الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سعيد سالمين يستعد لإطلاق فيلمه الطويل الأول «ثوب الشمس»

سعيد سالمين يستعد لإطلاق فيلمه الطويل الأول «ثوب الشمس»
24 ابريل 2010 21:05
دخل المخرج سعيد سالمين المري في مراحل التصوير النهائية لفيلمه الروائي الطويل «ثوب الشمس»، وهو العمل الطويل الأول الذي يكتبه ويخرجه سالمين بعد أن قدم للمشهد السينمائي الإماراتي مجموعة من الأفلام الروائية القصيرة التي حازت جوائز واحتفاءات نقدية مثل «بنت مريم» و»هبوب» و»عرج الطين» وغيرها من الأفلام التي انحازت لمفردات البيئة الشعبية القديمة، ولشعرية الصورة السينمائية وتناغمها مع الحوارات الموحية والمكثفة التي تتيح هامشاً أوسع للتعبير البصري وللطاقة التي تبثها جماليات المكان والحضور الأدائي القوي لشخوص الفيلم. وللتعرف إلى تفاصيل وحيثيات فيلمه الجديد، التقت «الاتحاد» المخرج سعيد سالمين، الذي أشار بداية إلى أهمية استمرار النسق المتصاعد لإنتاج أفلام طويلة في الإمارات، خصوصاً أن الأفلام القصيرة حازت موقعها المتميز على خريطة النتاجات السينمائية خلال الأعوام العشرة الأخيرة. وفي سؤال حول الثيمة الأساسية التي يطرحها موضوع فيلمه الجديد «ثوب الشمس»، قال سالمين: «يتناول الفيلم قضية إنسانية عامة، اخترت أن أترجمها وأنطلق بها من خلال بيئة محلية ومناخات شعبية صرفة ومتداخلة مع قصة فتاة بكماء تتعامل مع الفضاء المحيط بها من خلال تواصلها البصري المشبع والمختلف مع ما يجابهها مع صعوبات وتحديات شائكة ومرهقة بالنسبة لفتاة في عمرها تعيش في صراع متواصل مع نظرة الآخرين لها كإنسانة معاقة ومنبوذة ومتروكة على هامش الحياة». وعن الممثلين الذين شاركوه في العمل، أوضح سالمين أنه دائماً ما يحاول تقديم وجوه جديدة في أعماله ومن خلال أدوار رئيسة، مع الاستعانة ببعض الممثلين المخضرمين الذين يضيفون قيمة فنية خاصة للعمل وتتحول تجربتهم الطويلة إلى داعم نفسي ومعنوي مهم للممثلين الشبان والجدد، وأضاف: «الأسماء المخضرمة في الفيلم تمثلت في الفنان مرعي الحليان والفنان حبيب غلوم، ومع مشاركة ممثلين قدموا أدواراً سابقة ولكنها لم تكن بالزخم والحضور الذي أتاحه لهم فيلم (ثوب الشمس)، وهم الفنان محمد عبدالله الذي ظهر بدور ثانوي في فيلم (دار الحي)، وكذلك الفنانة نيفين ماضي التي ظهرت في فيلمي السابق (بنت مريم)، بالإضافة إلى الوجه الجديد سمية سالم التي تمثل دوراً رئيساً ومحورياً في الفيلم، وهو دور الفتاة البكماء». وعن مواقع تصوير الفيلم، أشار سالمين إلى أن اختياره الأساسي ذهب باتجاه استغلال الطبيعة البصرية الغنية والثرية لجبال رأس الخيمة، والمتوافرة على أبعاد ومشهديات صامتة ومهيبة، وكذلك البيوتات القديمة التي ما زالت قائمة ومقاومة للمد التجاري والاقتصادي في منطقة الجزيرة الحمراء برأس الخيمة أيضاً. وعن الصعوبات التي واجهته حلال تنفيذ أول أعماله السينمائية الطويلة، أوضح سالمين أن الخبرة المتراكمة وكذلك المعالجات السينمائية التي استخدمها سابقاً في أفلامه القصيرة ساعدته على تجاوز صعوبات الفيلم الطويل، وأشار إلى الصعوبة الأكبر تمثلت في استدعاء وتهيئة الممثلين؛ لأن أغلبهم كان مرتبطاً بالأعمال المسرحية في «أيام الشارقة المسرحية»، وكذلك في الأعمال والمسلسلات الدرامية الخاصة بشهر رمضان المقبل. وأضاف سالمين أن هناك صعوبات أخرى سوف تظهر بعد مرحلة الانتهاء من التصوير والمتمثلة في المونتاج والمكساج وتأليف مؤثرات سمعية وموسيقية متناغمة ومنسجمة مع أجواء الفيلم، والصعوبات المتمثلة في الدعاية والترويج والتسويق والتي تمثل عنصراً أساسياً لنجاح الفيلم ووصوله إلى المهرجانات الداخلية والخارجية، ووصوله كذلك إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور المحب للسينما في الإمارات. وعن مشاركاته السينمائية الأخرى، قال سالمين إنه اختير كعضو لجنة تحكيم في الدورة القادمة من مهرجان الدار البيضاء للفيلم الدولي القصير والشريط الوثائقي، وهو مهرجان يلقي الضوء على المشاركات السينمائية العربية والأجنبية، خاصة الدول المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط، كإسبانيا والبرتغال وفرنسا وإيطاليا واليونان. يشار إلى أن دخول سالمين في تجربة التصدي للفيلم الروائي الطويل يعتبر اختباراً جديداً لإمكانات هذا المخرج الطموح والمتحمس لتقديم أعمال تتجاوز ما تم تقديمه سابقاً، ورغم أن التصدي للفيلم الطويل دونه الكثير من العقبات والصعوبات الإنتاجية والتقنية، إلا أن المشهد السينمائي المحلي كان في الآونة الأخيرة على موعد مع عدة تجارب طويلة استهلها قبل سنوات المخرج هاني الشيباني من خلال فيلمه «حلم»، ثم مجيد عبدالرزاق الذي قدم فيلمين طويلين هما «عقاب» و»رمال عربية» وأخيراً محمد الطريفي الذي قدم فيلم «حنين»، ولكن التجارب الطويلة التي أبانت نضجاً فنياً واضحاً ومتجاوزاً لما تم تقديمه سابقاً تمثلت في فيلمين جديدين ومهمين على صعيد التأسيس والبناء الموضوعي والتقني وهما «الدائرة» لنواف الجناحي، و»دار الحي» لعلي مصطفى، الذي قدم فيلمه بمواصفات سينمائية قياسية وعالية على مستوى الصورة والبناء البصري المتماسك.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©