أمطار على مناطق بالدولة وجريان أودية

هطلت بعد ظهر أمس أمطار «الروايح» الصيفية على المناطق الجبلية والداخلية في الدولة، تراوحت بين الغزيرة والمتوسطة، تخللتها رياح شديدة وبرق وعواصف رعدية أدت الى جريان بعض الاودية والشعاب، وتركزت الامطار الغزيرة على مناطق المدام ومليحة والبحايص ومزيرع التابعة لإمارة الشارقة، وعلى منطقتي شوكة ووادي أصفني التابعتين لرأس الخيمة. وكذلك على مناطق فلي والثميد وسيح غريف وحمدة والعويد والهير والغوانم والدفين والمعاشي وطوي فاطمة والخوالد والبداير. كما شهدت المناطق على طول طريق العين- دبي هطول أمطار تراوحت بين المتوسطة والغزيرة استمرت لفترات متقطعة خاصة على الشويب والفقع ومرغم. كما شهدت المنطقة أجواء من عدم الاستقرار وعواصف رملية شديدة أدت الى انخفاض مدى الرؤية الى 50 مترا. وقال عمر النعيمي مدير عام موقع «مركز العاصفة» للطقس على الانترنت ان الامطار التي اثرت على مناطق مختلفة من الدولة تهطل للمرة الثالثة هذا الصيف، وكانت اقوى وأعم من المرتين السابقتين، مشيرا الى أن شدة الامطار تركزت على منطقة المدام التابعة للشارقة. وأضاف النعيمي أن هواة مراقبة الطقس والمختصين في مركز العاصفة تابعوا منذ صباح امس القراءات العددية، وبالون الطقس، ونسب الرطوبة في طبقات 500-850 «مليبار»، وحركة الرياح، والتي كانت جميعها تعطي توقعات مبشرة بهطول الامطار، متوقعا استمرار الروايح غدا على مختلف المناطق الجبلية والداخلية من الدولة. وقد تقلصت حالة الرؤية لأقل من 200 متر حسب تصريح من مركز ارصاد مطار دبي الدولي. وعلق خبير الارصاد الجوية والباحث في علوم الفلك والارصاد الجوية ابراهيم الجروان « أن تقلبات المناخ الحالية تسمى في الامارات «الروايح»، وتتكرر في نفس الفترة من هذا الشهر، ولكن خلال هذه الفترة جاءت قبل الموعد المتوقع لها خلال هذه الأيام. وقال ان الملاحظ والمتابع لدرجات الحرارة يشهد ان حالة من ارتفاع درجات الحرارة خلال الشهر الماضي لمدة خمس مرات تجاوزت فيها الحرارة اكثر من 45 الى 47 درجة. ورغم ارتفاع درجات الحرارة الا ان كميات المطر الساقطة في المناطق التي تتعرض للروايح الى كميات كبيرة تفوق معدلاتها السابقة من هذا العام . تشكل السحب وكان المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل قد ذكر أمس ان سحبا ركامية بدأت في ساعات الظهيرة بالتشكل فوق المناطق الجبلية العمانية على جبل فياض والتي رصدت عن طريق شبكة الرادارات التابعة للمركز ثم امتدت ما بين خطم الشكلة وجنوب حتا الى منطقة محضة والاهرامية في عمان، وبمساعدة الجبال المتواجدة في تلك المناطق تطورت هذه السحب وأدت الى سقوط أمطار غزيرة صاحبها البرق والرعد، عملت على جريان الاودية ثم بدأت سحب ركامية أخرى بالتكون ما بين مسافي والذيد ثم تجمعت وتطورت وبدأت بالحركة جنوبا باتجاه شوكة والفلي مرورا بالشويب والهير ثم تحركت غربا على الروضة حتى العوير والهباب. وأوضح المركز في تقريره ان سحبا ركامية أخرى تكونت على شرق خطم الشكلة وجبل فياض ثم تحركت في اتجاه الغرب على منطقة جنوب العين ومنطقة قابل والوجن والعراد واستمرت هذه السحب حتى الساعات الأولى من مساء أمس صاحبها أيضا سقوط أمطار غزيرة وبرق ورعد. وأرجع المركز هذه الحالة الجوية التي أثرت على المناطق الشرقية من الدولة نتيجة لالتقاء الرياح الشرقية والجنوبية الشرقية الرطبة مع الرياح الشمالية والتي تزامنت مع وجود امتداد منخفض جوي سطحي ورياح شرقية في طبقات الجو العليا في ساعات ما بعد الظهر والعصر مما أدى الى حدوث حالة من عدم الاستقرار في الجو وتراكم السحب كما صاحب هذه الحالة نشاط في الرياح السطحية والتي تجاوزت سرعتها 32 عقدة كما حدث في منطقة الصاع بالعين أدت الى إثارة الأتربة والرمال وعملت على تدني الرؤية الأفقية لتصل الى ما دون 500 متر أحيانا على بعض المناطق كما حدث في دبي. وسجلت محطات الرصد الجوي التابعة للمركز كميات الأمطار التالية .. الفقع 2ر2 و العراد 6 ر0 و مزيد 4ر0 و القوع 2ر0 ملم. وكانت طائرات الاستمطار التابعة للمركز الوطني قد قامت بدراسة السحب سابقة الذكر وتلقيح المناسب منها بعدد 60 شعلة.