يوسف العربي (دبي)
تتسابق شركات التطوير العقاري في دبي لجذب الاستثمارات الأجنبية للسوق العقارية في الإمارة، وركزت هذه الشركات على مدار الاثني عشر شهراً الماضية على الترويج الدولي لعقاراتها عبر جولات التعريف الخارجية، والاشتراك في المعارض العقارية الدولية، واستخدام منصات التواصل المناسبة لكل سوق، وهو الأمر الذي ساهم في الحفاظ على مستوى مبيعات مرتفع على الرغم من الهدوء النسبي في الطلب من السوق المحلية.
وقادت دائرة الأراضي والأملاك في دبي عملية الترويج الخارجي للعقارات في الإمارة عبر قيامها بتنظيم حملات ترويج دولية مكثفة للتعريف بالفرص الاستثمارية في القطاع العقاري في الإمارة، في عدة مناطق تحظى باهتمام المطورين المحليين.
وركزت حملات الترويج للعقارات في دبي على فتح أسواق جديدة مثل الصين، وروسيا، والولايات المتحدة الأميركية، وكازخستان، وغيرها كما شملت الأسواق التقليدية التي تساهم في النصيب الأكبر من الاستثمارات الأجنبية في السوق العقارية مثل السعودية وباكستان وبريطانيا والكويت والهند.
وفي دليل على نجاح هذه الحملات أشارت بيانات إدارة البحوث والدراسات التابعة لدائرة الأراضي والأملاك في دبي إلى ارتفاع استثمارات الأجانب في دبي بنسية 34% لتصل على نحو 22.9 مليار درهم خلال الربع الأول من العام الحالي، مقابل 17مليار درهم خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
وضمت قائمة المشترين لعقارات دبي خلال الربع الأول من العام الحالي 144 جنسية تصدرها المستثمرون من الهند، وباكستان، والمملكة العربية السعودية وبريطانيا وخلال العام 2016 بلغ إجمالي قيمة استثمارات الأجانب في القطاع العقاري مستوى 69 مليار درهم تم ضخها من نحو 35 ألف مستثمر.
حدد التقرير أعلى 5 مناطق من حيث المبايعات ليتبين أن منطقة «الخليج التجاري» كانت الأوفر حظاً من حيث العدد في هذا المجال بعد أن سجلت 3508 صفقات بلغت قيمتها 6.2 مليار درهم.
وقال ظافر طاهر الرئيس التنفيذي لشركة «جي أند كو» للتطوير العقاري لـ «الاتحاد»: إن تركيز شركات التطوير العقاري على عمليات الترويج الدولية لمشروعاتهم لا تعني بالضرورة تراجع الطلب القادم من السوق المحلية بقدر ما تعكس رغبة هؤلاء المطورين في فتح أسواق دولية جديدة لم تكن مطروقة من قبل.
ولفت طاهر إلى أن القطاع العقاري في دبي قطاع ناضج، حيث تتمتع الشركات العقارية في الإمارة بالخبرات الكافية التي تؤهلها لاتباع السيولة المتوافرة أينما وجدت، وذلك من خلال تنظيم الجولات التعريف أو عبر الاشتراك في المعارض العقارية الدولية، أو من خلال واستخدام منصات التواصل المناسبة لكل سوق.
ونوه طاهر بأن حملة الترويج الدولي لعقارات دبي لاقت استجابة واسعة من المطورين الأجانب نتيجة السمعة الدولية المرموقة التي تتمتع بها الإمارة، فضلا عن ارتفاع العائد الاستثماري وتنوع المنتجات العقارية التي تغطي الاحتياجات المتباينة لمختلف شرائح المستثمرين، ابتداءً من الإسكان الميسور الموجه للأفراد المتطلعين إلى الانتقال من الاستئجار إلى التملك للمرة الأولى، وصولاً إلى المنتجات العقارية الفارهة التي تستهدف شريحة مختارة من المستثمرين أصحاب الملاءة المالية العالية.
ومن جانبه قال خبير التسويق العقاري علاء مسعود: إن السوق العقارية في دبي أصبحت في مصاف الأسواق العقارية العالمية الرائدة، مستفيدة من استقرار الأوضاع السياسية وارتفاع العوائد الاستثمارية التي يصعب تحقيقها في أسواق أخرى، فضلا عن تمتع السوق بمنظومة تشريعية متكاملة تحمي حقوق المستثمر.
