الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اعتداء الشانزيليزيه يلقي بظلاله على الحملة الرئاسية الفرنسية

اعتداء الشانزيليزيه يلقي بظلاله على الحملة الرئاسية الفرنسية
22 ابريل 2017 15:41
باريس (وكالات) أثار الاعتداء الذي قتل فيه شرطي مساء الخميس في جادة الشانزيليزيه في باريس، بلبلة وتوتراً في ختام حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وزاد من غموض نتيجة جولتها الأولى المقررة غداً الأحد. وشهدت جادة الشانزيليزيه مساء الخميس في قلب باريس، إطلاق نار تسبب في مقتل شرطي وإصابة اثنين آخرين، وسائحة ألمانية بجروح وتبناه تنظيم «داعش» ، معلناً أن «منفذ الهجوم هو أبو يوسف البلجيكي». لكن مصادر مقربة من التحقيق، أكدت أن المعتدي فرنسي (39 عاماً)، اسمه كريم الشرفي، وكان يخضع لتحقيق جهاز مكافحة الإرهاب، وسبق أن حاول قتل شرطي قبل أكثر من 10 سنوات، في حين نددت أهم منظمات مسلمي فرنسا بهذا الاعتداء «الجبان والوحشي». وقالت اديلاييد ذوالفقار باسيك، مديرة معهد الاستطلاعات «بي في ايه» رداً على سؤال عن مدى تأثير هذا الهجوم على الانتخابات؟ إنه يمكن «أن يقلص الفوارق» بين المرشحين. ومنذ صباح أمس، استغل مرشحو اليمين واليمين المتطرف الاعتداء، داعين الحكومة إلى تشديد إجراءات التصدي للإرهاب التي يعتبرون أنها غير كافية. وطالبت رئيسة الجبهة الوطنية (يمين متطرف) مارين لوبن، الرئيس الاشتراكي فرنسوا أولاند بـ «أن يصحو أخيراً»، ويعتمد على الفور «رداً أمنياً أكثر شمولية». وفي الاتجاه ذاته، دعا اليميني المحافظ فرنسوا فيون إلى «صفاء ذهن» في «حرب ستكون طويلة»، متحدثاً عن إجراءات أمنية مشددة سيطبقها «بيد من حديد» في حال انتخب رئيساً. في المقابل، اتهم رئيس الوزراء الفرنسي برنار كازينوف مرشحي اليمين بـ «استغلال» الهجوم، وأخذ على مارين لوبن سعيها إلى «الاستغلال بهدف التفرقة وإشاعة الخوف لأغراض محض سياسية». وأضاف في هذا السياق، أن فيون «يدعو إلى خلق عشرة آلاف وظيفة في الشرطة. كيف يمكن تصديق مرشح ألغى عندما كان رئيساً للوزراء 13 ألف وظيفة في قوى الأمن الداخلي»؟ في الأثناء، ندد مرشح الوسط ايمانويل ماكرون بـ «مزايدات» خصومه، ووعد بأن يتصدى «بلا هوادة» للإرهاب. أما مرشح اليسار المتشدد جان لوك ميلانشون، فقد أكد أن «واجبنا الأول يتمثل في التحلي بالهدوء». وقبل ساعات من اختتام الحملة الانتخابية، منتصف الليلة الماضية، أعلن ثلاثة من المرشحين الأربعة الأوفر حظاً (لوبن وماكرون وفيون)، إلغاء اجتماعاتهم الانتخابية الأخيرة أمس. وحده ميلانشون الذي يخوض حملته تحت شعار «فرنسا المتمردة»، أبقى على لقاء مقرر مساء أمس في حي باريسي. واعتبر المرشح أنه يجب «أن نثبت أن الكلمة الأخيرة ليست لمن يمارسون العنف». وإثر اجتماع مجلس الدفاع، قال رئيس الوزراء الفرنسي إن «لا شيء يجب أن يعرقل الموعد الديمقراطي» للانتخابات الرئاسية. وأدلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدلوه في انتخابات فرنسا، وكتب في تغريدة على «تويتر» قائلاً، إنه يتوقع أن يؤثر قتل شرطي في وسط باريس على الانتخابات المقررة يوم غد الأحد. وكتب ترامب على «تويتر»، قائلاً «هجوم إرهابي آخر في باريس. الشعب الفرنسي لن يتحمل مزيداً من هذا. سيكون لذلك تأثير كبير على الانتخابات الرئاسية». وكانت لوبان التي تقوم حملتها الانتخابية على دعاية مناهضة للاتحاد الأوروبي والهجرة، هي المرشحة الرئاسية البارزة الوحيدة التي دعمت ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية. وكان من ركائز حملة ترامب، تعهده اتخاذ موقف صارم من الهجرة، وفرضت إدارته قيوداً تتضمن حظراً مثيراً للجدل، تم تعطيله في المحاكم، على دخول المسافرين من دول ذات غالبية مسلمة إلى الولايات المتحدة. ويتساءل المحققون عن مسار منفذ الهجوم. وكان «داعش» قد قال مساء الخميس إنه «أبو يوسف البلجيكي»، وهو اسم لا يبدو أنه لشخص يحمل الجنسية الفرنسية. في الأثناء، تقدم رجل يحمل اسم أبو يوسف البلجيكي صدرت بحقه مذكرة تفتيش بلجيكية صباح أمس إلى مفوضية شرطة مدينة انفير البلجيكية، حسب الداخلية الفرنسية. وكان النائب العام فرانسوا مولانس، قد أكد من موقع الاعتداء أن «هوية المهاجم معروفة، وتم التحقق منها»، لكنه رفض الإفصاح عنها لدواعي التحقيق. إلا أن مصادر قريبة من التحقيق، أفادت أن الرجل يدعى كريم الشرفي (39 عاماً) كان يخضع للتحقيق بعد أن أعرب عن نيته قتل شرطيين، وأوقف في 23 فبراير ثم أفرج عنه لعدم كفاية الأدلة. وكان حكم عليه 2005 بالسجن لنحو 15 سنة لمحاولة قتل شرطي وشخصين آخرين في منطقة باريس. وقد وصفه أحدهم بأنه شخص «يعاني اضطراباً». وقال أحد جيرانه إن «أفعاله وردود أفعاله وطريقة مشيته وسلوكه ليست سوية، كأنه قادم من كوكب المريخ». وأعربت عواصم عدة عن تضامنها مع فرنسا، فقدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعازيه، فيما أكدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل وقوف بلادها «بحزم وتصميم إلى جانب فرنسا». ودانت الرياض الاعتداء، وأعربت عن تضامنها مع باريس. ومن القاهرة، دانت الحكومة الاعتداء الإرهابي، فيما قدم الأزهر الشريف في بيان تعازيه إلى الفرنسيين، مديناً «الهجوم الإرهابي الأثيم». كذلك دانت الحكومة الأردنية بشدة الهجوم، مؤكدة وقفتها إلى جانب فرنسا. كما دانت منظمة التعاون الإسلامي الاعتداء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©