الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليس كل ما يلمع ذهباً

ليس كل ما يلمع ذهباً
17 يوليو 2009 01:46
معظمنا يحمل صورة وردية عن العلاج في الخارج، ويرى أنها تمثل البسلم والحل السحري الشافي لمعظم الأمراض التي تفشل مستشفياتنا في علاجها. وعلى الدوام اعتدنا أن نسمع من المرضى القادمين من رحلات العلاج الخارجية قصصاً أشبه بقصص ألف ليلة وليلة عن مستوى الرعاية الفائقة التي يحصلون عليها، وطريقة التعامل الراقية التي يجدونها، والتشخيص المثالي، الذي يصل لحد الكمال. وبالطبع هذه القصص «الملائكية» تقابلها قصص «شيطانية»، ومقارنات لا تنتهي مع الكوارث التي تحصل في مستشفياتنا من أخطاء طبية قاتلة، وتشخيص غير سليم للأمراض، وغيرها الكثير من الأمور، التي تكاد تكون محفوظة عن ظهر قلب لدى الجميع من كثرة تكرارها. ولا أحد يختلف على أن مستوى العلاج في الخارج أفضل من الموجود لدينا بمراحل، لكن التقدم الطبي لا يعني أن كل شيء مثالي وصحيح عندهم، مثل ما هو معروف بأنَّ ليس كل ما يلمع ذهباً، وتكفي مشاهدة فيلم المخرج الأميركي مايكل مور «سيكو»، عن النظام الصحي في أميركا للتأكد من ذلك. الفيلم يكشف من خلال عرض بعض القصص الواقعية أنَّ المؤسسات الطبية هناك في الحقيقة هي مؤسسات شيطانية، تنظر للمريض باعتباره محفظة نقود طالما كانت تملك القدرة على الضخ فإنها تحصل على أعلى معايير الرعاية، وأول ما تفلس وتتعثر عن الدفع ترمى في الشارع مثل أي كلب أجرب. ويستند الفيلم إلى قصص حقيقية، منها سيدة طردها المستشفى أول ما تعثرت في السداد، عن طريق وضعها في « تاكسي» أخذها إلى أبعد شارع وأنزلها بالقوة. وأم نقلت طفلتها إلى المستشفى وهي في وضع حرج، وبدل أن يقوم المستشفى بمحاولة إنقاذ الطفلة دخل في مفاوضات مع شركة تأمين الأم انتهت بوفاة الطفلة قبل أن تحصل على العلاج. كما يتناول التحقيق كيف أصبح النظام الصحي الأميركي وحشاً هدفه الأول والأخير الربح المادي، ولو أدى ذلك إلى الكذب والتدليس وخداع المرضى واستغلال أي خطأ لرفض طلبات علاجهم. في واحدة من الحالات كانت شركة ضمان صحي تمنح الأولوية في الترقية للأطباء الذين يسجلون اكبر عدد من حالات رفض علاج المرضى وليس العكس! صدق أن هذه الحالات وأكثر تحصل في أميركا، وليس في دولة من العالم الثالث التي اعتاد الأميركان على اتهامها بأنها تمتهن حقوق مواطنيها، مع كامل تحياتي لأصحاب النظرة الوردية. سيف الشامسي Saif.alshamsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©