الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أساليب بسيطة تجنب التوقعات «الزائفة» من مواقع التواصل الاجتماعي

أساليب بسيطة تجنب التوقعات «الزائفة» من مواقع التواصل الاجتماعي
16 مارس 2014 23:29
أبوظبي (الاتحاد) - أمراض الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصابت ولا تزال الكثيرين من شرائح المستخدمين، وتحول النشاط على هذه المواقع إلى محور رئيس لتسويق المؤسسات والشركات وحتى المنظمات غير الربحية، دفع الكثيرين من اختصاصيي الإعلام الجديد إلى محاولة معرفة الوقت الأدنى الكافي لتمضيته على هذه المواقع من أجل ضمان حضور فاعل ولافت بوتيرة تساعد على تحقيق الأهداف التجارية أو الترويجية. نجاح وفعالية انطلاقا من ذلك برزت الكثير من النصائح والاجتهادات، التي تتحدث عن كيفية النجاح على مواقع التواصل مقابل تكريس بضعة دقائق يومية فقط، مثل تخصيص نحو عشر دقائق يوميا ومن خلال عدد من الطرق والأساليب التي يرفضها آخرون ويصفونها بالزائفة أو الخادعة، ومن هؤلاء كورتني هونت، الحائزة على دكتوراه والمتخصصة في الاستراتيجيات والريادة الرقمية، ومساعدة الأفراد والمؤسسات على التعامل مع التحديات الرئيسة والفرص المبتكرة والطرق الفعالة في التعامل مع الأدوات الرقمية. وفي مقال نشرته في “سوشيال ميديا توداي” تدعو هونت المستخدمين إلى عدم الأخذ بمثل هذه النصائح، وتعرض في سياق ذلك مقاربات وأساليب أكثر عملية تضمن مشاركة فعالة وناجحة و”دليل انطلاق سليم وأكثر واقعية”. وترفض هونت هذه النصائح التي تُقدم بأسلوب دعائي وإعلاني وتزعم التحكم بالتواصل الاجتماعي بطرق سريعة وبسيطة، من دون إرهاق وضغط، “فقط مقابل بضعة قروش أو بنسات يومياً، وتعتبر أن استمرار رواج هذه الكتابات، وآخرها مقالة نشرها موقع “ماشابل” الشهير تتحدث عن 10 دقائق يومياً لتأمين الحضور الفعال على “تويتر”، يعود إلى تعطش الأفراد والمؤسسات وعجلتهم لتحقيق خطوات متقدمة على مواقع التواصل. وتتهم هونت كتّاب هذه النصائح بأنهم يقللون من الأهمية الاستراتيجية للمشاركة الاجتماعية، التي يتطلب نجاحها موارد واستثماراً مركزّا ومنظماً للوقت، فتؤكد أن “المشاركة الفعالة على هذه المواقع الهادفة لإنجاز أهداف وغايات مهمة، تتطلب الاستعداد بما يترتب عليها من واجبات والتزام ووقت أما التجربة فهي مضيعة للوقت، إن كانت هي كل ما يمكن القيام به”. وتؤكد هونت أن أصحاب معظم الحسابات الناشئة على هذه الوسائل يلزمهم الكثير من الوقت قبل التكيف مع استخدام التكنولوجيا الرقمية، وينقصهم العديد من المهارات الأساسية التي توفر الوقت وتواكب المصطلحات الجديدة، مثل اتجاهات المستخدمين، من الوسم (الهاشتاج)، وجرعة المشاركة المناسبة لكل موقع اجتماعي. وترى هونت أن أصحاب النصائح يسيئون تقدير الوقت اللازم والكلفة “فحتى بالنسبة للمستخدمين المتطورين رقمياً، يستغرق الحضور الاجتماعي الفعال على أي منصة تواصل بعض الوقت وإن كان إنشاء حساب