الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زينب حفني: الروايات السعودية تغلب عليها السطحية

زينب حفني: الروايات السعودية تغلب عليها السطحية
28 مايو 2008 02:56
أجابت حفني: ''أخالفك الرأي حول ما صدر في السنوات الأخيرة في كونه يندرج تحت خانة الرواية! فالرواية تعني توفّر الحبكة الدرامية والأسلوب المميز واللغة المناسبة المستخدمة في الحوار بين شخوص الرواية· وهذا للأسف ليس موجودا في أغلبية الروايات السعودية الحديثة التي تأخذ طابع الحكايات وتغلب عليها السطحية والتفكك والركاكة في الأسلوب واعتمادها اعتمادا مباشرا على عنصر الإثارة الجنسية''· لكن على الجانب الآخر، تقول حفني إن ''هناك إيجابيات في انتشار هذه النوعية من الأعمال حيث إنها نجحت بطرحها الجريء في اختراق التابو الاجتماعي الذي كان يضع هالات من الحذر على واقع المرأة السعودية في الداخل، وهو ما دفع الأديبات السعوديات إلى امتشاق القلم واستخدام جنس الرواية لكي ينتقمن من مجتمعهن الذكوري ويرددن له الصاع صاعين''· وتضيف: ''لقد أرادت الأديبة السعودية أن تقول من خلال الرواية، أن مجتمعها ما دام يُجيز للرجل كل شيء، ويمنحه السلطة المطلقة للسيطرة على كافة أمور حياتها، ويضعها تحت إمرته وأمام ناظريه طوال الوقت بحجة أنها مخلوق ناقص الأهلية، ستسعى إلى نيل حقوقها واسترداد استقلاليتها بكشف المستور وما يجري خلف الأسوار أمام مجتمعات الدنيا وهدم المعبد فوق رؤوس الجميع''· وتمضي في القول ''نعم هو انقلاب كبير، لكنه ليس بالانقلاب المتعارف عليه! وما يجري حاليا على الساحة الثقافية ما هو إلا صورة من صور التمرّد الإيجابي الذي لجأت إليه الأديبة السعودية للتعبير عن واقعها المؤلم الذي قُنن باسم الدين والأعراف والتقاليد· صحيح أن الزبد كثير والموجود على الساحة اليوم مبعثه الهوس العارم لإيجاد مكان بارز على الساحة الأدبية ورغبة في الوصول إلى الشهرة في وقت قصير، لكن بالتأكيد مع الوقت سيذهب هذا الزبد ولن يبقى سوى الأجود''· أمّا عن تجربتها فتقول: ''تسألني عن تجربتي! كانت تجربة مؤلمة وثرية في آن واحد· لقد كنتُ أول من طرق باب المحرمات منذ ما يزيد عن إحدى عشر عاما من خلال مجموعتي القصصية ''نساء عند خط الاستواء'' التي أثارت وقتها ردودا قاسية وعنيفة داخل المجتمع السعودي وطالت شخصي وأدت إلى إقصائي عن الكتابة فترة من الزمن· لكن يكفيني فخرا أنني كنتُ أول من شرّع النوافذ عن آخرها لتهب رياح التغيير على الساحة الأدبية السعودية· تعودت عندما امسك بقلمي أن أدفن خوفي ولا أفكر في عواقب الأمور، وأن اجعل قضايا مجتمعي ماثلة أمام ناظري· لا أريد أن يُفهم من كلامي بأنني حريصة على لبس ثوب الناصحة الاجتماعية فأنا اكره أن انعت بهذه الصفة· وإنما مبعثه إيماني بأن الأديب الحقيقي هو من يُجسد صور مجتمعه على الورق بسلبياته وإيجابياته· لا أدري إلى أين سيأخذني قلمي مستقبلا، وما النهج الذي سأتبعه في رواياتي القادمة· لكن ثق بأن كل ما أتطلع إليه هو أن تدخل رواياتي قلوب الناس، تؤثر فيهم ويقفوا عندها طويلا وتتداول قراءتها الأجيال القادمة· هذه هي متعتي وهدفي الحقيقيين''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©