سليمان يقوم بأول زيارة «رئاسية» إلى جنوب لبنان

أمضى الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان يوماً جنوبياً أمس، حيث تفقد قوات الطوارئ الدولية المعززة في الجنوب اللبناني “يونيفل” ووحدات الجيش اللبناني العاملة هناك. واستبقت اسرائيل هذه الزيارة بإطلاق العنان لطائراتها الحربية لتخرق الأجواء اللبنانية، حيث تصدت المضادات الارضية التابعة للجيش اللبناني لاربع طائرات حربية اسرائيلية نفاثة، كانت تحلق على ارتفاع متوسط في اجواء منطقة العرقوب في القطاع الشرقي، وخصوصاً فوق بلدات شبعا، كفرشوبا، كفر حمام، الهبارية وحاصبيا، مما أجبر هذه الطائرات على المغادرة جنوباً، فيما سجلت حركة مكثفة للدوريات العسكرية المدرعة على طول الخط الممتد من بلدة الغجر غرباً وحتى مرتفعات جبل الشيخ شرقاً. وبدأ الرئيس سليمان جولته الجنوبية وهي الأولى له منذ انتخابه رئيساً للجمهورية، من مقر قيادة القوة الاسبانية في “يوينفل” في بلدة بلاط في القطاع الشرقي، حيث وصل الى هناك على متن ثلاث طائرات مروحية يرافقه قائد الجيش اللبناني الجنرال جان قهوجي وعدد من كبار الضباط. وبعد مراسم الاستقبال العسكرية، عقد سليمان اجتماعاً مع قيادة الوحدة الاسبانية التي سيتولى ضابط منها خلال ايام قليلة مهمة قيادة “يونيفل” خلفاً للجنرال الايطالي كلاديو غراتسيانو، تركز حول الخروقات الاسرائيلية اليومية للاجواء اللبنانية وتهديدات المسؤولين الاسرائيليين بشن عدوان جديد على لبنان، وتناول البحث أيضاً وضع بلدة الغجر. ووضع سليمان اكليلاً من الورد على النصب التذكاري لضحايا الوحدة الاسبانية الذين سقطوا في الجنوب. ثم تفقد عدداً من المواقع العسكرية التابعة للجيش عند خط الحدود مع اسرائيل، وعقد اجتماعاً مغلقاً مع ضباط الجيش اللبناني المنتشرين في الجنوب، وشملت جولة سليمان بعض نقاط الخط الازرق عند الحدود. وزار مقر قيادة اللواء الحادي عشر في الجيش في بلدة كفردونين – قضاء صور، وعقد اجتماعاً مغلقاً مع ضباطه، حيث اطلع منهم على وضع العسكريين المنتشرين على الحدود الجنوبية. ولم يدل الرئيس سليمان بأي تصريح خلال زيارته القصيرة التي تخللتها اجراءات أمنية مشددة اتخذتها عناصر الجيش اللبناني و”يونيفل”. في غضون ذلك، اعتبر عضو كتلة نواب “حزب الله” نواف الموسوي ان من يقول ان العدوان الاسرائيلي هو ثمرة لوجود المقاومة، انما يقوم بتزييف الحقائق والتاريخ. سائلاً “الذين يتحدثون عن عدوان اسرائيلي عما اذا كان الواجب الوطني هو ان نستسلم امام هذا العدوان المفترض او نفرش البساط الاحمر ونرش الورود والارز على من يأتي لاجتياحنا واحتلال ارضنا؟”. وقال: “الواجب الوطني والاخلاقي والديني يلزم القادر على حمل السلاح ان يدافع عن الارض والاهل، ونحن اخترنا ذلك حتى لا تصبح هذه الارض جزءاً من الكيان الصهيوني يضمها اليه بعد سنوات”. من جهة ثانية، رأى عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب علي خريس ان التهديدات الاسرئيلية المتواصلة ضد لبنان ليست جديدة ولن تتوقف، ولكنه استبعد قيام اسرائيل بأي ضربة عسكرية في المدى القريب وفي ظل حكومة الوحدة الوطنية والجيش اللبناني وجهوزية المقاومة، لافتاً الى ان هذه العناوين اعطت لبنان مناعة اضافية على كافة المستويات