يتم بغضون دقائق فقط. فأولاً يجب اتخاذ قرار أي المنصات يجب التواجد عليها بداية، ثم تعلم كيفية عمل هذه المنصة وأفضل الممارسات المناسبة لها ومستلزمات النجاح عليها، ويجب الانتباه إلى أن فرصة التسامح مع أخطاء الحسابات الجديدة (مثل المبالغة في طلبات الصداقة والمتابعة) قليلة جدا، والخطوات الناقصة قد تحمل مخاطر عديدة على العلامة التي يتم تسويقها، لذا يفضل حسن الاستماع لأصحاب التجربة ولو استغرق ذلك أسابيع وشهوراً، مع العلم أن ما يستغرق وقتا وصبرا أطول فهو إنشاء شبكات علاقات داخل المنصة (مجموعات خاصة). استبعاد النجاح كان أحدهم كتب مرة عن نصائح للتسويق على وسائل التواصل “في 15 دقيقة يوميا” فقط، مقترحا بين أشياء أخرى إمكانية العثور خلال دقيقتين فقط على خمس صور مناسبة للتشارك على موقع “بينتيرست”، وإمكانية العثور في ثلاث دقائق على عدة تدوينات مناسبة وقراءتها والتعليق عليها دفعة واحدة (قص ولصق). إلا أن هونت تستبعد احتمال نجاح ذلك، وتؤكد أن “المشاركة الاجتماعية على طريقة النشر المتشعب على العديد من المنصات وفي الوقت نفسه قد تكون طاردة”، وتنصح بدلا من ذلك باستغلال الـ15 دقيقة عبر محتوى مختار بدقة أو تعليقات مدروسة على تغريدات منتقاة، كما تنصح بالاستعانة بتطبيق “هوتسويت”، الذي يفيد في جدولة النشر في جميع المنصات، بما فيها التغريد من دون الاضطرار للبقاء مقيدين بهذه المواقع. وكلما نمت المشاركة يزداد الوقت اللازم للالتزام، الذي يجب أن يدار بكفاءة وفعالية، أي يحتاج للكثير من الوقت. وتعتقد هونت أن من يدعو لإدارة الحضور على مواقع التواصل الاجتماعي بغضون عشر دقائق يوميا هم الذين يفضلون الكمية على النوعية، وتستدل على ذلك بالشكاوى الكثيرة من ظاهرة إعادة التغريد (ريتويت) على تويتر أحيانا من دون تمييز ولدرجة تجعل الجميع يشكو من “الإزعاج لحد الفظاعة”. وترفض هونت كذلك نصائح الذين يتحدثون عن “5 طرق لمضاعفة عدد المتابعين في تويتر خلال عشر دقائق يوميا”. وتعتبر ذلك مثيرا للسخرية، وتوضح “هذا لا يعني أن المشاركة لم تكن قيمة أو جديرة بالاهتمام، ولكن يجب أن نكون واقعيين بشأن لماذا نشارك والنتائج التي نتوقعها من ذلك”. والسبب الآخر الذي يدفع هونت لعدم الأخذ بالتواجد فقط لدقائق هو التأثير السلبي لفشل توقعات الناصحين الزائفة، حيث إن “الناس عموما يميلون إلى البحث عن حلول سريعة، ولكن تغذية آمالهم الساذجة تسبب لهم أذى وتقوض أهمية المشاركة الرقمية”. قد يكون الوجود الكثيف للمنصات الاجتماعية وتكاليفها المنخفضة وسهولة الوصول إليها جعل الناس يقللون من شأنها ويعتقدون بسهولة إتقانها والاستفادة منها، لكنهم يصابون بنوع من الإحباط عندما تفشل توقعاتهم أو يلومون التكنولوجيا لعدم تحقيق ما انتظروه، وفي كلتا الحالتين ليس الأمر لصالحهم لأنهم يحرمون أنفسهم–والمجتمع- من أهم ميزة من مزايا العصر الرقمي الحالي، أي التشاركية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©