الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سودانيون يبوحون للجدران بالريشة واللون

سودانيون يبوحون للجدران بالريشة واللون
25 ابريل 2010 20:59
تهتم الكثير من المراكز الثقافية السودانية بمنتوجات الشباب الفنية، وتمنحها مساحات لعرض لوحاتهم، وتساعد البعض في المشاركة بمعارض جماعية خارج البلاد ولكن يبدو أن هنالك من يبحث عن إثبات الذات بعيدا عن الإجراءات الرسمية، ومتحررا من القيود ليخاطب المجتمع من خلال جدران في شوارع الخرطوم. الفن التشكيلي يمثل حضورا طاغيا في العناوين الثقافية في الخرطوم وظلت المعارض التشكيلية تحتفي بكل ماهو جديد، فيما تفرد وزارة الثقافة جوائز سنوية للوحات المتميزة، وتهتم كليات الفنون الجميلة بإقامة معارض سنوية للمتخرجين من صفوفها. ورغم تلك الفضاءات الواسعة إلا أن هنالك مجموعة من التشكيليين الذين يستهويهم الرسم على الجدران وهذا ما يميز جدران مدارس الكمبوني في وسط الخرطوم عندما حولها مجموعة من الشباب إلى معرض ثابت زاخر بالرسومات التي يغلب عليها الطابع الأفريقي إذ أن معظم التشكيلين من أبناء جنوب السودان. وتعبر لوحات أخرى إلى أمنيات في تحقيق السلام في السودان الذي شهد حربا أهلية استمرت لأكثر من أربعين عاما، ومعظم هؤلاء من الهواة كما يقول فرانسيس شول، الذي وضع بصمته على جدار المدرسة من خلال رسم وجه أفريقي على خلفية غابة شائكة، إن الرسم يمنحه فرصة التحرر من القيود فينطلق عندما يرسم ليعبر عما يجول في خاطره. ويذهب إلى أبعد من ذلك قائلا إن طفولته شهدت الكثير من ويلات الحرب التي يستحضرها بين الحين والآخر ويترجمها في رسوماته، لافتا إلى أنه وجد عدد من الشباب سبقوه في التعبير عن الرسم. وامتلأت جدران المدرسة برسومات مختلفة بعضها يعبر عن حالة من الرفض وأخرى لتوثيق وجوه معروفة منها شخصيات اجتماعية. إلى ذلك، يصف الزاكي الفكي زهو باحث اجتماعي ويهتم بالرسم التشكيلي الوضع بأنه حالة من التعبير لبعض الشباب الذي يبحثون عن منابر للإطلال من خلالها على المجتمع. ويرى أن الرسومات أما أن تحمل طموحات وآمال هؤلاء الشباب، أو أنها محاولة لإرسال إشارات للمجتمع. وأضاف الفكي أن الرسم يقود في كثير من الأحيان إلى التعبير الخفي عن النفس، وكاشفا عن دراسة أجريت في مدينة المجلد بغرب السودان حول رسومات الأطفال المتأثرين بالنزاعات المسلحة في جنوب السودان عندما منحتهم إحدى المنظمات العاملة في مجال الفنون أوراقا وأقلاما ملونة من أجل الرسم فجاءت النتيجة غارقة في أجواء الحرب إذ أن كل الأطفال كانوا يرسمون دبابات وأسلحة مختلفة الأشكال وطائرات مقاتلة وهو يعتبر انعكاسا حقيقيا للبيئة التي عاشوا فيها لسنوات. في المقابل، يذكر جون ويلي من أبناء منطقة بور في جنوب السودان أنه يهوى النحت مثل الكثير من أبناء منطقته الذين يجيدون نحت العاج وأشجار الأبنوس ولكنه بات مؤخرا يهتم بالرسم بعدما اكتشف قدرات جيدة في التعبير ورغم أن رسومه لا تباع باعتبارها لوحات على جدران ثابتة. أما صلاح إبراهيم، فنان تشكيلي، فيرى أن الرسوم تعميق للثقافة الأفريقية التي تعيش جنبا إلى جنب مع الثقافة العربية التي تشكل وجدان السودان وأن هذه الرسومات تمثل خط دفاع عن وحدة السودان ومناهضة الانفصال.
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©