الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

تركيا تفرض حظراً على التدخين في الأماكن العامة

17 يوليو 2009 02:02
المدخنون في تركيا يميلون إلى أن يضربوا بعرض الحائط الحظر المفروض على ممارسة عادتهم المفضلة في المقاهي والمطاعم والحانات. ولكنهم لن يتعرضوا للإعدام وهي عقوبة يقال إنها كانت تطبق في اسطنبول في القرن السابع عشر. ويقال إن السلطان مراد الرابع جاب الشوارع وكان يصدر أوامر بإعدام من يتحدون حظرا للتدخين بهدف الحد من التحريض على الفتنة في المقاهي. وفشل الحظر الذي فرضه السلطان مراد على التدخين وهو واحد من أقدم المحاولات لمنعه ونمت شعبية التبغ في تركيا. وضرب تعبير «يدخن مثل تركي» بجذوره في لغات في أنحاء أوروبا. وفي العصر الحالي، شبه رئيس الوزراء التركي السجائر بالإرهاب. وهذا هو شعور رجب طيب أردوغان تجاه التبغ. وأردوغان هو القوة المحركة وراء المرحلة القادمة من حظر التدخين الذي يتمتع بشعبية واسعة النطاق. وسيبدأ سريانه في 19 يوليو. ويهدف الحظر إلى الحد من هذه العادة في الدولة التي يبلغ فيها عدد المدخنين 22 مليوناً من بينهم نصف الذكور البالغين من السكان. لكن في وقت الأزمة المالية فإن الحظر الذي يضع المطاعم والمقاهي والحانات على قائمة الأماكن الممنوع فيها التدخين يجعل البعض يعتبره هجوماً على ثقافتهم. ويواجه أردوغان الذي منع التدخين في اجتماعات مجلس الوزراء منذ فترة طويلة معارضة من قبل ملاك آلاف المؤسسات في أنحاء البلاد المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي لأنهم يعتبرون الحظر تهديداً لتجارتهم. ويشير بعض العاملين في صناعة الحانات إلى أن الحظر على التدخين يتزامن مع فرض قيود على الإعلان عن المشروبات الكحولية هذا الشهر. وتحظر القيود التي تفرض على الدعاية للكحوليات والتي يبدأ سريانها هذا الشهر الربط بين المشروبات الكحولية والطعام والقيم الثقافية. ويقول منتجون لهذه المشروبات إن هذه القيود ستحد بشدة من قدراتهم التسويقية. ويقول سامح مافيس الذي يرأس عمليات مجموعة ايفيس بير في تركيا وهي اكبر شركة لإنتاج الجعة في البلاد إن القيود تعزز احتمال أن ينظر الى تركيا على أنها دولة تقوم «بتدخلات بالحظر» في أنماط حياة الناس ووسائل الترفيه الخاصة بهم. ويرى آخرون أن حماس أردوغان لمكافحة التدخين يعكس الجهود التي تهدف لتغيير المجتمع، ويتهم العلمانيون حزب العدالة والتنمية ذا الجذور الإسلامية بأنه يروج لرؤية محافظة منذ تولى الحكم عام 2002. ولكن خبراء يرفضون التلميحات بأن ذلك ذريعة لتشديد القيود على مبيعات الكحوليات. وقال خير الدين أوكجيسيز من جامعة أكدينيز «لنفصل بين الكحوليات والسجائر. هذان أمران مختلفان. إذا كان هناك حظر على الكحوليات فإن من حق الجميع الاحتجاج. لكن يجب ألا ننظر إلى هذا على أنه خطوة نحو حظر الكحوليات». ومن بين المعارضين من يعملون في المقاهي التي تقدم الشيشة (النرجيلة) وهي عادة قديمة عادت للحياة في العقد الأخير بين السكان المحليين والسياح. وقال علي يوجورتجو (54 عاماً) صاحب مقهى «هذه هي الثقافة العثمانية التي تأتي من أجدادنا.. سنحتج إذا حاولوا حظرها، لكنني لا أظن أنهم سيحاولون تدميرها». وتشير دراسات مسحية إلى دعم شعبي نسبته نحو 90% لحظر التدخين الذي بدأ العام الماضي في أماكن العمل ومراكز التسوق في تركيا. وتقول السلطات إن هذا أدى بالفعل لخفض استهلاك السجائر ولكن بشكل طفيف. وكان النادل مصطفى كيفريكدال (32 عاما) وهو يعمل في مقهى يقدم النرجيلة اكثر صراحة وقال «أعتقد أن هناك عاملا دينيا في هذا... إنهم ضد الكحوليات وضد التدخين ويريدون وضع نهاية لهذا.» ويقول ايليف اردا (23 عاما) وهو موظف بشركة طيران وكان يدخن على طاولة امام حانة ساهيكا «إذا كانت هناك عقوبة فسيلتزم الناس بهذا.. أعتقد أن الناس سيعتادون الأمر مع الوقت وسيكون هذا أمراً جيداً حتى إن كنت لا أزال أدخن».
المصدر: اسطنبول
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©