تشهد الأرض هذه الأيام تساقط زخات من الشهب يطلق عليها اللوريات تنطلق من المجموعة النجمية التي تسمى بالقيثارة أو اللورا. وتطلع مع منتصف الليل من الجهة الشرقية والتي تسببها مخلفات الغبار التي يطلقها مذنب في تلك الجهة من السماء نظراً لمرور الأرض بمنطقة “الحزام الغباري” للمذنب نفسه.
وتحدث هذه الظاهرة سنوياً خلال الفترة ما بين 16 و25 أبريل وتبلغ ذروتها مساء 22 أبريل، حيث تشهد بعض المناطق تساقطاً كثيفاً للحبيبات الغبارية مسببة ما يعرف بـ”ذروة الزخة الشهابية”. وتعتبر الشهب بشكل عام عبارة عن حبيبات ترابية تدخل الغلاف الجوي للأرض فتنصهر وتتبخر نتيجة لاحتكاكها معه، ونتيجة لذلك نراها على شكل خط مضيء يتحرك بسرعة في السماء لمدة ثوان أو جزء من الثانية.
وعادة ما يتراوح قطر الشهاب ما بين واحد ملليمتر وواحد سنتيمتر فقط. وتبلغ سرعة الشهاب لدى دخوله الغلاف الجوي حدود 65 كيلومترا في الثانية الواحدة. ويبدأ الشهاب بالظهور على ارتفاع حوالي مائة كيلومتر عن سطح الأرض. ويقدر عدد الشهب التي تسقط على الأرض يوميا بحوالي 100 مليون شهاب معظمها لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، حيث تحترق وتتفتت قبل وصولها إلى سطح الأرض.
وتنقسم الشهب إلى مجموعتين رئيسيتين الأولى الشهب “الفرادى” وهي الشهب التي يمكن رؤيتها في أي وقت واتجاه، وغالبا ما تكون بسبب حبيبات ترابية سابحة في الفضاء ولا يمكن التنبؤ بموعد أو مكان ظهورها. ويمكن مشاهدة خمسة إلى عشرة شهب في الساعة بالعين المجردة عند توافر شروط الرؤية من صفاء الجو وظلمة المكان وعدم وجود عائق للرؤية المباشرة. والنوع الثاني هو “زخات الشهب” التي تنتج عن اقتراب المذنبات من الشمس حيث يذوب الجليد المخلوط بالأتربة مما يسبب وابلا من الشهب تبقى سابحة في مدار المذنب؛ وإذا ما عبرت الأرض مدار المذنب فإن جزءا من هذه الأتربة يسقط باتجاه الأرض مكونا زخات الشهب.
ويعزى أصل زخات الشهب عموما إلى المذنبات؛ وهي عبارة عن أجرام سماوية صغيرة نسبيا عند مقارنتها بالكواكب ومعظمها ذو أقطار ما بين خمسة و25 كيلومترا.
وتدور حول الشمس بمدارات شديدة التفلطح. والشهب عبارة عن حبيبات ترابية تدخل الغلاف الجوي الأرضي وتتلاشى تماما قبل وصولها إلى سطح الأرض. ويتميز هذا النوع من الشهب بحدوثه كل عام في نفس الموعد تقريبا حيث تعود الأرض إلى نقطة تقاطع مدارها مع مدار المذنب.
وتبدو شهب الزخة الواحدة جميعها منطلقة من نقطة وهمية واحدة تسمى “نقطة الإشعاع” وتسمى زخة الشهب باسم المجموعة النجمية التي تحتوي نقطة الإشعاع ولكل زخة شهب نقطة إشعاع خاصة بها. وبشكل عام فإن الشهب لا تصدر أصواتا أثناء سقوطها على الأرض إلا أنه قد يسمع لبعضها صوت يعتقد أنه ناتج عن موجات ذات ترددات منخفضة. كما أن بعض الشهب تترك خلفها ذيلا دخانيا يستمر من ثانية إلى عشر ثوان.. وقد يستمر لأكثر من خمس دقائق في بعض الحالات.
عدد اليوم
