التلفزيون المتصل بالإنترنت نافذة واسعة على عالم الترفيه والتواصل الاجتماعي

تشهد صناعة أجهزة التلفزيون المتصلة بشبكة الويب تطوراً سريعاً. وقد لا تمضي إلا أشهر معدودة حتى تنتشر في الأسواق العالمية على نطاق واسع. ويؤكد محللون أن هذه الأجهزة ستكون البديل المقبل الذي سيعجّل من ظاهرة اختفاء الكمبيوتر الشخصي. وسوف تفتح هذه التقنية الجديدة آفاقاً جديدة في عالم الترفيه، وستوفر على أصحاب الأجهزة تكاليف الاشتراك في البثّ التلفزيوني المدفوع. وتنطوي هذه التقنية على فوائد متعددة أخرى؛ فهي تغني عن شراء مشغّل أسطوانات “بلو- راي” طالما أن شركة بثّ واحدة للأفلام عن طريق الإنترنت مثل “فودو” Vudu يمكنها أن تبثّ سيلاً لا ينقطع من الأفلام إلى أجهزة التلفزيون المنزلية وبوضوح يبلغ 1080 بيكسيل. ولن يجد المرء حاجة بعد الآن للجلوس خلف جهاز اللاب توب ذي الإمكانات المحدودة طالما أن آخر الأخبار المصوّرة وصفحات المواقع الاجتماعية والدردشة بالكلمة والصورة ستكون كلها متوفرة على شاشة التلفزيون الضخمة وذات الوضوح العالي. والآن، يمكن لبعض أجهزة التلفزيون القابلة للتوصيل بالإنترنت أن تحقق كل هذه الوظائف وأكثر منها بكثير من دون الحاجة للأجهزة المعقدة فيما عدا “كابل” الاتصال بشبكة “الإيثرنت” أو الاستغناء عنه باستخدام جهاز “بلوتوث” وجهاز استقبال البثّ بالحزمة العريضة. ويبدو خبراء أسواق الأجهزة الإلكترونية متفائلين من اقتراب هذا الحلم من التحقيق؛ ومنهم “ليام ماكابيه” الذي دعا من خلال مقال نشرته مجلة “فوربس”، مشتري أجهزة التلفزيون أن لا يفاجأوا عندما يلاحظوا أن أجهزتهم مصممة سلفاً للتوصيل بالإنترنت. وتوقع “ماكابيه” أن يحدث ذلك قبل نهاية العام الجاري، وأشار إلى أن كل الأجهزة ستكون مزوّدة بهذه التقنية شاء مشتروها أم أبوا. وسوف يبلغ سعر أرخص طراز من هذه الأجهزة أقل من 1000 دولار (3670 درهماً). ولا شك أن المستهلكين يرحّبون بفكرة تحويل أجهزة التلفزيون إلى وسائل لاستقبال المواد الإعلامية وخاصة منها “محتويات الفيديو”. وأصبحت بعض الأنواع من أجهزة التلفزيون القابلة للتوصيل بالإنترنت متوفرة بالفعل في الأسواق، وأوضحت دراسة إحصائية أنجزتها شركة “آي سابلي” للبحوث، أن هذه الأجهزة المتطورة شكلت 27? من مجموع عدد أجهزة التلفزيون المباعة في الولايات المتحدة خلال شهر يناير الماضي. ويمكن لجهاز التلفزيون المصمم للاتصال بالإنترنت أن يحقق عدداً كبيراً من التطبيقات المهمة والجديدة والناتجة عن مكاملة محتوى الإنترنت كالأخبار المصوّرة والمواقع الاجتماعية والقطع الموسيقية وأفلام الفيديو، مع وظائف وخصائص جهاز التلفزيون. وهذا يعدّ بحد ذاته تطوراً مفتوحاً على عدد لا يحصى من التطبيقات، ولا يمكن لأحد أن يتنبأ بنتائجه وتداعياته. ويقول تقرير نشره موقع “جودهاوسكيبينج دوت كوم” إن التلفزيون المتصل بالإنترنت سوف يوفر على صاحبه استخدام أسلاك التوصيل، وسيؤمن له عشرات الخدمات الاتصالية التي لم تكن معروفة أبداً. وتكمن إحدى أهم فوائد الجهاز الجديد في أنه سيكون وسيلة للتواصل مع العالم عن طريق مواقع الشبكات الاجتماعية عبر صور عريضة بالغة الوضوح. وبدأت العديد من الشركات المتخصصة بتقديم خدماتها لتشغيل هذه التقنية؛ ومنها على سبيل المثال شركة “إيوجير” IOGEAR التي افتتحت لنفسها موقعاً لهذا الغرض عنوانه iogear.com يعتبر جسراً لتوصيل التلفزيون بشبكة الإنترنت، ويتم ذلك عن طريق جهاز صغير له شكل علبة يبلغ ثمنها 350 دولاراً يتم توصيلها بجهاز التلفزيون. ويتلقى المشترك بهذه الطريقة سيلاً لا ينقطع من المحتويات الموسيقية وأفلام الفيديو بطريقة لاسلكية بحتة؛ ويتميز هذا النظام بسهولة التركيب والتشغيل. ويرى الخبراء أن الاتصال بين التلفزيون والإنترنت سوف يفتح آفاقاً واسعة للاستثمار أمام شركات صناعة ألعاب الفيديو وإنتاج الأفلام والمسلسلات التلفزيونية ومشغّلي مواقع الشبكات الاجتماعية. عن مجلة “فوربس” وموقع goodhousekeeping.com