131 حادث غرق للأطفال في أبوظبي منها 29 وفاة خلال 6 سنوات

تواصل الحملة التي أطلقتها القيادة العامة لشرطة أبوظبي لحماية الأطفال من الغرق والسقوط والاختناق فعالياتها تحت شعار ''حياتهم غالية''، وأكد الدكتور أحمد مبارك المزروعي رئيس هيئة الصحة في أبوظبي أن إطلاق حملة سلامة الطفل يمثل التزاماً حقيقياً من جميع الجهات المسؤولة عن حماية هذه الفئة العمرية، بتوفير المناخ والبيئة الآمنة ورفع وعي الآباء برعاية أبنائهم لحمايتهم من الحوادث · وأشار أن جميع أنوع الإصابات التي يتعرض لها الأطفال من الممكن تفاديها إذا ما حرص الأهل على رعاية أبنائهم ولم يتركوهم عرضة للحوادث خاصة في موسم الإجازات وعطلة الصيف ، مشيداً بالحملة التي أطلقتها القيادة العامة لشرطة أبوظبي لحماية الأطفال· وتشير إحصائيات الشرطة إلى أن حالات غرق الأطفال دون سن الخامسة بلغت منذ العام 2001 وحتى 2007 في أبوظبي 131 حالة منها 29 حالة وفاة ، بحسب العقيد عثمان يوسف التمامي مدير إدارة الطوارئ والسلامة بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي · وأكد الدكتور المزروعي أن هذه المبادرة تحمل مضامين إنسانية تؤكد على تفاعل الشرطة مع المجتمع واهتمامها بالتوعية كأحد الأسس الهامة لبناء مجتمع آمن وسليم، لافتاً إلى التعاون المستمر بين القيادة العامة للشرطة بمختلف إداراتها وهيئة الصحة بأبوظبي في مجالات كثيرة · محو أمية السباحة وأكد محمد سالم الظاهري مدير منطقة أبوظبي التعليمية أن برنامج المنطقة ومجلس أبوظبي للتعليم يستهدفان محو أمية السباحة في أبوظبي من خلال 12 مسبحاً منها 10 للطلاب و2 للطالبات تتوفر فيها أفضل المعاييرالمطلوبة لمثل تلك المسابح المتخصصة في تعليم السباحة وتوفير المدربين والمشرفين من المنقذين والطاقم التمريضي · الاختبارات الطبية وأشار بأن منطقة أبوظبي التعليمية ومجلس أبوظبي للتعليم يحرصان كل الحرص على إجراء الاختبارات الطبية لأبنائنا ونحرص على لياقتهم ونتأكد من خلوهم من الأمراض · أشار العقيد عثمان يوسف التمامي مدير إدارة الطوارئ والسلامة بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي إلى إن الغرق يعد إحدى أسباب الوفاة التي يعاني منها العالم ويعتبر القاتل الأساسي للأطفال وخاصة دون سن الخامسة كما يعتبر السبب الرئيسي لتلك الحوادث هو الإهمال من قبل الكبار وأولياء الأمور· وتشير الإحصائيات الرسمية بأن الوفيات الناجمة عن الإصابات للأطفال حتى سن 14 عاماً خلال الفترة من 2000 وحتى 2005 بلغت ما نسبته 7% من إجمالي الحوادث والإصابات على مستوى الدولة· أسباب الغرق وحدد مدير إدارة الطوارئ والسلامة أهم الأسباب التي تؤدي إلى الغرق منها : عمق الماء الغير متوقع والجهل بالسباحة، والتعرض للانزلاق من الأرضية المحيطة بحوض السباحة ، وكذلك الخوف والتقلص العضلي إلى جانب التوتر العصبي أثناء السباحة ، كما تأتي المباغتة بالمزاح برمي الأطفال إلى حوض السباحة أيضاً من أهم هذه الأسباب· ونوه العقيد عثمان التمامي إلى ضرورة عدم السماح للأطفال بالدخول الى حوض السباحة بمفردهم ولو لمدة قصيرة إلا في حالة وجود شخص مرافق يعرف مهارات السباحة، وعدم السماح لهم بالجري حول حوض السباحة· وطالب بتعليم الأطفال السباحة وتعليمات السلامة من مخاطر الغرق ، وضرورة القيام بعملية