الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القبلات العلنية.. بين الفعل الفاضح والخروج على الآداب العامة!

القبلات العلنية.. بين الفعل الفاضح والخروج على الآداب العامة!
24 ابريل 2010 20:37
منظر بات مألوفاً في الأسواق والمحال التجارية أو على الشواطئ، امرأة تتمشى بملابس تكشف مواطن الإثارة، وبجانبها شخص آخر يتلمس جسدها أحياناً ويعانقها دون خوف أو تردد أحياناً أخرى، والعيون ترصدهما فيما هما لا يباليان، فتتبعهما العيون والألسنة مرة بالاستياء والغضب والاستغراب من تلك التصرفات، ومرة ثانية بالسباب في بعض الأحيان. التعري والقبلات والعناق في الأماكن العامة أو المراكز التجارية أو الحدائق، يعتبره البعض حرية شخصية، فيما يعتبره كثيرون وكثيرات أيضاً خروج عن العادات والتقاليد». مناظر نشاهدها أحياناً كثيرة في المولات أو بجانب دورات المياة أو الحدائق العامة، وقد تحصل أيضاً على رمال الشاطئ الذهبية، وتتجلى في منظر حميمي تارة، وتارة أخرى في عناق وقبلات لمدة طويلة أو قصيرة، وبرغم التشديد على تلك التصرفات، إلا أن البعض يتجاهل تلك التعليمات ضارباً بها عرض الحائط. ظاهرة علنية الجديد في هذه القضية هو تحولها إلى ظاهرة علنية، حيث يقوم مرتكبوها بكل شيء دون خجل أو خوف، هذا ما يشير إليه سيف بن صندل، مسؤول إداري، حيث يقول: «ربما يعتقد البعض أن القبل والعناق في المراكز التجارية و شاطئ البحر مرض تخطاه الزمن، لكن المتابع يعلم أنه عاد بقوة إلى شوارعنا وأسواقنا، وانتشر بين الجنسيات الأجنبية انتشار النار في الهشيم، حتى صار ظاهرة في مجتمعاتنا وشيئا يملأ الأسماع والأبصار، تروى فيه وقائع تثير العجب، وتدمي القلب، وتستوقف الحريص الغيور». يصمت سيف بن صندل، ويتابع قوله: «ياغريب كن أديباً، أتمنى من كل سائح أجنبي أو عربي أن يحترم عادات وتقاليد البلد الذي يعيش على أرضه، فإن كانت مثل هذه السلوكيات بالنسبة لهم تشكل أمراً عاديا في موطنهم، فإنَّها مرفوضة رفضاً باتاً في مجتمعنا، فالصغير والكبير يشمئز من تلك التصرفات والقبلات التي ترفع الضغط». ويرفض خليفة خلفان بن عجيل، موظف، تلك التصرفات الطائشة من قبل البعض، حيث القبلات تكون علنية في بعض المراكز، أو يدوم العناق لدقائق متجاهلين من هم بجانبهم». يتابع حديثه بانفعال :»لقد اعتاد العشاق وأصحاب الهوى من الجنسيات الأجنبية القيام بمثل هذه السلوكيات المرفوضة من حيث القبل والأحضان وارتداء ملابس في كثير من الأحيان، تكون ملفتة وتخدش الحياء، حيث يعتقد البعض منهم أنها تصرفات عادية، لكنَّها في نظر الآخرين مشاهد ومناظر مخلة بالآداب العامة». خليفة يتمنى من الجهات المعنية بالأمر أن تقوم بدورها، يقول: «يجب أن يكون هناك رجال أمن في كل المراكز والأماكن العامة التي تكتظ بالناس للحد من تلك الظواهر الغريبة على مجتمعنا والدخيلة والتي لا تمت لعاداتنا وتقاليدنا، وأن يكون رجال الأمن من الجنسية العربية، لأن البعض من مرتادي تلك الأماكن يجهلون اللغة الإنجليزية في حالة مشاهدة سلوك خاطئ يمكن الإبلاغ عنه». قبل وأحضان بدورها تتساءل نهى شاهين عن تلك السلوكيات قائلة: «هل هي حرية أم انتهاك للآداب العامة؟ تستعيد منظراً شاهدته بأم عينيها، وتقول: «في إحدى المرات وأنا في مركز تجاري، وبالقرب من دورة المياه شاهدت منظراً مقززاً، حيث قام شاب في مقتبل العمر من جنسية أجنبية بتقبيل صديقته على مرأى ومسمع من هم حوله». تضيف نهى غاضبة: «البعض استنكر هذا الأمر والبعض الآخر قام بالتفوه بألفاظ جارحة، أما أنا فلم أستطع الصمت والتجاهل، فطلبت من رجال الأمن المتواجدين في المركز التفاهم معهما، وإبلاغهما أن مثل هذه السلوكيات مرفوضة في المركز، ولا يحق لأحد تجاهل القوانين والتعليمات التي تنص على عدم ارتكاب مثل هذا السلوك الفاحش». أما سالم أحمد - موظف فيصف ماحدث عن شاطئ الجميرا بدبي بأنه»صدمة»، مشيراً بالقول: «إن الكثير من المقيمين بالإمارات يستغلون طيبة أهلها، وعدم وجود قوانين صارمة تحد من تلك التصرفات، الأمر الذي يجعلهم يتمادون في تلك السلوكيات الخارجة عن الآداب». ويرى سالم أن الحل «هو تشديد العقوبات حتى تكون رادعة لكل من ينتهك الآداب العامة في أي إمارة مع الإبعاد». مضيفاً: «لو صدرت أحكام عقابية مشددة ضد من يخالفون قيم المجتمع قطعاً سيلتزم الجميع بالآداب العامة». عناق.. يثير الغرائز يلفت هاشم خميس إلى جانب لا يقل أهمية وهو: «أن «كثيرين ممن ينتمون إلى جنسيات غربية باتوا لا يراعون الآداب العامة في المطاعم أو المراكز التجارية أو الحدائق والشواطئ، إذ يتبادلون القبلات والأحضان علناً في الشوارع والمراكز التجارية، كما ترتدي النساء ملابس قصيرة تخدش الحياء وتثير الغرائز». يحكي هاشم عن الموقف الذي رفع الضغط لديه: «في أثناء زيارتي لمركز تجاري برفقة أبنائي لاحظ إبني وجود فتاة مراهقة برفقة صديق لها يتغامزون ويتلامزون ويقبلون بعضهم البعض في إحدى زوايا الجدار، فصرخ إبني وقال «شوف أبوي شو يسون شكله يبوسها»، فمجرد أن قال لي إبني ذلك شعرت بالغضب وفوران دمي واقتربت من المراهقين وشكيتهم عند شرطة الآداب، التي جاءت بسرعة البرق وتفاهمت معهم. سلوكيات خارجة تنتقد مريم سالم هذه التصرفات من قبل وعناق، وتقول: «صحيح إنها حرية شخصية، لكن أن تمارس في الأماكن العامة وتتعارض مع تقاليدنا وأصول عاداتنا فهنا المشكلة والخطأ، بالإمكان أن يتم ذلك في مكان مغلق وبعيد عن أعين المتطفلين، في بيوتهم ما دامت لاتضر الآخرين». تصمت مريم وتتحدث باستهزاء قائلة: «الكثير من المتسوقين أو مرتادي المطاعم ودور السينما عندما يشاهدون العناق والقبل لا يستطيعون منع ذلك أو الاعتراض عليه، وبالتالي يجد البعض أن التغاضي والتحاشي عن تلك المناظر هو الصحيح، وآخرون يجدون التذمر بينهم وبين أنفسهم هو الحل». توعية وإرشاد من ناحيته العقيد مكتوم علي بن عزيز الشريفي، مدير مديرية شرطة العاصمة التابعة للقيادة العامة لشرطة أبوظبي يؤكد أن حالات العناق والقبل بين بعض السياح الغربيين والآخرين تكاد لا تذكر، فالسائح من مجرد وضع قدميه على أرض مطار أبوظبي توزع له مجموعة من النشرات والكتيبات الإرشادية التي توضح بعض التعليمات والإرشادات الواجب عليه التقيد بها وفقا لعادات وتقاليد الدولة . يضيف الشريفي:»في حالة وجود خطأ من قبل السائح بطريقة غير مقصودة، فإن بعضا من أفراد الشرطة السياحية يلجأون في أغلب الأحيان إلى توعية وإرشاد وتنبيه السائح جراء ما يبدر عنه من سلوكيات شاذة، أما أن وصلت بلاغات تكاد تكون معدودة من قبل الجمهور، فإننا نتخذ الإجراء اللازم لأجل أن تسير الأمور بكل بسهولة وراحة، ونعمل في هذا الموضوع بهدوء وصمت، حيث لا ننتظر وقوع المشكلة لكننا دائما متنبهون لكافة المؤشرات التي قد تؤدي لوقوع المشكلة. ويختم الشريفي بالقول: نحارب ظاهرة العناق والقبل بين بعض السياح الأجانب الجاهلين بعاداتنا وقيمنا من واقع توجه القيادة بالمحافظة على عادات وتقاليد وقيم المجتمع المحلي، حيث نعمل وفق فلسفة تهدف في المقام الأول المحافظة