الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطائرة الماليزية.. وتلوث بحر الصين الجنوبي

16 مارس 2014 11:19
آدم مينتر شنغهاي من بين الحقائق القليلة التي تعلمناها بالتأكيد من بعثة البحث والإنقاذ الدولية المكلفة بالبحث عن الطائرة الماليزية على الرحلة رقم 370 هي أن بحر الصين الجنوبي هو شديد التلوث. هذا الاختفاء، قبل كل شيء، هو مأساة إنسانية لأسر الركاب وطاقم الطائرة، كما أن حالة البحر لا يجب بأي حال من الأحوال أن تنتقص من الجهود المبذولة للبحث عنهم. وبالرغم من ذلك، فإن هذه المأساة البيئية سوف يكون لها تأثير عميق على بحر الصين الجنوبي ـ وأكثر من مليون شخص يعيشون على المناطق الساحلية ـ في العقود المقبلة. في يوم السبت، وبعد مضي ساعات من إذاعة الأنباء الأولى عن اختفاء الطائرة، ذكرت البحرية الفيتنامية أنها عثرت على ستة أميال (9.7 كم) وتسعة أميال من البقع النفطية (حيث تتباين التقارير حول الحجم)، وهو ما يزيد من الآمال. ويوم الاثنين، أظهرت الفحوصات المخبرية أنها كانت بقع السولار التي تميز السفن التي تسير وتلوث بحر الصين الجنوبي. وخلال هذه الأيام، ومنذ بدء عمليات البحث، وجد الصيادون وعمال الإنقاذ ألواحاً خشبية طافية تستخدم للإنقاذ وسترات نجاة وباب الطائرة وبراميل نفط بلاستيكية، كل منها يشتبه في أنه من بقايا الرحلة 730، بحسب تخمين وسائل الإعلام، ثم قيل بعد ذلك إنها قمامة ألقتها السفن. من أين يأتي كل ذلك؟ إن البيانات عن التلوث في بحر الصين الجنوبي نادرة، نظراً للعدد الكبير من الدول المشاطئة له، ولأن التسبب في حدوث التلوث هو أمر غير قانوني. وما هو متاح من البيانات ليس مطمئناً. في عام 2012، ذكرت الحكومة الصينية أن 72 نهراً صينياً ألقوا 17 مليون طن من الملوثات في البحار الصينية (ومن بينها بحر الصين الجنوبي، الذي تزعم الصين كثيراً أنه جزء من أراضيها)، ومن بينها 93 ألف طن من النفط. قد يبدو ذلك وكأنه كمية كبيرة من النفط، ولكن إحدى الدراسات التي أجريت في عام 2012 من قبل مجموعة من الباحثين الصينيين والأوروبيين باستخدام صور تم التقاطها عبر الأقمار الصناعية قد ذكرت أن حجم التصريفات والتدفقات البرية تمثل 36 بالمئة فقط من النفط في بحار الصين. وعند نسبة الـ45 بالمئة، يكون القسم الأكبر من هذه الملوثات ناتجا عن وسائل النقل. ولا يعتبر ذلك مفاجأة كبيرة. فقد ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن حوالي ثلث النفط الذي يتم نقله بحراً وأكثر من نصف تجارة الغاز الطبيعي العالمية تمر عبر بحر الصين الجنوبي. وهذه الناقلات تسير ضمن بعض من أثقل حركات مرور الحاويات في العالم، وكل هذه السفن تحمل نفطاً يتسرب سواء بالمصادفة أو عمداً، مما يخلف بقعاً تمتد أميالاً يمكن رؤيتها من خلال صور الأقمار الصناعية لأنه يتم تجاهلها في أغلب الأحيان إلا إذا كان شخصا - مثل فرق الإنقاذ والبحث - يبحث عن شيء ما. وقد أمضى البروفيسور “تشو لوك مينج” الأستاذ بقسم البيولوجي بجامعة سنغافورة الوطنية، فترة طويلة من حياته المهنية يبحث عن التلوث في البحار الآسيوية. وفي عام 2009، كان يعمل منسقا ورئيسا للتحرير لدراسة تاريخية وتقرير بعنوان “حالة البيئة البحرية للبحار بشرق آسيا”، حيث أعد هذه الدراسة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة. وقد اتصلت به لسؤاله عن التلوث الذي تم اكتشافه في سياق البحث عن طائرة الرحلة 370. فرد قائلاً “هذا ليس من المستغرب. إن المخلفات تأتي كلها من اليابسة وتغسل في البحر ولا تتم إزالتها. ولهذا السبب فإنه توجد رقعة من القمامة في المحيط الهادئ”. كما أشار إلى الدوامة سيئة السمعة من القمامة التي تدور مع تيارات دائرية شمال المحيط الهادئ. وقد جمع الباحثون هناك حوالي 1.9 مليون من الشظايا البلاستيكية بكل ميل؛ ولم يتم إجراء مثل هذه الدراسات في بحر الصين الجنوبي. وعلى الرغم من ذلك، فإن نتائج هذا التلوث واسع النطاق أصبحت بالفعل واضحة في المنطقة: مثل تدهور الشعب المرجانية، وانهيار مصائد الأسماك، إلى جانب المواقع السياحية التي تأثرت سلبا. ولا يبدو احتمالات لتحسن الوضع. “أعتقد أن الوضع برمته سيزداد تدهورا ببساطة بسبب حجم التطور الذي يحدث في المنطقة”، كما ذكر البروفيسور تشو. وأضاف “على الرغم من ازدياد الوعي حول الحد من التلوث، إلى جانب وجود إدارة أفضل بعض الشيء لتتولى الأمور، إلا أن حجم التلوث ما زال كبيرا للغاية”. ويرى عالم البيولوجي أن الأمل الوحيد لخفض التهديد البيئي هو الجهود التعاونية من قبل الدول المجاورة الساحلية المطلة على بحر الصين الجنوبي والتي تشتد بها المنافسة. إن الجهود الدولية غير المسبوقة للعثور على ضحايا الرحلة 370 تشير إلى أن هذا الجهد أصبح أكثر إمكانية مما قد بدا عليه الأسبوع الماضي، ولكن حتى يتطوع شخص ما لإزالة البقع النفطية التي وجدت فقط هذا الأسبوع، فلا يوجد سوى قدر ضيئل من التفاؤل بالنسبة لبحر الصين الجنوبي. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©