خديجة الكثيري (أبوظبي)
يعد الاهتمام بالرياضة أحد مظاهر حضارة الأمم، ودليلاً على رقيها وتقدمها، وإذا كان اهتمام الفرد بممارسة الرياضة يعود عليه بالنفع من الناحية الصحية، فإن توسيع قاعدة الرياضة في المجتمع لا يرتقي بالصحة العامة فحسب، بل يهيئ مناخاً عاماً يسمح بإطلاق طاقات الإبداع في كل مجال، فضلاً عن بناء أساس قوي يفتح المجال لمساهمات رياضية أقوى تأثيراً على الساحة الدولية.
ومشاركة نصف المجتمع الفعالة في المجال الرياضي خطوة لا بد منها لتحقيق هدف الارتقاء بالرياضة في الدولة عموماً، ولتأكيد المكانة المشرفة التي بلغتها المرأة الإماراتية في شتى المجالات .
خطوات ملموسة
وحرصت الدولة على ترسيخ ثقافة الرياضة النسائية ونشْرها والعمل على تطويرها والارتقاء بها بتخصيص لجنة خاصة تعني بالرياضة، وهي «لجنة الإمارات للرياضة النسائية»، ومن ثم تأسيس أكاديمية رياضية نسائية متخصصة تهدف إلى إنشاء فرق رياضية نسائية في جميع مجالات الرياضة وتأهيلها لتكون قادرة على المنافسة وتحقيق الإنجازات في مختلف البطولات المحلية والإقليمية والدولية.
وحققت المرأة الإماراتية، خلال السنوات الأخيرة، إنجازات كبيرة في البطولات التي شاركت فيها داخل الدولة وخارجها، وحصدت المئات من الميداليات والأوسمة المتنوعة، الذهبية والفضية والبرونزية، في بطولات عدة، وبفضل الدعم المتواصل حلقت الرياضة النسائية من المحلية إلى العالمية.
تسخير الإمكانات
وبرعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى الأمومة والطفولة، عمل الاتحاد النسائي العام من خلال تسخير الإمكانات كافة والبرامج الرياضية على تشجيع النساء على ممارسة الأنشطة الرياضية حتى يصلن إلى أعلى درجات التميز، وأسفرت هذه الجهود عن ظهور كوادر نسائية فاعلة في شتى الألعاب الرياضية، أصبحت تنافس بقوة في مختلف المحافل.
جائزة رياضية
وجاءت فكرة تأسيس جائزة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للمرأة الرياضية،لتفتح أمام المرأة أبواب التميز والإبداع في المجال الرياضي، إذ تعتبر الجائزة رسالة دعم ومساندة وتشجيع للنساء الرياضيات، حيث تعزز أجواء التنافس الشريف بينهن، وترتقي بأدائهن على المستويات الفردية والجماعية .
أكاديمية المواهب
ويضاف إلى سجل الإنجازات الرياضية للمرأة في الإمارات قرار تأسيس أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية في أكتوبر 2010، وذلك بهدف الكشف عن المواهب الرياضية في سن مبكرة، وقيادتها إلى منصات التتويج.
توعية المجتمع
تقول نورة الأنصاري رئيسة قسم الرياضة النسائية في مجلس أبوظبي الرياضي، إن المجلس من خلال مبادراته المختلفة يحرص دائماً على تأهيل الكوادر النسائية على الصعيدين الفني والإداري وعلى صعيد اللعبات الرياضية النسائية المختلفة التي يتبناها، وهي «كرة القدم، وكرة الطائرة، وكرة السلة، وكرة اليد، والمبارزة، والتايكواندو، والجودو، والشطرنج»، وعملت مختلف أندية أبوظبي على تشكيل فرقها النسائية في هذه اللعبات، وهو ما يتفق مع رؤية مجلس أبوظبي الرياضي الهادفة إلى أن يكون لكل نادٍ تابع للمجلس، فريق نسائي متميز، يعمل على تبنيه وتشجيعه ليمثل اسم النادي في المحافل الرياضية النسائية.
وأشارت إلى ضرورة تشجيع أولياء الأمور، بناتهم في المدارس على ممارسة الرياضة، وترسيخ مفهوم أهميتها الصحية العامة، وأهمية أن تكون أي فتاة نموذجاً إماراتياً يسهم في إعلاء اسم الرياضة النسائية الإماراتية في المحافل المختلفة، لافتة إلى أن مجلس أبوظبي الرياضي يحرص في فعالياته المختلفة، على توعية أولياء الأمور في هذا الشأن.
عدد اليوم