وأكد مسعود أن معظم الشركات العقارية في دبي أدركت مؤخراً أهمية اقتحام أسواق عقارية جديدة مثل روسيا، والصين، والولايات المتحدة الأميركية، فضلا عن أسواق قارة أميركا اللاتينية، لافتاً إلى أن مساهمة هذه الأسواق ما زالت منخفضة مقارنة بالفرص القائمة لجذب الاستثمارات منها. وأشار إلى أن بوصلة الترويج الدولي في الشركات العقارية تتطور على نحو دائم، متأثرة بعدة اعتبارات منها الوضع الاقتصادي العام لهذه الدول وأسعار صرف العملة المحلية مقابل الدولار، وأسعار النفط ومدى تأثيره على هذه الأسواق.
وأوضح أن في حال ارتفاع أسعار صرف العملة المحلية لأي دولة أمام الدولار يعني في الضرورة زيادة فرص جذب الاستثمارات منها إلى السوق العقاري في الدولة، كما أن انخفاض أسعار النفط يقوي القدرة الشرائية للمستثمرين في الدول المستوردة للخام الأسود.
وقال مسعود: إن نتائج حملات الترويج الخارجي للعقارات في دبي تبادلية بمعنى أن جهود أي شركة أو مؤسسة في هذا المجال تصب في صالح باقي الأطراف في القطاع العقاري، في دبي والإمارات بشكل عام ما يعزز من مكانة السوق المحلية على خريطة الاستثمار العقاري العالمية.
ماجدة علي راشد: استجابة قوية لجولات الخارج
دبي (الاتحاد)
قالت ماجدة علي راشد، مساعد المدير العام، رئيس مركز تشجيع الاستثمار العقاري في دائرة الأراضي والأملاك: إن الدائرة شاركت في العديد من الأنشطة الترويجية الدولية خلال الفترة الماضية ما ساهم في تعريف شريحة جديدة من المستثمرين الأجانب بالمزايا التي يحققها الاستثمار العقاري في دبي.
وأضافت أن الجهود الترويجية الخارجية التي تقودها دائرة الأراضي والأملاك في دبي تأتي انطلاقاً من دورها الرئيس في الارتقاء بالقطاع العقاري في الإمارة.
وأكدت أن القطاع العقاري في دبي يتميز بالنمو المتسارع، والعوائد المتميزة وبسمعته الموثوقة على اعتباره ملاذاً آمناً للاستثمار، مشيرة إلى أن إمارة دبي هي الإمارة الوحيدة التي تسجل تصرفات عقارية لأكثر من 204 جنسيات مختلفة، مستفيدة من امتلاكها منظومة قوانين وتشريعات متكاملة وبنية تحتية متطورة تمكن من التغلب على مختلف الصعاب.
ولفتت إلى أن الترويج الخارجي يعد أحد الأهداف التي تركز عليها الحكومة حيث قامت دائرة الأراضي والأملاك ومن خلال مبادرة ترويج العقارية بتنظيم عدة معارض محلية وخارجية تهدف إلى الترويج للسوق العقاري لما له من أهمية في جذب الاستثمارات وتعزيز مكانة إمارة دبي باعتبارها الوجهة الأمثل للاستثمار. وقالت: إن الدائرة تعمل مع أصحاب الشركات العقارية لتقوية وتعزيز التواصل بين كل أطراف الفئات العقارية من خلال التركيز على المشاريع العقارية الخاصة بإمارة دبي وتحديد الوجهات المناسبة للترويج للقطاع من خلال خطة عمل مدروسة وحملات ذكية ترويجية تغطي كافة الشرائح والمناطق الجغرافية المستهدفة. وحول أهم جهود وفعاليات الترويج الخارجي التي قامت بها الدائرة خلال الفترة الماضية قالت إن الدائرة بالترويج العقاري في الفترة الماضية في أسواق عالمية مختلفة من خلال المشاركة في معرض دبي العقاري في مومباي ولندن وهونغ كونغ حيث كان هناك مشاركة فعالة من المطورين والمستثمرين، وكذلك زيارة أهم المعارض العقارية والاستثمارية في أوروبا للاطلاع على أفضل الممارسات العالمية. وأكدت أن هذه الأنشطة الترويجية الخارجية التي شاركت فيها الدائرة مع كبار المطورين المحليين، لاقت استجابة قوية من المستثمرين في كل الدول.
عدد اليوم
