها ازاء تكليف السنيورة، قائلة انه يمثل استمرارا للخلاف وليس للبناء، وان كانت أكدت في الوقت نفسه انها ستتعاون في تشكيل اول حكومة وحدة وطنية· ويفترض وفق اتفاق الدوحة الذي تم هذا الشهر تشكيل الحكومة الجديدة من 30 عضوا موزعة كالآتي (16 للأكثرية و11 للمعارضة أي الثلث المعطل للمرة الاولى، و3 يختارهم رئيس الجمهورية)· وشددت ''الأكثرية'' على عزمها التعاون التام مع رئيس الجمهورية· وقال زعيم ''تيار المستقبل'' سعد الحريري ان كتلته لم تسم السنيورة لرئاسة الوزراء من اجل تحدي اي شخص ولكن للمصالحة وفتح صفحة جديدة· واوضح مبررا عدم ترشيحه شخصيا للمنصب ''لم أعتذر··انها مرحلة تأسيسية مرحلة فيها مصالحة ولابد ان تبدأ بالسنيورة··الجراح عميقة بحاجة الى كل الخطوات لمداواتها'' (في اشارة الى سيطرة المعارضة عسكريا على بيروت)· واضاف ''سنتعاون مع الرئيس سليمان الذي اتى باجماع وطني··هذه فرصة للتلاقي ولبلسمة الجراح وفرصة لتنفيذ خطاب القسم''· وقال الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط (الاكثرية) ان كتلته مستعدة لمساعدة رئيس الجمهورية في المرحلة المقبلة وان تقدم التسوية في اي مجال· واعربت النائب ستريدا جعجع باسم كتلة القوات اللبنانية (الاكثرية) عن سرورها لوجود رئيس أخيرا، وقالت ''أبلغناه ترشيحنا السنيورة لرئاسة الحكومة''· وفي المقابل، قال زعيم ''التيار الوطني الحر'' المعارض النائب ميشال عون إن تكتله رشح ثلاثة أسماء للمنصب هم ليلى الصلح والنائبان محمد الصفدي وبهيج طبارة من أجل الليونة وإمكانية الخيار، لكن الاكثرية بتسميتها السنيورة تبدأ معركة حرب لا معركة لبناء لبنان مع الرئيس الجديد· واضاف ''هذا الترشيح يعني استمرارا للماضي وعنوانا للخلاف لا للوفاق الذي يجب ان يبدأ به العهد الجديد··نحن نصر على المشاركة في الحكم دون تأييد رئيس الحكومة وسنكون داخل الحكومة كمعارضة''· وقال رئيس كتلة نواب ''حزب الله'' محمد رعد ''اكدنا للرئيس سليمان ان اتفاق الدوحة ينص على وجوب تشكيل حكومة وحدة وطنية والمرشح لرئاستها ينبغي ان يتسم بمواصفات تعكس هذا العنوان والالتزام بالعهود وصدق الأداء والبعد عن الكيدية والحرص على سلاح المقاومة ورفض الضغوط الخارجية· واضاف ''هذه عناوين ضرورية لحكومة الوحدة الوطنية لذلك لم نسم أحدا''· في حين لم تسم كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري احدا للمنصب، وقال النائب علي بزي ''لن نتعاون في التكليف لكن سنتعاون في التأليف''· الى ذلك، توقع مصدر من الأكثرية ان يؤدي موقف المعارضة الى عرقلة التشكيلة الحكومية وتأخيرها· وقال لـ''وكالة فرانس برس'' طالبا عدم الكشف عن هويته ''المعارضة ستشارك ولكنها قد تضع شروطا تعجيزية تؤخر التوصل الى تشكيلة مقبولة''، لافتا الى ان ذلك يعني استمرار الحكومة الحالية بتصريف الاعمال''· واضاف ''الآتي قد يكون اصعب، سواء لجهة توزيع الحقائب او البيان الذي يجب ان تنال الحكومة على اساسه ثقة البرلمان، ويشكل سلاح المقاومة ابرز عقده''· وتوقعت صحيفة ''الاخبار'' المعارضة من جانبها ان يكون تأليف الحكومة الجديدة عملية صعبة ومعقدة قد تستوجب عودة الوسيط القطري رئيس اللجنة الوزارية العربية اكثر من مرة الى لبنان· وأعرب البطريرك الماروني نصرالله صفير عن ارتياحه لانتخاب سليمان رئيساً وامل ان تكون المرحلة الجديدة قد بدأت بحل الازمة بعدما طال الانتظار· فيما اكدت القائمة بأعمال السفارة الاميركية في لبنان ميشال سيسون ان الولايات المتحدة مسرورة بانتخاب سليمان وترى ان ثمة فرصة جديدة للبنان·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©