الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إدمان السهر يربك حياة الموريتانيين

إدمان السهر يربك حياة الموريتانيين
16 مارس 2014 23:28
سكينة أصنيب (نواكشوط) - يواجه الموريتانيون صعوبة في الاستيقاظ مبكراً بسبب إدمانهم على السهر حتى وقت متأخر، وقد ساعد جو الصحراء الحار، وطول فترة النهار، مقارنة مع الليل على إدمان السهر بالليل والنوم بالنهار، وترسيخ هذه العادة حتى أصبحت أسلوب حياة، كما أن العادات الاجتماعية والغذائية في المجتمع الموريتاني تساعد على السهر والاستيقاظ المتأخر، حيث إن أكثر الأطباق الغذائية التي يتم تقديمها في وجبة العشاء دسمة وثقيلة، مثل الأرز والكسكس، ما يجبر الشخص على أخذ قسط من الراحة قبل النوم، والذهاب للتجول والتزاور، والإدمان على جلسات الشاي التي تطرد النوم من العيون. لا مبالاة رغم إدراكهم لتأثير الاستيقاظ المتأخر على الدراسة، والعمل واقتناعهم بالتحذيرات الطبية من الاعتياد على السهر ليلاً والنوم نهاراً، فإن إدمان الموريتانيين على السهر لم يتوقف ويتساوى في ذلك الكبار والصغار، الرجال والنساء. وتسبب تعوّد الموريتانيين على السهر دون اكتراث لعواقبه في معاناة أعداد كبيرة منهم من مشاكل الأرق، كصعوبة الدخول في النوم أو الاستمرار فيه، وهم يحاولون تعويض نقص النوم بالبقاء صباحاً تحت الغطاء لفترة أطول إذا ما سمحت ظروفهم وارتباطاتهم العملية والعائلية. ويعاني مدمنو الاستيقاظ المتأخر بشدة في أشغالهم بسبب ذهابهم إلى العمل متأخرين، كمريم بنت أحمدو، التي تعتبر نفسها من هواة الاستيقاظ المتأخر من النوم. وهي ترفض التخلي عن هذه العادة رغم تأثيرها السلبي على حياتها. وتقول: «في الصباح أوقف المنبه المزعج عدة مرات، والتحق بعملي متأخرة، لكني أعوض هذا التأخير بساعات عمل إضافية في المساء. لا أستطيع الاستيقاظ باكراً والبقاء يقظة طوال النهار»، مشيرة إلى أنها حاولت الإقلاع عن السهر، وعدم الاستغراق في النوم صباحاً، لكنها فشلت، وتضيف: «في كل ليلة أعد نفسي بالنوم مبكراً لبدء يوم عمل جديد في الصباح الباكر، لكن من دون فائدة لأني أعجز عن الخلود للنوم أول الليل، وحين أصحو في الصباح الباكر، لا أستطيع التركيز، وأعاني صداعاً وإرهاقاً طوال اليوم». ولم تنفع محاولات بنت أحمدو بالإقلاع عن هذه العادة، حيث جربت ممارسة الرياضة، والتوقف عن شرب المنبهات في المساء، خاصة الشاي، لكن محيطها الأسري والعادات المتأصلة في المجتمع أثرا سلباً على محاولاتها بالإقلاع عن السهر والاستيقاظ المتأخر. أخطار صحية يستغرب باحثون من تشبث الموريتانيين بالسهر، وحبهم له وتشجيعهم عليه بشتى الطرق والوسائل، ويدعون إلى التوقف عن السهر، وتغيير نمط الحياة ليصبح صحياً ومتوازناً، ويربطون الأمر بالتخلص من العادات التي تعزز ممارسة السهر، وتشجع الإقبال عليه. في هذا الإطار، يقول طبيب الأعصاب سيدي أحمد التجاني: إن الغالبية تجد صعوبة في الخلود إلى النوم ليلاً، فتعوضه بالنوم صباحاً أو بنوم القيلولة، وهذا الأرق هو عبارة عن استعصاء النوم أو تقطعه، ما يعود بالسلب على حياة المصاب به. وعن مسببات اضطرابات النوم ونتائجها، يقول التجاني: «أكثر النـاس فـي موريتانيا اعتادوا على أســلوب حياتهــم الليلــة، ويتفننون في طرد النوم من عيونهم، ويشغلون وقتهم بجلسات الشاي ومشاهدة برامج التلفزيون‏? ?والإبحار? ?عبر? ?الـشات،? ?قبل? ?الاستسـلام? ?للنــوم? ?فـي? ?وقت? ?متأخــر? ?مـن? ?الليـل،? ?ما? ?يؤثر? ?ســلباً? ?على? ?حياتهم? ?الصحية? ?والعملية? ?والاجتماعية?»?. ويشير إلى أن السهر، وقلة‏? ?النوم،? ?أو? ?النوم? ?المتقطع? ?يتسبب? ?في? ?مشاكل? ?صحية عدة،? ?حيث? ?يمكن? ?للشخص? ?أن? ?يصاب? ?بالهذيان? ?والتشتت? ?الذهني،? ?إضافة? ?إلى? ?أمراض? ?القلب? ?المختلفة? ?والتوتر? ?والقلق. مؤكداً? ?أهمية? ?أن? ?يأخذ? ?الشخص? ?كفايته? ?من? ?النوم? ?ليلاً،? ?وداعياً? ?هواة? ?الاستيقاظ? ?المتأخر? ?إلى? ?الالتزام? ?بشكل? ?تدريجي? ?بالنوم? ?باكراً? ?والاستيقاظ? ?باكراً،? ?والقيام? ?بأنشطة? ?ترفيهية? ?تساعد? ?على? ?ضبط? ?مواعيد? ?النوم. أهمية تنظيم النوم أثبتت دراسات أن النوم‏? ?المتأخر? ?والاستيقاظ? ?المتأخر? ?يعملان? ?على? ?تعطيل? ?الجسم? ?من? ?عملية? ?التخلص? ?من? ?السموم? ?الموجودة? ?به،? ?وأكدت? ?أبحاث? ?علمية? ?أن? ?النوم? ?من? ?الحادية? ?عشرة? ?مساء? ?إلى? ?الثامنة? ?صباحاً? ?يساعد? ?الجسم? ?على? ?التخلص? ?من? ?السموم،? ?فحين? ?يدخل? ?الشخص? ?في? ?النوم? ?العميق? ?ليلاً،?فهذا? ?يتوافق? ?مع? ?ميعاد? ?تخلص? ?الكبد? ?والمرارة? ?والرئة? ?والقولون? ?من? ?السموم،? ?ما? ?يساعدها? ?على? ?العمل? ?والتصريف،? ?ويكون? ?وقت? ?عمل? ?هذه? ?الأجهزة? ?الوقت? ?المثالي? ?للنوم? ?العميق.? ? كما أثبتت الأبحاث أن ميعاد امتصاص الغذاء في الأمعاء الدقيقة يكون في وقت مبكر من الصباح، وأن وجبة الإفطار يجب أن يتم تناولها في هذا الوقت، ما يعني أن‏? ?الأشخاص ?الذين? ?لا? ?يستيقظون? ?مبكراً?، ?لا? ?يستفيدون? ?من? ?وجبة? ?الإفطار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©