الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدينة الخور قلعة صناعة السفن وإستخراج اللؤلؤ

مدينة الخور قلعة صناعة السفن وإستخراج اللؤلؤ
17 يوليو 2009 01:50
عرفت مدينة الخور بأنها عروس شمال قطر، نظرا لأهميتها التجارية ومواسم استخراج اللؤلؤ سابقا، ووفرة الغاز الطبيعي حاليا، ولها أهمية كبيرة كونها رديفة لمشاريع كبيرة في الدولة، سيما وأنها المدينة الأقرب لمنطقة «رأس لفان» التي تنتج الغاز الطبيعي في شمال قطر، ومنطقة لفان كما هو معروف عنها غير مأهولة بالسكان، ويعتمد العاملون في هذا المكان على مدينة الخور في سكنهم وتأمين وسائل العيش، وهذا ما جعل الخور -وهي مدينة تراثية عريقة- تزداد أهمية لغاية يومنا الحاضر، ويقصدها كل سكان قطر نظرا لجمالها ولوجود أعمال لهم فيها.. أخوار متعددة تشتهر الخور بكرم أهلها وحبهم للضيف، ويتصفون بالعادات الأصيلة التي حافظوا عليها كمكتسبات معنوية ورثوها من أجدادهم القدامى.. ويبدو أن الطبيعة الجميلة والمياه الوفيرة انعكست على طيب أهل الخور، فهي تتمتع بشواطئ جميلة جدا تسحر الناظر وتجعله يعشقها ويعاود زيارتها مجددا. ويدل اسمها على وجود عدة أخوار فيها كثير من المياه الضحلة، بحيث تم شق القنوات من حوله لعبور السفن ولتسهيل عبور البحارة. كما كانت الخور ميناء ومركزا للغوص، حيث مارس سكانها صيد الأسماك والبحث عن اللؤلؤ في موسم الصيف كنشاط رئيسي، كما تنقل السكان إلى مقارهم الشتوية حيث إبلهم وماشيتهم حول الروض وموارد المياه المنتشرة في ربوع قطر وذلك بعد انقضاء موسم الغوص، وخلالها شيدت أبراج حول المدينة للرصد والحماية. ملامح العراقة بدأت الحياة بحلتها الجديدة تدب في المدينة العريقة ذات الأصالة المعهودة عنها من منتصف أربعينيات القرن العشرين حيث بدأ عصر النفط وحتى الاستقلال خلالها ترك السكان صيد اللؤلؤ وعملوا بشركة النفط وخلال هذه الفترة أنشئت المدارس وبنيت المستشفى الوحيدة في المنطقة وكذلك مركز الشرطة وبدأ العمران يزحف خارج المدينة القديمة واتصلت المدينة بالعاصمة (الدوحة) بطريق مرصوف، ولكن بقي المكان محافظا على رونقه، وعلى معالم الجمال غير الموجودة في المناطق الأخرى من خلال وجود قوارب الصيد وخصوصا السفن الخشبية الكبرى التي كانت تستخدم في صيد اللؤلؤ والسمك، كما أن الشكل العمراني للمنازل والقلاع موجود، وتتم المحافظة عليه مثلما يحافظ المرء على نفسه من الزمان. لم تطرأ ملامح تغير جذري على المنطقة بشكل كلي، بل إن كل شخص يبني يترك بصمة للطراز المعماري القديم، لكي لا تغيب العراقة والأصالة، وتبقى شاهدة على العمق التاريخي للمكان، الذي ألفه أهله، واعتادوا عليه، وقد يستغرب البعض من كون المنطقة بعيدة نوعا ما عن العاصمة الدوحة، ولكن بها كثافة سكانية منذ القدم، ومن لا يعرف جمالياتها سيقول ذلك، حيث أن أهلها استوطنوا بها وورثوا حبها لمن بعدهم، وتناقلت عدوى محبتها، لأنها منطقة هادئة ذات مناخ جيد، تتمتع بشواطئ على بحر الخليج، بها وفرة من الأسماك واللؤلؤ، وكانت في القديم بها عين ماء عذب تسمى (عين حليتان) وينبع منها جدول ماء، ولها ساحل يصلح لرسو السفن، وبقائها دون أن يأخذها الموج، وهكذا أصبحت مقرا للتجارة والسكن، والصيد أيضا سواء كان اللؤلؤ والسمك. مدينة استراتيجية كان موقع الخور عنصر جذب لساكنيها منذ القدم، ومما لا شك فيه أن استيطان الخور على فترات التاريخ المتعاقبة خاصة الساحل الجنوبي لملاءمته لاستيطان القبائل الرحل. والذي زاد من مكاسب الخور على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، هو ظهور الغاز والبترول بالقرب منها، لذلك أصبحت مدينة استراتيجية في العصر الحديث، وأصبح الناس يقصدونها ويسكنون فيها ويصبحون من أهاليها، ولهذا زاد عدد السكان وتطورت المدينة لتصبح ثاني أكبر مدينة في قطر بعد العاصمة، وتكون مرتكزا لكثير من المشاريع والأعمال العملاقة منها والصغيرة، وعلى اختلاف مزايا المنطقة فإنها اشتهرت بلقب «عروس شمال قطر» لأنها تقع بالجانب الشمالي من الدولة. أما أهلها فلم يحصل خلال القرون الماضية أي اختلاط بينهم وبين شعوب أخرى لكي تتغير طباعهم، كما أنهم لا يزالون يحبون الغوص والصيد، سواء صيد البحر أو البر، ولم تنضب أو تقل أهمية الخور قديما أو حديثا، وعلاوة على ذلك تم فتح مشاريع كبرى فيها كي يصبح فيها ميناء عالمي ومرافئ للسفن العملاقة واليخوت، وتبنى فيها مدن سياحية كبيرة، ومجمعات تجارية وسكنية تصمم وفق النسق الحضاري التقليدي، وتكون هناك بصمة للموروث والهوية العربية الخليجية، وتكون حاضرة مستقبل قطر، وتصبح رافدا لنهضة وتطور الدولة نظرا لوجود مشاريع ورؤية لتطوير البلاد مصحوبة بتنمية ونهضة عمرانية واقتصادية عالمية، وقد تم تخطيط بعض المشاريع تقام في الخور وتكتمل عام 2030 وهو العام الذي تكتمل فيه كافة المشاريع الكبيرة بقطر.
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©