«الصحة العالمية» تبحث وضع دليل إرشادي واستراتيجية للتغذية العلاجية

بحثت منظمة الصحة العالمية خلال اجتماع عقدته في الشارقة، وضع دليل إرشادي واستراتيجية محددة للتغذية العلاجية توضح من خلالها الأساليب الصحية السليمة للتغذية للأفراد من مرحلة الجنين إلى الأعمار المتقدمة في السن، تمهيداً لإقرارها لاحقاً في الـ 22 دولة التابعين للمكتب الإقليمي للمنظمة لدول شرق المتوسط. وأكد معالي الدكتور حنيف حسن وزير الصحة، أن الاجتماع، الذي يشارك فيه 26 خبيراً في التغذية، منهم 6 من الإمارات وعقد صباح أمس، يهدف إلى تطوير استراتيجيات شاملة للارتقاء بالتغذية العلاجية في جميع المستشفيات الحكومية والخاصة بالدولة وفي دول الإقليم. وأضاف أن اللقاء يهدف أيضاً إلى التوصل لصيغة مناسبة للقوانين والتشريعات والنظم التي من شأنها تنظيم استراتيجية التغذية على أن ترفع لجميع الحكومات، متمثلة في وزارات الصحة، في دول الإقليم تمهيداً لمناقشتها ومن ثم إقرارها وذلك لضمان توفير الرعاية الصحية الغذائية السليمة، لما له من أهمية قصوا في أساليب الوقاية والمعالجة الحديثة. من جانبه، قال الدكتور محمود فكري المدير التنفيذي لشؤون السياسات الصحية في وزارة الصحة، “للتغذية دور كبير في موضوع الأمراض المنتشرة حالياً، وأن الأنماط المرضية تغيرت بسبب تغير أنماط الحياة، وعلى الجهات المعنية أن تنتبه لطريقة التغذية السليمة للأبناء بدءاً من اليوم الأول لحياة الفرد مروراً بكافة مراحل حياته”. وذكر أنه بإصدار تشريعات وقوانين تختص بالتغذية العلاجية في الدول بشكل عام أمر يساعد على التقليل من انتشار الأمراض الناجمة عن سوء التغذية ومن ثم يتم تطبيقها في جميع مستشفيات الدولة، والوصول بتلك اللوائح إلى كافة فئات وشرائح المجتمع خارج المنشآت الصحية والطبية، في المدرسة والبيت ومختلف مؤسسات المجتمع المحلي. وبين فكري أن هناك 24% من مواطني الدولة مصابون بالسكري، وهو أمر مرتبط بأنماط الغذاء الخاطئة التي تحتاج لكثير من التنظيم، كما وأن أنماط الغذاء الخاطئة تكون مسؤولة أيضاً عن الكثير من الأمراض المرتبطة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم، حتى أن بعض الأمراض السرطانية لها علاقة بنمط ونوعية الأغذية التي يتناولها الفرد. وأكد الدكتور أيوب الجوالدة المستشار الإقليمي للتغذية لمنظمة الصحة العالمية، أن الاجتماع يهدف إلى إصدار دليل إرشادي للدول بخصوص التغذية العلاجية خلال الفترة القريبة المقبلة، بحيث يكون مرجعاً فنياً للدول من أجل تبنيها، ووضع معايير للممارسة التغذية العلاجية في المنطقة، باعتبارها مكملة للتغذية الدوائية. وبيّن أن الاجتماع يعتبر الأول وسيعقبه عدة اجتماعات أخرى الفترة المقبلة، وأنه بمجرد الانتهاء من الصيغة النهائية للدليل الغذائي سيتم تعميمه على بلدان الإقليم والبالغ عددها 22 دولة. وذكر أن من أبرز التحديات التي تواجه التغذية العلاجية، عدم وجود قوانين وإرشادات إقليمية تنظم مهنة التغذية العلاجية، وهناك أيضاً اختلاف في مستوى تطبيق بعض الإرشادات، وبالتالي جاء الاجتماع لينظم الإرشادات، فالمريض والإنسان عموماً يحتاج إلى رعاية وعلاج وتوعية في ما يتعلق بالتغذية. ولفت إلى أن الاجتماع ركز على أهمية توافر دليل إرشادي لممارسة التغذية داخل المستشفيات، ووضع إرشادات لممارسة التغذية العلاجية في العيادات والمراكز الصحية، وتنظيم ترخيص أخصائي العلاج والتركيز على الدعم الحكومي والسياسي في مجال التغذية العلاجية. من جهتها ذكرت الدكتورة هيفاء ماضي، مديرة مكتب الرعاية الصحية في منظمة الصحة العالمية، أن الاجتماع، سيستمر يومين وأن المشاركين فيه بصدد وضع معايير لتنظيم مهنة أخصائي التغذية، على المستوى الإقليمي، آخذين بعين الاعتبار المعايير والتجارب الناجحة في بعض الدول وخصوصية هذا الإقليم، بالإضافة إلى خصوصية وظروف كل دولة في الإقليم. حضر الاجتماع الشيخ محمد بن صقر القاسمي مدير منطقة الشارقة الطبية والدكتور سالم الدرمكي مدير عام وزارة الصحة بالإنابة والدكتور أمين الأميري المدير التنفيذي للممارسات الطبية والتراخيص بالوزارة وعدد من قيادات الوزارة ومديري المناطق الطبية والأطباء.