تسخين الجسم قبل مزاولة السباحة، ووضع سياج حول حوض السباحة يمنع دخول الأطفال وعمل أرضية مانعة للانزلاق حول الحوض وأن لا ننسى دوماً لبس معدات السباحة· اللعب غريزة وقالت الدكتورة جميلة سليمان مديرة إدارة التنمية الصحية في مؤسسة التنمية الأسرية بأبوظبي إن الأطفال يشكلون ما نسبته 26% من سكان الدولة بحسب الإحصائيات الرسمية وإن نسبة وفيات هذا الفئة تمثل 13% من عدد الوفيات · وأضافت أن الطفل يحتاج للعب ليس لأنه لا يستطيع فعل شيء آخر، أو لأنه يريد إزعاجنا بل اللعب حاجة غريزية ، فالكبار يعتبرون أن اللعب سلوك غير جدي ومضيعة للوقت ،وهذا لا أساس له من الصحة فاللعب بالنسبة للطفل حاجة من حاجاته الذهنية والبيولوجية التي من خلالها ينمو ويتعلم ويكتسب كثيرا من الخبرات والمهارات · إسعاف إنقاذ الحياة واتفق مع هذا الرأي الدكتور حسن فتحي نجيب أستاذ طب الأطفال المدير الطبي بمستشفى النور الخاص الذي دعا إلى ضرورة تلقي كل فرد في كل أسرة لدورة ''الإسعاف الأساسي لإنقاذ الحياة '' وإن ننتبه جيداً إذا وجدنا طفلا رأسه في الماء فلنعلم بأنه في طريقه للغرق ، لأن هذا الوضع ينقص الأوكسجين لدى الطفل وعلينا مساعدته فورا بانتشاله من الماء ، وإجراء الإسعافات اللازمة لطرد الماء فوراً، ومساعدته على الإنعاش التنفسي من الفم وتدليك القلب دون توقف إلى أن يصل الإسعاف والطاقم الطبي المتخصص · وأوضح الملازم أول ماجد إبراهيم آل علي مدير فرع البحث والإنقاذ بالشرطة البحرية التابعة لإدارة الطوارئ والسلامة إن البلاغات تكثر خلال العطلات والإجازات الصيفية، إلا أننا مجهزين بشكل كامل و لدينا 55 فرداً من رجال ''الضفادع البشرية ''العاملين بكفاءة ومهارة عالية في حالات الإنقاذ والتي نستعين في بعض حالاتها بالإسعاف الجوي· وقال الملازم أول محمد مبارك المصيعبي من قسم الشرطة البحرية إن إحصائيات القسم توضح أن الحوادث البحرية التي وقعت خلال الفترة من بداية يناير وحتى نهاية إبريل الماضي بلغت 137 حادثاً نتج عنها وفاة سبعة أشخاص مابين حادث غرق زورق وغرق في البحر، وإن درجة الإصابات الناجمة عن تلك الحوادث قد بلغت 5 حالات متوسطة و125 حالة بسيطة · مواصفات الأحواض وأكد خلفان النعيمي مدير إدارة تراخيص البناء بدائرة الشؤون البلدية في بلدية أبوظبي أن الاشتراطات الخاصة ببناء أحواض السباحة والمعمول بها في أبوظبي تتماشى مع أفضل المقاييس والمعايير الدولية · وقال حتى لا تصبح السباحة خطرا داهماً على أطفالنا فإننا نحرص على تطبيق كود هندسي عالمي لتصميم أحواض السباحة يتصل بالمقاسات والعمق ونمنح التراخيص للفنادق والمدارس والفلل وغيرها · وأشار الواعظ علي الفروجي من فرع التوجيه الثقافي والمعنوي بإدارة الإعلام والعلاقات العامة بشرطة أبوظبي إلى الواجب الملقى على أولياء الأمور والمجتمع تجاه الأطفال ووقايتهم من المخاطر وذلك في إطار النشاط الديني والتوعوي الذي يعزز الناحية التثقيفية للحملة والتي تضمنتها محاضرته في إدارة ق 7 بشرطة أبوظبي وكان عنوانها : ( مسؤولية الآباء تجاه الأبناء واجب ديني ) ، أكد فيها أن الأطفال هم الثروة الحقيقية التي تزخر بها الأمة، مشدداً على عدم تعريضهم للمخاطر الجسيمة والتهاون في شأنهم وإهمالهم والتفريط في سلامتهم لأنهم نعمة وأمانة يجب المحافظة عليها ورعايتها·