الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البطاشي: الوقوف على خشبة المسرح أشبه بالوقوف على منصة الإعدام!

البطاشي: الوقوف على خشبة المسرح أشبه بالوقوف على منصة الإعدام!
17 يوليو 2009 01:50
يعد المبدع جاسم البطاشي واحداً من جيل الفنانين الشباب، قدم قبل أن ينهي سنوات تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت؛ أعمالا مسرحية عرفها المسرح العماني، شاقة عصا الطاعة على المسرح التقليدي، وكانت مسرحية «الطعنة» الخطوة الجريئة التي كتبت ميلاده كمخرج مسرحي يريد أن يقدم بصمة مختلفة في مسار أبي الفنون في السلطنة. أبقى على هوايته التمثيل حاضرة حتى وهو يقف على الخشبة، كما فعل مع الشاشة الفضية، تفاعل معها مخرجا لبرامج الأطفال خاصة، وممثلا في مجموعة من الأعمال الدرامية العمانية. المخرج الممثل بدأ البطاشي مع المسرح، لكن التلفزيون أخذه إلى عالمه، يقول في ذلك: «يشكل المسرح في داخلي جزاء مهما من حياتي ولا يمكن التنازل عن هذا الجزء المهم، والتلفزيون يشكل هو الآخر جزءا مهما آخر في حياتي، ولذلك كما ترى فأنا لا أستطيع التخلي عن أي جزء منهما». فيما قدم البطاشي عملا متميزا في بداية مشواره المسرحي كمخرج، وتوهج في عطائه ورؤيته كممثل ومخرج، يقول: «جاسم الممثل هو نفسه جاسم المخرج، فأنا حين اقرأ نصا وتكون هناك شخصية تستفزني كممثل لا أتردد أبدا في لعبها، وطبعا مع مراعاة الجانب الإخراجي، لذلك أعمالي المسرحية قليلة وذلك بسبب صعوبة وجود نص يمكن أن يستفزني إخراجيا أو حتى تمثيلا». يضيف قائلا: «في أول عمل مسرحي وما تلاه من أعمال أخرى عرفها المسرح في السلطنة حاولت تقديم نفسي كباحث عن المختلف، سواء على صعيد البناء الدرامي للعمل أو تقديمه بتجريبية متعددة الأطر.. فالبحث شيء مهم حتى في حياتي العادية فأنا أسعى دائما للخروج بتجارب فيها شيء من الجديد حتى ولو كان بسيطا، وأذكر أنني عندما قدمت عملي في ذلك الوقت انبهر الجميع بالشكل الذي خرجت به المسرحية وبعدها توالت التجارب من بعض المخرجين في إطار التقليد لما قمت به وأركز على التقليد، لأنني أعتمد في التجديد على أسس تخدم العمل ولا تكون عبئا عليه، وأصبح الأمر بمجرد تقديمي لكل مسرحي مختلف يتهافت البعض للتقليد دون وعي بما يقدمونه، وهذا الأمر موجود حتى الآن». الكم و الكيف يبدو أن غياب النص المسرحي المميز والمتألق، يبعد البطاشي عن تقديم أعمال مسرحية، يقول في ذلك: «على الرغم من وفرة النصوص المسرحية إلا أنني أحب الاشتغال في مناطق مختلفة عن المألوف في أعمالي، كما أحب طرح الفكرة للكاتب ثم نقوم بالاشتغال عليها». وفيما يخص التلفزيون، يقول البطاشي: «المراقب لأعمالي التلفزيونية يجدها ذات نسق مختلف وهي أيضا قليلة مقارنة بما يقدم، والحقيقة هي أنني أقوم باختيار ما أقدم تلفزيونيا ولا يهمني الدخول في تجارب تلفزيونية بكمٍ كبير بقدر ما يهمني الدخول في تجارب تعتمد على الكيف، خاصة أن الطاقة موجودة والحمدلله». وعن علاقته بقناة مجان، أول قناة فضائية عمانية خاصة، وهل وجد أو حقق طموحاته فيها أكثر مما فعل في التلفزيون الرسمي، يقول: «تعتبر قناة مجان حلم الكثيرين ممن يتطلعون للتطور والتطوير، وهذا لا يعني بأن مجان تلغي وجود التلفزيون الرسمي، فكل جهة لديها رسالة ومهمة تؤديها لخدمة الوطن، وإذا تحدثنا عن طموحي فهو أكبر من أن ينحصر في مكان أو جهة معينة، لأنه متجدد ومتطور يوميا». ويضيف البطاشي قائلا: «التلفزيون مختلف كليا عن المسرح.. إذ أجد الوقوف على خشبة المسرح أشبه بالوقوف على منصة الإعدام، والحالة المتشابهة هنا هي الرهبة والخوف، والتفكير في النهاية هل ستكون سعيدة أم بائسة؟ وبأي حال أو انطباع سيخرج الناس؟ إذا هي حالة لا يتمنى أحد أن يعيشها، لكني أعشق عيش هذه اللحظة لأنها تعني لي الكثير، وإذا ما استفزتني شخصية معينة في النص الذي سأقوم بإخراجه لا أتردد أبدا في لعبها وأدائها». الداخل والخارج يضع البطاشي المسرح العماني بين أشقائه في الخليج في المقدمة، إذ يقول: «يقف المسرح العماني الآن في المقدمة على مستوى أشقائه، بل أصبح ورقة مهمة في المهرجانات وذلك بسبب الإنجازات التي استطاع أن يحصدها، وهذه الإنجازات هي بفعل الصدق والجدية في العمل». وفيما يخص مشاركاته خارج السلطنة، يقول: «الحمد لله لي مشاركات خارجية مهمة، صحيح ليست كثيرة ولكنها مهمة، ومازلت أعتذر عن الكثير مما يقدم لي من دعوات وأعمال خارجية». وعلى الرغم من أن المسرح العماني يحصل على مراكز متقدمة جدا خليجيا، لكنه شبه غائب عن الحياة الفنية في السلطنة، كما لو أنه أصبح من أجل المهرجانات فقط! يقول البطاشي ردا على ذلك: «السبب في ذلك قلة الدعم المالي، فالحراك المسرحي قائم على الفرق الأهلية المسرحية والتي لا تملك الإمكانية المالية لتقديم عمل مسرحي واحد في السنة، كما أن دور الجهات المختصة بالمهرجانات السياحية شبه غائب عن دعم هذه الفرق، إضافة إلى عدم وجود البنية التحتية للمسارح من حيث المنشآت المسرحية ومرافقها». ويأمل البطاشي تغير الحال لتحتل الفنون العمانية الصدارة في المسرح والتلفزيون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©