انطلاق مهرجان ليوا للرطب بمشاركة 3 آلاف متسابق

تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، انطلقت صباح أمس فعاليات مهرجان ليوا الخامس للرطب وسط حضور جماهيري كبير وإقبال متميز من مختلف القطاعات المهتمة بالرطب والنخيل، حيث شهد اليوم الأول من المهرجان برامج متميزة وفعاليات متنوعة لاقت إعجاب الزوار. وحرصت اللجنة العليا المنظمة للمهرجان برئاسة محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على التواصل مع المشاركين والجماهير الكبيرة التي حرصت على متابعة فعاليات اليوم الأول، والاستمتاع بالبرامج المقدمة والتي تم اختيارها بعناية لتواكب احتياجاتهم، والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم، بما يساهم في تطوير المهرجان وتقدمه في السنوات المقبلة. وأكد محمد خلف المزروعي أن الهيئة تنظم هذا الحدث العريق الصلة بالأصالة والتراث الإماراتيين، تنفيذاً لاستراتيجيتها في الحفاظِ على تراث إمارة أبوظبي مادياً ومعنوياً، وبخاصة النخيل والرطب لما يمثلانه من دعامةٍ أساسيةٍ من دعامات تراثنا المحلي العريق، بل لما يمثلانه من تجسيدٍ للذاكرة الإنسانية لمجتمع الإمارات، واستمراراً للمسيرة الكبرى التي بدأها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، مؤسس نهضة الدولة الزراعية، وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقواتِ المسلحة». كما وجه المزروعي بضرورة توفير كافة الخدمات اللازمة لإنجاح الفعاليات وتذليل أي عقبات يمكن أن تصادف المشاركين والجماهير، وذلك لضمان استمتاعهم بالفعاليات المقدمة خلال المهرجان، وتوفير كافة الخدمات التي تساهم في توفير كرنفالية تراثية سياحية يستمتع بها الجميع. وأشار إلى أن من أولى أهداف وغايات مهرجان ليوا الخامس للرطب، تشجيع المزارعين على تحقيق المزيد من عناصر الجودة في زراعة النخيل، من أجل الوصول إلى المزيد من فرص التميّز والمنافسة المحلية والعالمية». وكان اليوم الأول للمهرجان قد شهد استقبال مشاركات المتسابقين في فئة أبومعان وإجراء التحكيم عليها، تمهيدا لإعلان النتائج اليوم، بعد أن قررت اللجنة العليا المنظمة للمهرجان أن يكون إعلان النتائج اليوم وإجراء احتفال خاص لتكريم الفائزين كل يومين. ومن جانبه، أكد عبيد خلفان المزروعي مدير المهرجان أن زيادة عدد المشاركين في العام الحالي يعكس مدى النجاح الكبير، في اختيار الوقت والفئات والفعاليات المقدمة للمشاركين، وكذلك الشروط التي تم الإعلان عنها لكل فئة. وأشار المزروعي إلى أن عدد المشاركين هذا العام يتوقع أن يتجاوز أكثر من 3 آلاف مشارك، يتنافسون فيما بينهم لحصد جوائز المسابقة التي تبلغ قيمتها أكثر من 3 ملايين ونصف المليون من الدراهم، مؤكدا أن المهرجان هذا العام حرص على تعديل شروط المشاركة ومعايير التحكيم، بما يساهم في ضمان نظافة المزرعة وجمالها، بجانب جودة المنتج وليس الاعتماد على المنتج فقط كما كان يحدث في الأعوام السابقة، وذلك للتأكيد على ضرورة الاهتمام بنظافة المزرعة لضمان الفوز في المنافسة. نجاح التحضيرات وقال عبيد المزروعي «إن نجاح التحضيرات لانطلاق فعاليات المهرجان، هو نتيجة المتابعة المستمرة من قبل القائمين على هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، والدعم الكبير الذي يقدمه كل من الرعاة والداعمين، والعمل الدؤوب من قبل إدارة المهرجان، معتبراً أن فعاليات المهرجان لهذا العام هي الأرقى والأفضل والأكثر تحديثاً، وأضاف «تتميز دورة هذا العام من مهرجان ليوا للرطب بإطلاق الشعار الجديد للمهرجان، والموقع الإلكتروني بما يقدمه من خدمة إعلامية ورقمية مميزة، تكاد تكون الأولى من نوعها، كما تتميز بالمعرض الخاص بالعارضين المشاركين، وخيمة الأطفال، ومسابقة مذاق التراث التي يتنافس فيها أشهر طباخي فنادق الدولة لإعداد أطباق التمور والرطب، إلى جانب المسابقة الرئيسية للمهرجان، مسابقة الرطب في مختلف فروعه». وأشار إلى أن موقع المهرجان تم تنظيمه على مساحة تجاوزت أكثر من 43 ألف متر مربع، وتم تقسيمها إلى أربع قاعات رئيسية مكيفة ومجهزة لما تقوم بتقديمه من خدمات متميزة، حيث تم تخصيص خيمة رئيسية للعارضين والمشاركين من مختلف الجهات والقطاعات المختصة بزراعة النخيل، والتي