على الأمن مع تقديم صورة حضارية للدولة». الشرطة السياحية من جانبه الرائد مزيد فهد العتيبي، رئيس قسم الشرطة السياحية بالإنابة في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، يوضح أنَّ قسم الشرطة السياحية، ومنذ بدء عمله في أكتوبر الماضي، حرص على الاهتمام المتواصل بالنهوض بالأمن السياحي في إمارة أبوظبي ومواكبة الانفتاح الحاصل في صناعة السياحة، وبناءً عليه تم وضع استراتيجية عمل للقسم عنوانها «سياحة آمنة»، وتحمل رسالة مفادها تحقيق أعلى معايير الأمن والسلامة، في ظل أجواء هادئة وأهداف تنصب في العمل على الحد من الحوادث التي يتعرض لها السياح من خلال وضع الحلول الوقائية والتواصل مع السياح، وخلق إحساس بالأمن والاطمئنان لدى السياح القادمين إلى الإمارات والمغادرين منها، وإنهاء مشاكل السياح في مراكز الشرطة وتسهيل الإجراءات اللازمة لهم بأسلوب يقلل الوقت أو الفترة الزمنية لتواجدهم في المراكز، والتنسيق بين القسم وبقية الأقسام والمؤسسات الفاعلة لتسهيل إجراءات السياح بعيداً عن الروتين، مع احترام حقوق جميع الأطراف والتحكم في إجراءات العمل لضمان السير وفقاً للمخططات المرسومة التي تؤثر فعلياً في إسراع الإجراءات، والتحكم بها لخدمة الغاية التي أنشئ من أجلها القسم بالإضافة إلى رفع الكفاءة وأسلوب الأداء الوظيفي للعاملين في القسم والمراكز الشرطية المختلفة وموظفي الخدمة العامة المتواصلين مباشرة مع السائح، من خلال عقد دورات لهم بالتعاون مع إدارة التدريب بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي يحاضر فيها متخصصون في مجال السياحة، لافتاً إلى أن جميع العاملين بالقسم قد تم اختيارهم وفق معايير خاصة من حيث المظهر واللباقة في التعامل ومعرفة أكثر من لغة لإمكانية التعامل مع السائحين من مختلف الجنسيات. وحول أماكن تواجد الشرطة السياحية قال الرائد مزيد العتيبي إن المكتب الرئيس للقسم يقع في مبنى مديرية شرطة العاصمة، كما لدينا مكتب على شاطئ كورنيش أبوظبي الجديد والذي من مهام عمله مراقبة الحالة الأمنية على الشاطئ وإعداد تقارير بذلك، وتلقي البلاغات عن أية أحداث تقع وإحالة البلاغات بعد رصدها إلى قسم شرطة الخالدية والحفاظ على المعثورات وتسليمها لأصحابها، بعد التأكد من ملكيتهم لها وفي حال عدم المراجعة يتم إرسالها لمديرية شرطة العاصمة، كما يقوم المكتب بتسوية الخلافات البسيطة التي تحدث والناتجة عن سوء التصرف بالطرق الودية ومراقبة سلوكيات وتصرفات مرتادي الشاطئ والتأكد من عدم حدوث ما يخدش الحياء العام والرد على استفسارات الجمهور إما شخصياً أو من خلال الاتصال على هاتف رقم «6999999 «أو موقع شرطة أبوظبي الإلكتروني HYPERLINK «http://www.adpolice.gov.ae/» www.adpolice.gov.ae/ وتقديم النصح والإرشاد لهم ، كما تواجد دوريات الشرطة السياحية في أماكن الفعاليات والمخيمات الصحراوية . في عهدة المحاكم في حادثة ليست الأولي بل الثالثة أيدت محكمة دبي حكماً بالسجن لمدة شهر ضد رجل وامرأة بريطانيين بسبب تبادلهما القبل في مكان عام. وقبض في نوفمبر الماضي على رجل بريطاني يعيش في دبي وصديقة له بتهم تبادل القبل الحميمة في مكان عام واحتساء الخمور. وشكت أم إماراتية من أن طفلها شاهد هذه التصرفات. وهذه هي المرة الثالثة خلال أقل من عامين التي يخالف فيها بريطانيون قوانين الاحتشام في دبي الإمارة المسلمة التي ينتشر فيها السائحون والموظفون الغربيون.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©