الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أيام الغضب في «سان كريستوبال»

16 مارس 2014 11:16
سبيلا برودزينسكي محلل سياسي أميركي ملأت المواجهات العنيفة بين قوات الأمن الفنزويلية والمحتجين المناهضين للحكومة في الأيام القليلة الماضية الشوارع في مدينة سان كريستوبال الواقعة في غرب البلاد. وقتل طالب أثناء محاولة الحكومة استعادة السيطرة على المدينة التي تعرقلت حركة المرور فيها بسبب الحواجز التي يقيمها المحتجون منذ أكثر من شهر. ولكن المنطقة التي طالما اعتبرت معقلاً للمعارضة لم يؤد اللجوء إلى القوة لإخلاء الشوارع فيها إلا إلى تقوية عزم المحتجين. وقد صرح خوسيه فيسينت جارسيا وهو زعيم طلابي وعضو في مجلس بلدية المدينة قائلاً في نبرة إصرار: «إن كل حاجز يزيلونه سنعيد بناءه». واستخدم الحرس الوطني آلات ثقيلة وسيارات مصفحة لإزالة الحواجز. وفرقت القوات المحتجين وغالبيتهم من الطلاب بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وقيل إن بعض المليشيات المدنية الموالية للحكومة استخدمت الرصاص الحي. وحتى بينما كان المحتجون يؤبنون محتجاً قتل برصاصة في صدره بدأوا في إقامة حواجز جديدة في التقاطعات المحورية من المدينة. ويشدد جارسيا على أنهم: «سيردون على القمع بنزول مزيد من الناس إلى الشوارع». يشار إلى أن منطقة الأنديز في فنزويلا تضم ولاية تاتشيرا التي توجد فيها مدينة سان كريستوبال وسكانها يطلق عليهم اسم «الجوشويون» وكانت هذه الكلمة تستخدم على وجه الاستخفاف، ولكنها أصبحت مصطلحا عادياً الآن. وخارج المنطقة، ينظر إلى «الجوشويين» باعتبارهم أشخاصاً وادعين وصارمين ولكن بعض المحللين يقولون إن العناد والمثابرة من أهم خصالهم. وقد أصبح شعار «الجوشويون غاضبون» مصدراً لإعجاب الفنزويليين المناهضين للحكومة على امتداد البلاد، منذ بدء الاحتجاجات. وشعار «الجوشويون غاضبون» له جذور في تاريخ البلاد. ففي عام 1899 سار سيبريانو كاسترو من تاتشيرا إلى كاراكاس بفريق قوامه 1500 رجل واتهموا الرئيس الفنزويلي في ذلك الوقت بانتهاك الدستور. وأطاح كاسترو بالرئيس وتولى السلطة بنفسه. ولم تغب هذه السابقة التاريخية عن احتجاجات الطلاب في سان كريستوبال حيث قال زعيم الطلاب جارسيا: «يمكننا أن نحذو حذو كاسترو... ولكنها الخطة البديلة. نحن الآن في الخطة الأولى وهي احتجاجات الشوارع والحواجز». وبسبب موقع الولاية التي تتاخم كولومبيا وتاريخها، فلا يتوقع إلا قلة من الناس انتهاء الاحتجاجات والاشتباكات مع القوات الحكومية قريباً. و«الجوشويون» محافظون تقليدياً في مواقفهم السياسية، فقد تقاعسوا عن دعم خطة الرئيس الراحل هوجو تشافيز «اشتراكية القرن الحادي والعشرين». وفي الانتخابات الرئاسية للعام الماضي كانت ولاية تاتشيرا واحدة من ثماني ولايات تفوق فيها مرشح المعارضة هنريك كابريليس على الخلف الذي اختاره تشافيز وهو الرئيس الحالي نيكولا مادورو الذي فاز بفارق 1,5 في المئة من الأصوات. وفي انتخابات المحليات في ديسمبر فازت المعارضة بنسبة 60 في المئة من الأصوات في سان كريستوبال. وحتى عندما حقق تشافيز انتصارات انتخابية كاسحة عام 2006، فاز في تاتشيرا بفارق هو الأصغر على امتداد البلاد بلغ 2,5 نقطة فحسب. وبحلول عام 2012، كانت الولاية إحدى ولايتين خسر فيهما تشافيز. ولكن سكاناً محليين يقولون إن الاحتجاجات تتعلق بالحياة اليومية أكثر مما تتعلق بالسياسة الحزبية. فقد عانى الفنزويليون من شح البضائع الأساسية لسنوات طوال، ومؤشر الندرة في البنك المركزي يشير إلى أن ربع البضائع الأساسية غير متوافر على امتداد البلاد طوال شهر يناير هذا العام. وفي سان كريستوبال، يستيقظ أوسكار جوزمان الساعة الرابعة صباحاً ليقف في طابور خارج متجر للبيع بالتجزئة يفتح أبوابه الساعة الثامنة صباحاً. ويذهب جوزمان إلى المتجر ليحصل على طحين الذرة الذي يستخدم في إعداد كعكة الذرة التقليدية. وحالف الحظ جوزمان فقد كان لدى المتجر هذا النوع منم الطحين، ولكن لم يُسمح له إلا بشراء كيلو جرام واحد. ولأسرة مؤلفة من خمسة أفراد فلن يصمد كيلو الطحين طويلاً. وفي الوقت نفسه توجد عبر الحدود الكولومبية في سوق مركزي في مدينة كوكوتا أكداس من عبوات الطحين ذاته الذي يحتاجه جوزمان. وكان طلاب الجامعات أول من بدأ الاحتجاجات الشهر الماضي عندما طالبوا بتعزيز الأمن بعد زعم محاولة اغتصاب طالبة. وتأجج الغضب بعد أن ردت الحكومة بحملة أمنية مشددة والقت القبض على محتجين ثم اندلعت انتفاضات عامة بسبب نقص المواد الغذائية والتضخم المتصاعد ومعدل جريمة منتشر في البلاد هو الأعلى في العالم. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©