تجاوز عددهم أكثر من 11 دائرة حكومية معنية بزراعة النخيل ومهتمة بالرطب، وعدد من المعاهد التعليمية الاختصاصية والشركات المعنية بالأمر، والتي تقدم معرضاً يضم كل ما هو جديد في عالم زراعة الرطب والاهتمام بالنخيل، ويصل عددها إلى60 شركة، بالإضافة إلى أكثر من 340 أسرة منتجة تم استيعابها في السوق الشعبي الذي تجاوز عدده أكثر من 160 محلا تقدم مختلف المنتجات المرتبطة بالرطب والنخيل. وقال المزروعي «إننا نفتخر بالتقدير الكبير والاستحقاق النبيل الذي ارتبطت به فعاليات المهرجان لهذا العام، احتفاءً بمئوية المغفور له بإذن الله زايد الأول، ومشاركةً في جهود وضع منطقة هلال ليوا على خريطة السياحة الطبيعية وضمن عجائب الدنيا الطبيعية السبع»، واعداً بفعاليات متميزة ضمن المهرجان، منها العرض التراثي، والأمسيات الشعرية، والألعاب الشعبية، والمسابقات التراثية والعلمية والتوعوية عن النخيل والزراعة وخيمة الأطفال والألعاب الإلكترونية ومسرح الأطفال». عبيد المزروعي: المشاركة الكبيرة تعكس اختيار التوقيت المناسب أكد عبيد خلفان المزروعي مدير المهرجان أن المشاركة الكبيرة التي حظي بها المهرجان الحالي يعكس مدى النجاح في اختيار التوقيت المناسب لإقامة المهرجان، والذي جاء بناء على دراسات واسعة من قبل المختصين. وأوضح المزروعي أن المشكلة تكمن في عدم توحيد وقت الإنتاج، خاصة أن هناك توقيتاً مبكراً وآخر متأخراً، بينما التوقيت الحالي نجح في تقريب هذه الاختلافات في وقت مناسب لجميع المزارعين، وهو ما عكسته المشاركات المقدمة والتي تعتبر الأفضل في السنوات الماضية. سوق جديد لبيع منتجات المواطنين من الرطب قامت اللجنة العليا المنظمة لمهرجان ليوا الخامس للرطب بتنظيم سوق جديد للرطب، يتم من خلاله بيع منتجات المزارعين مباشرة إلى الجمهور الراغب في شراء احتياجاته من مختلف أنواع الرطب ، وذلك في سابقة جديدة لم تكن متوفرة من قبل وتصب في مصلحة المزارعين وتساهم في دعمهم وتشجيعا لهم على الارتقاء بمنتجاتهم . وأكد عبيد خلفان المزروعي مدير مشروع مهرجان ليوا الخامس للرطب، أن الفكرة الجديدة والتي تم تطبيقها هذا العام، بتوفير سوق خاص لبيع منتجات المزارعين من الرطب مباشرة إلى الجماهير دون وجود أي وسيط آخر وإتاحة الفرصة أمامه لزيادة دخله والبيع بأسعار مجزية. واشار إلى أن السوق الجديد سيصب في مصلحة المزارع بشكل كبير، حيث سيساهم ذلك في توفير مورد دخل متميز له بعد بيع منتجاته بسعر مجزٍ، وهو ما سيعمل على تشجيع ذلك المزارع للارتقاء بمنتجات مزرعته. للمرة الأولى منذ انطلاق المهرجان لجنة التحكيم تفرز الأعمال المشاركة علنياً في خطوة لم تكن موجودة من قبل، قررت اللجنة العليا للمهرجان أن تقوم لجنة التحكيم باختيار الأعمال الفائزة من المشاركات المقدمة أمام الجمهور مباشرة، وذلك على خلاف النظام السابق الذي كان يقضي بضرورة قيام لجنة التحكيم بإجراء الفحص والفرز واختيار الأعمال المشاركة في سرية تامة وبعيدا عن المشاركين والجمهور، ويتيح النظام الجديد للجمهور متابعة عمليات الفحص وآلية الاختيار التي تم عليها اختيار الأعمال الفائزة من المشاركات المتنوعة المقدمة من المتسابقين. وتقضي الآلية المتبعة لاختيار الفائزين أن يقدم المشارك منتجاته، حيث تشترط اللجنة أن يكون الرطب من الإنتاج المحلي لدولة الإمارات العربية المتحدة، كما لا تقبل التمور في المسابقة، وأن يكون الإنتاج من المزرعة التي تعود ملكيتها للمشارك، مع ضرورة إحضار الأوراق الخاصة بملكية الأرض الزراعية عند التسجيل، ويحق للفرد المشاركة في فئة واحدة فقط من فئات المسابقة عدا فئة النخبة، فهي متاحة للجميع، بالإضافة إلى أن المشاركة في فئة النخبة تشترط أن لا تقل الأصناف المراد المشاركة بها عن 10 أصناف وأن لا تزيد عن 15صنفاً. حيث يستمر تسليم الأعمال المشاركة منذ ساعات الصباح وحتى الثالثة مساء، على أن تقوم بعدها لجنة التحكيم بفرز الأعمال المقدمة واختيار أفضلها، على أن تقوم اللجنة في اليوم التالي بزيارة المزارع الخاصة، بفضل المنتجات التي تم تسليمها تمهيدا لإعلان الفائزين الأوائل. وكانت اللجنة قد حددت 6 فئات للمشاركين، منهم 4 أنواع هي أبومعان والخلاص والدباس والفرض بجانب فئة النخبة ومسابقة أجمل عرض تراثي.